نجح الشاب الفلسطيني عمر العسولي، من سكان مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، في استحداث فرصة عمل خاصة به، باستخدام تقنية “الطباعة المائية”، على الأجسام الصلبة.
وحصل “العسولي”، على شهادة جامعية في تخصص هندسة الالكترونيات عام 2017، ولم يجد فرصة عمل في القطاعين الحكومي أو الخاص، رغم امتلاكه خبرة في مجاله، كما يقول لوكالة “الأناضول”.
فقرر أن يفتتح مشروعه الخاص، معتمدا على تقنية حديثة، قال إنها “ذات إقبال واسع بغزة، وتعتمد على الإبداع والابتكار”.
والطباعة المائية، هي أحدث التقنيات في تكنولوجيا “الدهانات”، حول العالم، حيث تعتمد على طباعة الدهان (سواء صور أو نقوشات أو رسومات) على الأجسام الصلبة باستخدام المياه.
ويعتبر العسولي “الطباعة المائية”، من المشاريع “غير التقليدية”.
ويعيش في القطاع ما يزيد عن مليوني فلسطيني، يعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية للغاية جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2007.
وتُظهر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة البطالة بغزة بلغت حتى نهاية الربع الثاني لعام 2020، نحو 49 بالمئة.
كما يعاني نصف سكان غزة من الفقر، فيما يتلقى 4 أشخاص من بين كل 5 مساعدات مالية، حسب إحصائية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مؤسسة حقوقية مقرها جنيف)، أصدرها نهاية يناير/ كانون الثاني لعام 2020.
** تعلّم ذاتي
وتمكّن العسولي من التعرّف على آليات عمل تقنية “الطباعة المائية”، بعد وقت طويل أمضاه في التعلّم الالكتروني الذاتي.
وقال في هذا السياق إن “الإنسان يمكن أن يحترف ويتعلم أسس أي مهنة جديدة من خلال شبكة الانترنت”.
وأوضح أنه تواصل مع أشخاص يقيمون في خارج القطاع ممن “يجيدون هذه التقنية”، لمعرفة حيثياتها، وتفاصيل عملها.
واستكمل قائلا “لم يكن سهلاً التواصل مع أصحاب مشاريع الطباعة المائية، عدا أنهم لا يبوحون بكامل أسرار مهنتهم”.
لكن البحث المعمّق على شبكة الإنترنت، ومتابعة مقاطع الفيديو التي تشرح هذه التقنية، ساعد العسولي في التوسّع بهذا المجال، كما قال.
وتمكّن بعد أشهر من التعلّم، افتتاح متجره الصغير والمختص بـ”الطباعة المائية”.
**الآلية والعمل
ويقول العسولي إن هذه التقنية “المائية”، تعدّ جيدة للطباعة على الأجسام الصلبة، والحديدية مثل “إطارات السيارات، والخشب، والجبس، وهياكل الهواتف المحمولة، والأجهزة الكهربائية”.
وتابع إن الجزء الذي تتم “الطباعة عليه، يجب ألا يتأثر أو يتعرّض للأعطال جرّاء اختلاطه بالمياه”.
وتمرّ القطعة الواحدة، المراد الطباعة عليها، بعدة مراحل، حتّى تصل أخيرا إلى ثبات “النقوشات أو الصور عليها”، وفق العسولي.
هذه المراحل مجتمعة، تستغرق ما لا يقل عن 24 ساعة، حتّى يجف “الدهان” على السطح الصلب، لضمان درجة ثباته.
وخلال حديثه، يشير العسولي إلى مجموعة من “الرسومات التي تتواجد داخل متجره، والتي يمكن استخدامها للطباعة، وجذب الزبائن”.
هذه الطباعة، رغم أنها وفّرت للعسولي فرصة عمل، إلا أنها واجهت عددا من الصعوبات في بدايتها.
وقال إن هذه الصعوبات تتمثل في “توفّر المواد والأدوات اللازمة لإتمام عملية الطباعة”.
وأرجع العسولي ندرة توفّر تلك المواد إلى “منع إسرائيل إدخالها إلى غزة”، لأسباب قال إنها “غير معروفة”.
وللتغلّب على ذلك، استبدل العسولي تلك المواد، بأُخرى محلية، تساهم في إتمام العمل، بالشكل المرجو.
ورغم الصعوبات التي يواجهها العسولي، إلا أنه يشعر بالحماس الكبير، لنجاحه في افتتاح مشروعه الصغير.
ويختم حديثه قائلا “لا يجب الاستسلام للظروف الصعبة والقاهرة، بل يجب أن نشق طريقنا وسط العراقيل، لأننا لا نمتلك خيارا آخر”.