كشفت وكالة “أسوشيتد برس” عن تجنيد السلطات اليونانية لسكان قرويين يقيمون في بلدات قرب الحدود لإلقاء القبض على المهاجرين القادمين من تركيا.
وقالت الوكالة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني: “على مدار سنوات اعتاد أهالي القرى الذين يعيشون قرب الحدود اليونانية مع تركيا على رؤية مجموعات صغيرة من الأشخاص تدخل بلدهم بشكل غير قانوني، وغالبا مان كانوا يقدمون لهم القليل من الطعام ويرشدونهم إلى أقرب مقر للشرطة أو محطة قطار”.
ولكن هذا الترحيب الدافئ، بحسب الوكالة، قد انتهى عندما بدأت تركيا في توجيه آلاف المهاجرين إلى اليونان، مصرة على أن تستقبلهم الأخيرة كلاجئين.
ولكن الحكومة اليونانية أغلقت الحدود ودفعت الشرطة وتعزيزات عسكرية للمساعدة في منع هذا التدفق البشري ن التسلل للبلاد.
واحتشد المواطنون في منطقة الحدود خلف الشرطة المنتشرة يجمعون لهم المؤون ويقدمون أي مساعدة ممكنة، وذلك في إطار ما يعتبرونه جهدا وطنيا لوقف الغزو المدفوع من تركيا.
وفي حالات عديدة، طلبت السلطات من أهالي القرى الذين لديهم دراية بتضاريس المنطقة المساعدة في تحديد مواقع المهاجرين الذي تمكنوا من التسلل عبر الفتحات الموجودة في السياج الحدود أو من خلال عبور نهر إيفروس الذي يرسم معظم الحدود اليونانية التركية، والبالغ طولها 212 كيلومتر.
وقال بانايوتيس أجيلاداركيس القائد المحلي في قرية أموريو التي تقع على مسافة 300 متر من ضفة النهر: “نحن ولدنا هنا، ونعيش هنا، ونعمل هنا، نحن أدرى بالمعابر أكثر من أي شخص”.
قرى أخرى استجابت لدعوة متقفى الآثار المتطوعين، حيث تراقب مجموعات صغيرة من رجال غير مسلحين نقاط العبور بعد حلول الظلام للإمساك بالمهاجرين المتسللين وتسليمهم للشرطة.
ونقلت الوكالة عن أجيلاداركيس الذي كان يقود شاحنة صغيرة مع زميل له من قرية حدودية يونانية، على طريق غير ممهد: “إننا نجلس عند المعابر، وهم يأتون (المهاجرون). نبقيهم هنا معظم الوقت، ونتصل بالشرطة التي تأتي للقبض عليهم. ومن ثم فالأمر يرجع إلى الشرطة. لسنا مهتمين بمكان أخذهم. نحن نحاول فقط المساعدة في هذا الجهد الذي يقوم به الجيش والشرطة “.
وأشار أجيلاداركيس إلى أن جميع المهاجرين الذين قابلهم خلال الأيام القليلة الماضية كانوا متعاونين، قائلا:” هؤلاء الناس خائفون. لم يتسبب أحد منهم في أي مشكلة”.
وأعلنت تركيا الجمعة فتح حدودها البرية والبحرية أمام اللاجئين والمهاجرين، في إعلان أثار المخاوف في أوروبا من حدوث أزمة هجرة شبيهة بتلك التي شهدتها القارة عام 2015.
وعقب إعلان تركيا سارع آلاف اللاجئين للتوجه إلى الحدود في أدرنة، حيث وقعت مواجهات مع الشرطة اليونانية في الأيام القليلة الماضية.
كما وصل مهاجرون انطلقوا من تركيا إلى جزر يونانية مثل ليسبوس.
واتهمت تركيا اليونان باستخدام الذخيرة الحية ضد مهاجرين، وقالت إن ثلاثة أشخاص قتلوا، ورفضت أثينا تلك الاتهامات معتبرة أنها “أخبار كاذبة”.
وتخشى اليونان وشركاؤها الأوروبيون تدفق موجة لجوء جديدة من سوريا. ووصل أكثر من مليون لاجئ إلى أوروبا عام 2015، وانتهت تلك الموجة عقب توقيع اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لتنظيم تنقلات اللاجئين.
وتواجه اليونان صعوبات في الاعتناء بآلاف طالبي اللجوء، بعضهم موجود في البلاد منذ عدة أعوام، خاصة في الجزر التي تعاني مخيماتها من الاكتظاظ وظروف عيش مزرية بحسب مصر العربية.