عاد نجل الدكتاتور الليبي معمر القذافي الذي اختفى قبل 6 سنوات إلى الظهور، وكان يُعتقد أنه مات، وأعلن عزمه على العودة إلى السياسة.
قال سيف الإسلام القذافي، الذي لا يزال مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهو ينوي توحيد ليبيا من خلال حركة سياسية يسميها “الحركة الخضراء” تيمناً بكتاب القذافي “الأخضر”.
ففي أول تصريحات علنية له منذ أن حكمت عليه محكمة ليبية بالإعدام في عام 2015، ادعى نجل القذافي البالغ من العمر 49 عامًا أنه سيحصل على دعم واسع النطاق من الجمهور الليبي الذي سئم الفصائل التي قاتلت من أجل السيطرة على البلاد منذ الإطاحة بأبيه.
وقال سيف القذافي لصحيفة “نيويورك تايمز”: ليس من مصلحتهم (يقصد الفصائل) أن تكون لديهم حكومة قوية، وهذا هو سبب خوفهم من الانتخابات.
إنهم ضد فكرة الرئيس، إنهم ضد فكرة الدولة، ضد حكومة تتمتع بشرعية مستمدة من الشعب.
ولم يوضح نجل الدكتاتور السابق طموحاته السياسية وتجنب السؤال عما إذا كان يعتزم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر القادم.
وقال: لقد ابتعدت عن الشعب الليبي لمدة 10 سنوات، وأنا بحاجة إلى العودة ببطء، وتؤدة، “مثل لعبة التعري (الاستربتيز)، فأنت بحاجة إلى اللعب بعقولهم قليلاً.
كما دافع نجل الدكتاتور الهالك عن سجل والده في السلطة ورفض الاعتذار عن الفظائع التي ارتكبها نظامه، قائلاً: إن معظم الليبيين يعتقدون الآن أنه كان على الحكومة أن تتخذ موقفًا أكثر تشددًا.
وقال نجل القذافي: ما حدث في ليبيا لم يكن ثورة، يمكنك تسميتها حرب أهلية، أو أيام الشر، لكنها ليست ثورة.
وتلقى الابن الثاني للدكتاتور معمر القذافي، سيف الإسلام، تعليمه في جامعة طرابلس، وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من فيينا، ودكتوراه من لندن للاقتصاد.
وكان يُنظر إليه على أنه شخصية عصرية في ظل حكم والده البائد، ونسب إليه البعض الفضل في ترؤسه فترة وجيزة للتحرير والإصلاح في السنوات القليلة الماضية من النظام.
وقد دعم حملة والده ضد الاحتجاجات المناهضة له في عام 2011، محذراً من “أنهار من الدماء” إذا لم يتم تجنب الثورة.
وقد تم القبض عليه في جنوب ليبيا بعد انهيار نظام والده في وقت لاحق من ذلك العام، واحتجزته مجموعة المليشيات في مدينة الزنتان.
وقد رفضت مليشيات الزنتان تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، التي وجهت إليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب يُزعم أنها ارتكبت خلال الثورة في عام 2011.
ولكنهم سمحوا له بالمثول للمحاكمة عبر وصلة فيديو أمام محكمة في طرابلس، لكنهم رفضوا تسليمه إلى السلطات هناك عندما أدين وحُكم عليه بالإعدام.
وقد أفيد لاحقًا أنه تم إطلاق سراحه، لكنه لم يظهر على الملأ مطلقًا وانتشرت الشائعات المتضاربة منذ ذلك الحين بأنه مات أو أنه يخطط لعودة سياسية.
وفي عام 2018، ادعى حزب الجبهة الشعبية الليبية أنه سيرشح سيف القذافي للرئاسة كمرشح له في انتخابات ذلك العام، لكن الوعود بالظهور العام لم تتحقق.
في عام 2020، أفادت “بلومبيرج” باعتقال اثنين من الروس في ليبيا بزعم تورطهما في مؤامرة لتنصيب القذافي كرئيس موالٍ لموسكو.
وقد أدى وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في أكتوبر الماضي إلى تجميد الحرب الأهلية المستمرة منذ فترة طويلة في ليبيا إلى حد كبير، لكن البلاد لا تزال ممزقة بسبب الانقسام المرير بين الشرق والغرب ومملوءة بالقوات الأجنبية والمرتزقة.
وقد وافقت الفصائل على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر القادم، لكن دبلوماسيين يقولون سراً: إن فرص إجراء تلك الانتخابات ضئيلة.
وقد قال بيتر ميليت، السفير البريطاني السابق في ليبيا: من المثير للاهتمام أن نؤكد أنه على قيد الحياة بالفعل، لكنني أعتقد أن التحليل القائل بأن الليبيين سيرحبون بعودة القذافي مبالغ فيه.
__________________________
المصدر: “The telegraph”.