يزداد الغضب تجاه الكنيسة الكاثوليكية في كندا، على خلفية اكتشاف قبور أطفال مجهولين، ضمن مدارس داخلية تابعة لها.
وفي 24 يونيو المنصرم، تم العثور على 751 قبرا غير موثقة تحوي رفات أطفال في حديقة مدرسة داخلية تديرها الكنيسة الكاثوليكية بولاية ساسكاتشوان.
وذكر تلفزيون “سي تي في” الكندي، الخميس، أن الغضب ضد الكنيسة التي ترفض الاعتذار عن فضيحة المدرسة الداخلية، يتزايد أيضا بين مرتاديها.
وأوضحت أن بعض مرتادي الكنيسة قرروا عدم زيارتها، بعد عدم تقديمها أي اعتذار.
ودعا بعض المرتادين الكنيسة الكاثوليكية للاعتذار، فيما قرر بعضهم إنهاء علاقتهم بالكنيسة، مؤكدين عدم قدرتهم على الصمت حيال الفظائع التي يتغاضى عنها رجال الدين، بحسب المصدر ذاته.
وأوضحت الكاتبة برناديت هارداكر أنها ناضلت داخليا بشأن موقف الكنيسة في العديد من القضايا، بما في ذلك حقوق السكان الأصليين، لكنها غادرت الكنيسة عندما وصلت إلى النقطة التي لا يمكن تحملها.
واعتبرت هارداكر نفسها بأنها “كاثوليكية سابقة”، معربة عن خجلها من دعمها لمؤسسة تلجأ للهروب بدلا من تحمل المسؤولية.
ووصفت موقف الكنيسة الكاثوليكية بأنه “أكثر من نفاق وإفلاس أخلاقي“، كما وصفت ما حدث في المدارس الداخلية بأنه “خطيئة من أخطر أنواعها“.
وأضافت: “لا يمكنكم أن تكونوا جزءا من مؤسسة كهذه طوال حياتكم، متجاهلين ما حدث“.
وفي مايو الماضي تم العثور على رفات 215 طفلا، بعضهم لا تزيد أعمارهم على 3 سنوات، مدفونين في موقع كان ذا يوم أكبر مدرسة داخلية للسكان الأصليين في كندا قرب مدينة كاملوبس، بولاية كولومبيا البريطانية.
يشار إلى أن هذه المدارس كانت تحت إشراف الكنيسة الكاثوليكية، وبقيت تلك المؤسسات التعليمية مفتوحة حتى بداية سبعينيات القرن الماضي.
ويقول مؤرخون كنديون إن بين عامي 1883 و1996، أجبر نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين على “استيعاب وإدراك” المجتمع الأبيض في كندا، عبر الالتحاق بمدارس كان يديرها، غالبا، مبشرون مسيحيون.
وقد واجه هؤلاء الأطفال انتهاكات كبيرة؛ حيث وصفت “اللجنة الكندية للحقيقة والمصالحة” في 2015 ما عاشوه بـ”الإبادة الثقافية”؛ إذ كانوا يُمنعون من التحدث بلغتهم الأصلية، كما تعرضوا للاغتصاب والاعتداء الجنسي بل والحرمان من الطعام حسب شهادات كثيرة.