في مقابلة مع صحيفة تسايت الألمانية، أكد جوناس شميدت ، عالم الفيروسات بمستشفى هامبورج الجامعي، أن ليس كل من يسعل أو ترتفع درجة حرارته مصابا بكورونا، محذرا من الهوس المصاحب للمرض المستجد
ورأى الخبير أن أعراض مثل الحمى والتهاب الحلق وصعوبات التنفس، ليست كافية لطلب إجراء اختبار فيروس كورونا المستجد.
وأوضح الخبير الألماني أن اختبار كورونا يستهدف في المقام الأول الأشخاص المعرضين للخطر بسبب تقدمهم في السن أو معاناتهم السابقة من أمراض الجهاز التنفسي، وهذا هو السبب في عدم الموافقة على طلب العديد من الألمان إجراء الاختبار.
وأشار شميدت، خبير الفيروسات بمستشفى هامبورغ الجامعي، إلى أن الأطباء الممارسين بالمستشفيات هم من يقررون حاليًا من الذي يخضع للاختبار، ويستندون فقط على توصيات معهد روبرت كوخ (RKI).
على سبيل المثال، لا بد من خضوع الأشخاص الذين كانوا على اتصال بأشخاص مصابين، أو كانوا يعيشون في مناطق تفشى بها الوباء، وهذا الاختبار يتم تصنيفه على أنه “مبرر”
ولفت الخبير الألماني إلى أن اختبار فيروس كورونا في حد ذاته عملية معقدة للغاية، لذلك يستخدم الأطباء تقنية تسمى PCR، التي تستخدم أنزيم ، البوليميراز ، المساعد في عملية تناسخ الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين، بحيث تتضاعف المادة الوراثية وتقارن بالمواد الوراثية المعروفة.
ولحسن الحظ ، لا تعمل تقنية PCR فقط مع علم الوراثة البشرية، بل تعمل أيضًا مع الفيروسات، وبهذه الطريقة ، قامت الآن مختبرات مختلفة حول العالم بتطوير اختبار فيروس كورونا المستجد، بحسب الخبير الألماني.
وأضاف شميدت، عالم الفيروسات، أن منظمة الصحة العالمية أوصت ببروتوكول الاختبار PCR ، الذي تم تطويره في مركز أبحاث العدوى في مستشفى شاريتي ببرلين تحت إشراف مكتشف سارس، الخبير الألماني، كريستيان دروستن.
وساعد الاختبار بتقنية PCR أكثر من ثلاثين مختبرًا في جميع أنحاء ألمانيا الآن في اكتشاف الفيروس التاجي، حيث يمكن تحديد المرض في غضون ساعات قليلة.
ومع ذلك ينصح الخبراء أيضًا بأخذ عينة من الشعب الهوائية العميقة على سبيل المثال، من البلغم عند السعال، لكن ما يحول دون ذلك هو احتمالية التعرض لخطر الإصابة.
وأوضح الخبير أن نقل العينة من العيادة إلى المختبر يتبع قواعد صارمة، لأنه بمجرد وصول العينة إلى هناك، توضع في جهاز يكشف عن جين الفيروس المستجد، فإذا ظهر يكون الاختبار إيجابيا، وإذا لم يتم العثور عليه تكون العينة سلبية.
وفي بعض الحالات تكون أعراض كورونا مشابهة لأعراض عدوى سارس، ويكلف هذا الإجراء أكثر من 100 يورو.
وأردف الخبير الألماني أنه يمكن لمختبرات مثل مختبر شاريتي ببرلين إجراء ما يصل إلى 1000 اختبار PCR يوميًا، شريطة أن تتوافر الإمداد بالمواد المخبرية الضرورية بصفة دائمة.
واستطرد: “إذا كان الأطباء سيختبرون ببساطة معظم الناس في ألمانيا ، فإن هذا يؤدي إلى تأخير اكتشاف سلاسل العدوى الفعلية”
ومضى العالم الألماني يقول: ” الهيئات الصحية حول العالم تؤخر معركتها ضد فيروس كورونا، وتستهدف الآن فقط العثورعلى الأشخاص المصابين بسرعة لعزلهم وبالتالي كسر سلسلة العدوى.”
وبحسب قوله، توفر هذه الطريقة للأطباء الوقت الكافي لرعاية المرضى الذين يصابون بكورونا، وخلاف ذلك، قد يؤدي إلى التحميل الزائد على المختبرات ويرفع الضغط على نظام الرعاية الصحية بأكمله بحسب مصر العربية.