– “حماس”: المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والانتفاضة مثلت محطة تاريخية مهمة للشعب الفلسطيني
– “فتح”: الشعب الفلسطيني يقود انتفاضة ومقاومة ضد الاحتلال بلا هوادة
– “الجبهة الديمقراطية”: انتفاضة الحجارة كانت البداية لانطلاق العمل المقاوم المنظم ضد الاحتلال
– أبو دقة: الانتفاضة أسقطت كل مخططات الاحتلال الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية
– فروانة: الاحتلال ابتدع سياسة تكسير العظام واعتقل 348 ألف فلسطيني
يصادف اليوم الثامن من ديسمبر الذكرى 33 للانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي شكلت مرحلة نضالية وكفاحية تاريخية ضد الاحتلال الصهيوني، فقد انطلقت شرارة الغضب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية، مفجرة انتفاضة الحجارة، التي قمعها الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل ونفذ أبشع أنواع الجرائم، وقد شكلت انطلاق الانتفاضة الأولى في مثل هذا اليوم عام 1987 نواة صلبة لانطلاق العديد من الفصائل وقوى المقاومة الفلسطينية التي ابتكرت أنواعاً متعددة من أساليب المقاومة، منها العمليات الفدائية والإضراب الشامل، والمواجهات المستمرة مع جنود الاحتلال الصهيوني، في كل الميادين بالمخيمات والقرى الفلسطينية.
{source}
<iframe width=”640″ height=”640″ src=”https://www.youtube.com/embed/1V1v2ujnPk8″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>
{/source}
وقد واجه الاحتلال الصهيوني الانتفاضة الفلسطينية العارمة في الأرض المحتلة بالقتل والإرهاب والاعتقال وتدمير المنازل في محاولة يائسة لكسر إرادة الصمود والمقاومة الفلسطينية ووقف انتفاضة شعب بأكمله في وجه الاحتلال، لكل كل تلك المحاولات باءت بالفشل، واستمرت الانتفاضة الفلسطينية بصور متعددة، وتدحرجت من انتفاضة حجارة إلى استخدام المقاومة الفلسطينية للسلاح، والاشتباك مع العدو ونصب الكمائن له، وبات الخوف والرعب يسيطر على جنود الاحتلال أثناء تواجدهم داخل المخيمات والمدن الفلسطينية، وأصبح الاحتلال يحسب ألف حساب للمقاومة الفلسطينية.
ويقول مختصون وسياسيون فلسطينيون: إن انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 شكَّل محطة تاريخية وأعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية، ومثلت انعطافه مهمة على طريق تشكيل العديد من الفصائل والقوى الفلسطينية التي أجمعت على الاستمرار في هذه الانتفاضة في وجه الاحتلال لانتزاع الحقوق الفلسطينية والتصدي لكل محاولات الاحتلال الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
يوم تاريخي
بدورها، أكدت الفصائل الفلسطينية أن ذكرى الانتفاضة الفلسطينية شكلت نواه حقيقة لبناء جبهة مقاومة فلسطينية ضد الاحتلال، وجعل هذا الاحتلال يدفع فاتورة الحساب لاستمرار احتلاله للأرض الفلسطينية.
وقالت حركة “حماس” في ذكرى انتفاضة الحجارة، في بيان لها: إن المقاومة هي خيار إستراتيجي للشعب الفلسطيني، وإن هذا الخيار لن يتم التخلي عنه، لأنه هو السبيل الوحيد لتحرير الأرض من هذا الاحتلال المجرم، مؤكدة أن وحدة الشعب الفلسطيني وبناء مشروعه الوطني على سلم أولوياتها، وأن مواجهة الاحتلال والتصدي لمشروعه الإحلالي التدميري لن يكون إلا بشراكة كاملة بين جميع الفصائل سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا.
وأشارت الحركة إلى أنه قد تجلت في هذه الانتفاضة الوحدة الوطنية ووحدة الدم بين كل فصائل الشعب الفلسطيني ومكوناته، فقاتل الجميع كتفًا بكتف، وكفًا بكف، فاستعصى الشعب الفلسطيني على الكسر، وأذاق الاحتلال ويلات المواجهة والتصدي، وأن شرارة هذه الانتفاضة ما زالت مستمرة، وحطمت كل الرهانات الخاسرة لهذا الاحتلال، لافتة إلى أن ذكرى الانتفاضة ستبقى علامة فارقة وفي ذاكرة الشعب الفلسطيني.
من جانبها، قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة لـ”المجتمع”: إن انتفاضة الحجارة أشعلت روح المقاومة عند الشعب الفلسطيني، ومثلت انتكاسة لهذا الاحتلال المجرم الذي حاول طمس القضية الفلسطينية، وانطلاق انتفاضة الحجارة مثلت ثورة في وجه الاحتلال وصرخة لكل العالم من أجل الالتفات للشعب الفلسطيني الذي رفع خيار المقاومة والتصدي للاحتلال للدفاع عن حقوقه وإسقاط كل مخططات الاحتلال التصفوية للقضية الفلسطينية.
وأكدت أبو دقة أن الاحتلال في محاولة منه لكسر إرادة المقاومة ابتدع سياسة “تكسير العظام” ضد الفلسطينيين الذين انتفضوا في كل الأرض المحتلة في محاولة يائسة لوقف الانتفاضة الفلسطينية، ولكنه فشل، واستمرت جذوة المقاومة حتى يومنا هذا وبأشكال متعددة.
سياسية الاعتقالات والقتل
في السياق، قال مدير دائرة الإحصاء في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة: إن الاحتلال اعتقل خلال الانتفاضة وحتى الآن أكثر من 348 ألف فلسطيني، بينهم 17 ألف سيدة، وآلاف الأطفال، وذلك في محاولة لكسر إرادة الصمود وشعلة الانتفاضة الفلسطينية، كما استشهد 226 أسيراً داخل معتقلات الاحتلال بسبب سياسة الإهمال الطبي والتعذيب الجسدي.
وأشار فروانة إلى أن الاحتلال ابتدع صنوفاً متعددة من التعذيب ضد الفلسطينيين، كل ذلك بهدف وقف الانتفاضة الفلسطينية التي زادت اشتعالاً، ولم يستطع الاحتلال الصهيوني وقفها، ولقد وقف الاحتلال عاجزاً أمام حالة الصمود والمقاومة الفلسطينية بعد اندلاع الانتفاضة الأولى داعياً لمحاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق الأسرى حيث ما زال يقبع العشرات من الأسرى القدامى داخل معتقلات الاحتلال وعلى رأسهم نائل البرغوثي المعتقل منذ 41 عاماً.
بدروها، قالت حركة “فتح”، في بيان لها: إن الشعب الفلسطيني يقود انتفاضة ومقاومة ضد الاحتلال بلا هوادة من خلال مقاومة مستميتة منذ مائة عام ولن يرضخ أو يستسلم أو يتعايش مع الاحتلال، مؤكدة أن الانتفاضة الكبرى عام 1987 يجب أن تكون مناسبة لتكثيف المقاومة والصمود لإسقاط مخططات الضم الاستعمارية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، داعية إلى الوحدة والتلاحم لمواجهة تلك المخططات الاستعمارية، محملة المجتمع الدولي كامل المسئولية تجاه ما ينفذه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني من جرائم تطهير عرقي واستيطان وتهويد وعدوان على المقدسات، بسبب صمته على تلك الجرائم.
في الغضون أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها أن انتفاضة الحجارة، كانت البداية لانطلاق العمل المقاوم المنظم ضد الاحتلال، وعلى مشروعية الحق الفلسطيني من خلال التمسك بهذا الحق أمام العالم، وأظهرت الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال المجرم.
وتبلغ حصيلة الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا على يد قوات الاحتلال أثناء انتفاضة الحجارة بـ1162 شهيدًا، بينهم نحو 241 طفلًا، بالإضافة إلى 90 ألف جريح بينهم آلاف أصيبوا بإعاقات دائمة، وتدمير ونسف 1228 منزلًا، واقتلاع 140 ألف شجرة من الحقول والمزارع الفلسطينية، وإلحاق خسائر جسيمة بالاقتصاد الفلسطيني من خلال منع التصدير والإنتاج وفرض الغرامات المالية الباهظة، التي كانت سبباً في تدهور هذا الاقتصاد وجعله تابعاً للاقتصاد الصهيوني.