بمناسبة “يوم المرأة العالمي”، طالب إحسان أونتو، رئيس المنتدى الدولي للعدالة لحقوق الإنسان (IFJHRJK) المجتمع الدولي بـ”إنصاف نساء كشمير اللواتي يتحملن العبء الأكبر للصراع المستمر منذ 3 عقود”.
جاء ذلك في رسالة بعثها أونتو إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والاتحاد الأوروبي.
وسلط أونتو في رسالته الضوء على معاناة 4 نساء من كشمير، قُتل أبناؤهن، أو أزواجهن، أو سُجنوا.
وورد في الرسالة أن “رفيقة”، زوجة الزعيم المؤيد للحرية “أياز أكبر”، تعاني من المرحلة الرابعة من مرض السرطان.
ومن منزلها في “مالورا”، إحدى ضواحي سريناغار، قالت رفيقة لأونتو: “يمكنني أن أموت في أي وقت.. أريد أن أرى زوجي قبل ذلك.. لقد واجهنا الكثير من المصاعب”.
وأضافت أن “زوجها سجن بتهم وهمية من قبل وكالة التحقيقات الوطنية الهندية (NIA) بسبب آرائه السياسية”.
وتابعت أن “كثيراً ما أرى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ينشر صوراً خلال لقائه مع والدته، ألا يحق لزوجي رؤية ما يحدث لعائلته؟”.
ألم فقدان الابن
وبينما تتطلع رفيقة للقاء زوجها، طلبت “رفيعة”، من سكان حي “بولواما” المضطرب، من الحكومة الهندية إعادة جثمان ابنها “أطهر واني”، الذي تزعم القوات الهندية أنه كان مسلحاً وقتل في اشتباكات مسلحة، في ديسمبر الماضي في سريناغار، مع شابين آخرين من جنوب كشمير.
وقالت عائلات القتلى: إن “الثلاثة قتلوا في تبادل لإطلاق النار بين القوات الهندية ومقاتلين، وليس لهم صلات بالمقاتلين”.
كما نقل أونتو عن رفيعة أن “ألم فقدان الابن لا يطاق.. لا أريد أن أعيش بعد الآن.. حتى إنهم لم يعيدوا لنا جثمانه.. فليعيدوا جثمانه على الأقل.. لقد كان بريئاً”.
أما مرووفة مهراج كلوال، وهي أم لأربعة أطفال، قالت لأونتو: إنها “تعيش في حالة اكتئاب بعد اعتقال زوجها مهراج الدين كلوال، زعيم مؤيد للحرية، في يوليو 2017.
وقد سُجن “كلوال” في سجن “تيهار” بالعاصمة الهندية نيودلهي بتهم “ملفقة”، بحسب زوجته.
وأضافت أن “أعمار بناتي الأربع يتراوح بين 7 و21 عامًا، وكلهن حزينات جداً.. يردن رؤية والدهن.. لقد ساعدنا أقاربنا في هذه الأوقات الصعبة، لكن هذا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد”.
وتابعت قائلة: “عندما يكون حراً، نخشى أن يتم إلقاء القبض عليه من قبل القوات الهندية لأنه كان دائم الدفاع عن الحرية، وعندما يكون في السجن، نخشى على حياته”.
كما سلطت الرسالة الضوء على قصة “أختارا” التي تعيش في حالة صدمة منذ فترة طويلة بعد اعتقال زوجها بشير أحمد بهات، القيادي المؤيد للحرية، في يوليو 2017؛ حيث تم إيداع بهات في سجن “تيهار” أيضاً، وقبل اعتقاله، كان بهات الملقب “بير سيف الله” قد خضع لعملية جراحية بسبب ورم في المخ.
وجعل الحبس في سجون خارج جامو وكشمير من الصعب، والمكلف على العائلات مقابلة أقاربهم المسجونين.
وقال “فيصل” ابن “أختارا”، لأونتو: إن “والدته بالكاد تخرج من المنزل، وتتحدث أقل، إنها في حالة صدمة”.
وأضاف “لقد دمرت عائلتنا.. هذا ثأر سياسي ضد والدي.. لم تقدم وكالة الاستخبارات الوطنية (NIA) لائحة اتهام ضده، لأنهم بحال قاموا بذلك.. لا يوجد لديهم أي دليل ملموس ضده”.
وأردف “نطالب بالعدالة.. على العالم التدخل”.
العالم كان قاسياً
وحول معاناة النساء الكشميريات، قال أونتو لـ”الأناضول”: إن “العالم كان قاسيًا إلى حد كبير تجاه تلك المعاناة التي استمرت لعقود”.
وأضاف المسؤول الحقوقي: لقد “تعرضت النساء الكشميريات للاغتصاب والقتل والسجن، كما أنهن يتحملن أيضاً عبء رجالهن الذين قتلوا أو شوهوا أو سجنوا أو تعرضوا للاختفاء القسري في الحبس”.
واختتم أونتو حديثه بالقول: إن “تلك المعاناة ليست وليدة الصدفة، وإنما هي نتيجة لسياسة قمع أصوات الحرية “.
وتحتفل الأمم المتحدة في 8 مارس سنوياً باليوم العالمي للمرأة، تقديراً لإنجازاتها في مختلف المجالات.
ويطلق اسم “جامو وكشمير” على الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، ويضم جماعات تكافح منذ عام 1989، ضد ما تعتبره “احتلالاً هندياً” لمناطقها.
ويطالب سكان الإقليم بالاستقلال عن الهند والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسام إسلام آباد ونيودلهي الإقليم ذا الأغلبية المسلمة.