د. عارف علوي: كشمير تعاني الحصار العسكري والقتل وتغيير الهوية
عمران خان: ضم كشمير للهند جريمة وانتهاك للقرارات الأممية
شاه خان: الهند تعتقل 13 ألف كشميري بينهم نساء واطفال
سدرا حق: نسعى للتكامل الاقتصادي مع الدول العربية والإسلامية
أكد شاه نظر خان القائم بالأعمال بسفارة باكستان في القاهرة أن سفارة باكستان تحيي يوم استغلال كشمير أو يوم حصار كشمير من جانب السلطات الهندية والذي بدأ في 5 أغسطس 2019م، والذي بموجبه فرضت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسية المتطرفة الحاكمة في الهند الحصار العسكري المستمر دون انقطاع للأشقاء والأخوات الكشميريين.
جاء ذلك في كلمته أمام الندوة التي عقدتها السفارة بمناسبة مرور عام على قرار الهند الجائر بتغيير الوضع القانوني لإقليم “جامو وكشمير” ذي الاغلبية المسلمة من اقليم يتمتع بالحكم الذاتي وفقا لقرارات مجلس الامن الدولي إلى جزء من الهند، وشارك فيها عدد من مسئولي السفارة والمهتمين وبمشاركة كبيرة من الإعلاميين والصحفيين.
وأضاف بأن الهند التي تنتهك الحقوق الأساسية للكشميريين على مدى العقود السبعة الماضية من خلال الاحتلال غير القانوني ومنذ اربعينيات القرن الماضي قامت في 5 أغسطس 2019م بسن قانون “إعادة تنظيم جامو وكشمير “.
تطابق السياسات “الإسرائيلية” والهندية
واوضح شاه نظر خان أن هذا القانون يستهدف تغيير وضع الإقليم المتنازع عليه والذي يتمتع بالحكم الذاتي المعترف به دوليًا إلى الاحتلال الكامل والمخالف للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والاتفاقيات الثنائية مع باكستان وضم الإقليم نهائيا إلى الهند ومحاولة تغيير اغلبيته المسلمة بإحلال الهنود محل السكان الاصليين وتغيير الهوية الإسلامية للكشميريين.
واشار إلى إن الإجراءات الهندية غير القانونية وأجندة الفصل العنصري الديموغرافي في كشمير تماثل سياسة الاحتلال “الإسرائيلي” غير القانوني للأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) وتكثيف المستوطنات اليهودية في تلك المناطق.
ولفت الانتباه إلى أن قرار رئيس الوزراء الهندي الاحتفال بتدمير مسجد بابري في 5 أغسطس، هو شهادة أخرى على كراهيته للمسلمين، وسياساته الانتكاسية، وميوله الفاشية.
وكشف النقاب عن أن اقليم “جامو وكشمير” يواجه أزمة إنسانية خطيرة تتمثل في اعتقال قوات الاحتلال الهندي 13 ألف مدني بريء بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و8 سنوات.
وتقوم السلطات الهندية بتعذيب الكشميريين المحتجزين، وتصمم صدامات مزيفة لقتل صبية صغار، وتستخدم الاغتصاب كأداة للخضوع السياسي.
ومن اجل صرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان تجاه الكشميريين -يضيف – تلجأ الهند إلى القصف عبر خط السيطرة، الذي يستهدف المدنيين الأبرياء في القرى الواقعة على الجانب الباكستاني، مؤكدًا أن السياسة الخارجية المعدلة والهيمنة التي يتبعها النظام الهندي الحالي تهدد السلام والأمن الدوليين، كما شهدنا مؤخراً في نزاعاته الحدودية مع الصين ونيبال.
ضرورة التحرك الدولي
وشدد شاه نظر خان علي أن باكستان تدعو المجتمع الدولي إلى تجنب التحفظ في إدانة الوضع الخطير لحقوق الإنسان في اقليم “جامو وكشمير”، وتدعو الهند إلى احترام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن نزاع جامو وكشمير، مما يسمح للكشميريين بممارسة حقهم في تقرير المصير.
وفي ختام الندوة تلا شاه نظر خان القائم بالأعمال بالسفارة الباكستانية كلمة د. عارف علوي رئيس جمهورية باكستان بمناسبة يوم حصار كشمير والتي قال فيها:
يصادف اليوم مرور عامً على اتخاذ الهند إجراءات غير قانونية وأحادية في جامو وكشمير التي تحتلها الهند بشكل غير قانوني في محاولة لتغيير وضعها كإقليم متنازع عليه كما هو معترف به دوليًا وتغيير هيكلها الديموغرافي.
ما أعقب ذلك هو أسوأ وضع لحقوق الإنسان في تاريخ نزاع “جامو و كشمير” مع اثني عشر شهرًا من الحصار العسكري الوحشي المتواصل والقمعي حوصرت خلاله وسائل الإعلام، وجرت عمليات القتل دون أي محاسبة قانونية في صدامات مفتعلة مزيفة.
بالإضافة للقيود المفروضة على الحريات الأساسية لمحاولة كسر إرادة الشعب الكشميري، بينما تستمر المحاولات لتغيير هوية الكشميريين المميزة بلا هوادة.
من خلال إجراءاتها غير القانونية والانفرادية في 5 أغسطس 2019 وقوانين الإقامة غير الشرعية، تنتهك الهند بشكل مباشر قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (UNSC) ذات الصلة الذي يعتبر اقليم جامو وكشمير يتمتع بالحكم الذاتي طبقا للقانون الدولي ، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة.
وبهذه الممارسات غير القانونية تقف الهند مكشوفة أمام المجتمع الدولي حيث تستمر أجندة “سياسة الهندكة” في اغتصاب الحقوق الأساسية للكشميريين والحريات السياسية والدينية للأقليات.
تطبيق القرارات الدولية ضرورة
واوضح الرئيس الباكستاني د. عارف علوي بان باكستان تتوقع أن يحظى الاحتلال الهندي غير الشرعي في “جامو وكشمير” بالتركيز الذي يستحقه من المجتمع الدولي مؤكدا ان باكستان ستواصل إثارة القضية في كل منتدى متاح حتى يحصل الشعب الكشميري على حقه المشروع في تقرير المصير على النحو المعترف به في قرارات مجلس الأمن الدولي ووفقًا لرغبات الشعب الكشميري.
ثم قام شاه نظر خان بتلاوة كلمة عمران خان رئيس وزراء باكستان والتي قال فيها: يصادف اليوم مرور 365 يومًا على الحصار العسكري اللاإنساني غير المسبوق والحصار المفروض على الاتصالات منذ الإجراءات الهندية غير القانونية والانفرادية في 5 أغسطس 2019 بإلغاء الوضع القانوني لإقليم “جامو وكشمير” باعتباره اقليما ذي اغلبية مسلمة وليس جزءا من الهند.
وشدد على ان الإجراء الهندي بإلغاء الوضع القانوني للإقليم ذي الحكم الذاتي وضمه للهند يعد جريمة ضد الإنسانية حيث دمرت الأرواح، واعاقت سبل العيش لافتا إلى أن ثمانية ملايين كشميري أصبحوا سجناء في منازلهم و تم حجب أي اتصال لهم مع العالم الخارجي عمداً لإخفاء حجم انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها ضدهم قوات الاحتلال الهندية.
واوضح ان ظاهرة استشهاد الشباب الكشميري دون أي محاسبة قضائية لمن ارتكبوا تلك الجرائم في صدامات مفتعلة ومزيفة تحت ستار ما يسمى بعمليات “التطويق والتفتيش” اصبحت تتم بشكل يومي تقريبًا، بينما تظل القيادة السياسية الكشميرية الحقيقية رهن الاحتجاز.
واشار إلى هذا أن حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسى المتطرف والتوسعي الممثل في الحكومة الهندية الحالية يتبني وبلا هوادة أجندة “الهندكة” من خلال اجراءات تسعى إلى تغيير الهيكل الديمغرافي للمنطقة وتحويل أغلبيتها المسلمة إلى أقلية في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والقوانين الدولية، ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة.
الانتهاكات الهندية كشفتها أمام العالم
وأضاف د. عارف علوي بانه كما هو متوقع، رفض الكشميريون هذه “الارتباطات غير القانونية الخداعة”، وكذلك باكستان كما رفع البرلمانيون والصحفيون والعاملين في المجال الإنساني والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان وأعضاء المجتمع الدولي أصواتهم بشأن الانتهاكات الجسيمة المستمرة لحقوق الإنسان في جامو وكشمير
مما جعل الهند تقف مكشوفة أمام العالم مرة أخرى، كظالم ومعتدي كما انها خسرت مصداقيتها العلمانية والديموقراطية.
وناشد المجتمع الدولي التدخل العاجل من أجل إنقاذ شعب جامو وكشمير المحاصر، ومن أجل العدالة والكرامة الإنسانية، وأن يتدخل على الفور ويدعم إدانته للانتهاكات في كشمير بخطوات عملية تجبر الهند على تغيير مسارها الحالي ضد الشعب الكشميري.
وشدد على أن باكستان ستبقى دائمًا مع إخوانها وأخواتها في جامو وكشمير ولن نقبل أبداً، ولن يقبل الكشميريون، الأعمال الهندية غير القانونية وقمع الشعب الكشميري لافتا إلى الهند فشلت بالفعل في منع أصوات الشعب الكشميري من الوصول إلى المجتمع الدولي، وأنها ستفشل في فرض سياسة “الهندكة” على شعب غير راغب في التنازل عن حقوقه العادلة وحرياته الأساسية.
واكد علي ان استشهاد اي كشميري وحرق وتدمير منازل الكشميريين لن يضعف عزم الكشميريين على التحرر من الاحتلال الهندي مشددا على أنه طوال صراع الكشميريين مع المحتلين الهنود ستقف باكستان جنبًا إلى جنب مع إخوانها الكشميريين حتى يحصلوا على حقهم الطبيعي في تقرير المصير من خلال استفتاء حر ونزيه تحت رعاية الأمم المتحدة وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
التكامل الاقتصادي العربي والإسلامي
ومن جانبها اوضحت سدرا حق الملحق التجاري بالسفارة ان باكستان تسير على سياسة دعم التعاون الاقتصادي مع الدول العربية والإسلامية مشيرة إلي أن نموذج العلاقات التجارية والاقتصادية القوية مع مصر شاهد علي ذلك إلي جانب الدعم السياسي المتبادل في المحافل الدولية في القضايا المختلفة وعلي راسها قضية كشمير ويشاركنا في ذلك منظمة المؤتمر الإسلامي.
وأشارت إلى ان من المشاريع المهمة بين مصر وباكستان الربط بين ميناء جوادر الباكستاني وقناة السويس لافتة إلى انه وفقًا لأرقام مركز التجارة الدولية، صدرت باكستان سلعا بقيمة 93.2 مليون دولار أمريكي إلى مصر، استوردت منها بقيمة 256.7 مليون دولار أمريكي.
وأوضحت أن الصادرات الباكستانية إلى مصر أغلبها أدوية وبوليسترين وأدوات الجراحية وأرز، مشيرة إلي ان هناك إمكانات هائلة في الحصول على اللحوم الحمراء عالية الجودة من باكستان للمستهلكين المصريين و تستورد باكستان الغاز الطبيعي والقطن والمناشف الصحية وأجهزة الاستقبال والأسمدة من مصر.