توقع صندوق النقد الدولي، في تقرير أصدره اليوم الثلاثاء، أن تقلص جائحة كورونا الاختلالات في الحسابات الجارية حول العالم (الفوائض والعجوزات) من حوالي 3% من الناتج المحلي العالمي في عام 2019 إلى نحو 0.3% في عام 2020.
وأعد التقرير مارتن كاوفمان، المدير المساعد في إدارة الإستراتيجيات والسياسات والمراجعة، ودانييل لي، نائب رئيس قسم في إدارة نصف الكرة الغربي في الصندوق.
وقال الخبيران في تقديمهما للتقرير عبر الموقع الرسمي للصندوق: داهمت العالم أزمة “كوفيد-19″، وهو يعاني بالفعل من اختلالات خارجية مزمنة، وقد سببت الأزمة انخفاضاً حاداً في حركة التجارة وتحركات كبيرة في أسعار الصرف، مع انخفاض محدود في عجوزات وفوائض الحسابات الجارية العالمية.
وأضاف الخبيران: تظل الآفاق المتوقعة ضبابية إلى حد كبير، إذ لا تزال تخيم عليها مخاطر حدوث موجات جديدة من العدوى، وتحولات في اتجاه تدفقات رأس المال، ومزيد من التراجع في حركة التجارة العالمية.
وفقاً للتقرير، فإن النسبة التي يتوقعها الصندوق للفوائض والعجوزات في عام 2020 نحو 0.3% فقط من إجمالي الناتج المحلي العالمي، هي أقل مما شهدته فترة ما بعد الأزمة المالية العالمية قبل نحو 10 سنوات.
وقال معدا التقرير: إن الأولويات العاجلة على صعيد السياسات تتمثل في توفير مساعدات عاجلة لتخفيف الأزمة وتشجيع التعافي الاقتصادي.
وزادا: بمجرد انحسار الجائحة، يتعين بذل جهود جماعية للإصلاح من جانب البلدان ذات الفوائض والبلدان ذات العجوزات، حتى يتسنى تقليص الاختلالات الخارجية العالمية، علماً بأن الحواجز التجارية لن تكون فعالة في تحقيق هذا الهدف.
ويقدم تقرير “القطاع الخارجي” لصندوق النقد الدولي تقييمات للاختلالات الخارجية وأسعار الصرف في أكبر 30 اقتصاداً في العالم، كل منها على حدة.
وتتفاوت الاختلالات بين بلد وآخر، وقال معدا التقرير: إن الاقتصادات التي تعتمد على قطاعات شديدة التأثر؛ كالنفط والسياحة، أو على تحويلات العاملين في الخارج، يمكن أن تشهد هبوطاً في أرصدة حساباتها الجارية بما يزيد على 2% من إجمالي الناتج المحلي.
وحذر الصندوق من أن موجة أخرى من الضغط المالي العالمي قد تؤدي إلى مزيد من التحولات في مسار التدفقات الرأسمالية، والضغوط على العملات، وزيادة مخاطر الأزمات الخارجية في الاقتصادات التي تعاني من مواطن ضعف سابقة على الأزمة.