الاقتحام اليومي للمسجد الأقصى من قبل قطعان المستوطنين وجماعات الهيكل المزعوم لم يعد الانتهاك الوحيد الذي يمارس يوميا من قبل الاحتلال؛ فخلال الاقتحام تمارس انتهاكات عديدة في الاقتحام الواحد في المنطقة الشرقية، منها توثيق الاقتحام بكاميراتهم وبث حي ومباشر لطقوسهم الدينية وإلقاء محاضرات دينية من قبل الحاخامات مع تصوير وبث لهذه المحاضرات؛ فهذه المظاهر لم تكن موجودة في السابق، بل كانت الفتوى القديمة بعدم التواجد داخل ساحات المسجد الأقصى والدوس على تراب الهيكل كما يزعمون.
الباحث في شأن القدس والمسجد الأقصى محمد الجلاد قال: “نحن في مرحلة خطيرة جدا؛ فكل المظاهر الجديدة تهويدية بامتياز، وتأخذ شكلا من أشكال التهويد المباشر، وهذا الأمر له أبعاد سياسية ودينية تسعى من خلالها دولة الاحتلال لتطبيق مخطط مرعب، وهو التقسيم المكاني، وإقامة مناطق خاصة للمستوطنين داخل المسجد الأقصى لإقامة الصلوات والاحتفال في الأعياد؛ فالاحتلال يستخدم سياسة التدريج في عملية التهويد وجس النبض، ولا يتوقف عن سياسة تغيير الواقع؛ فهو يريد الانتقام من فتح مصلى مبنى باب الرحمة، وإلغاء البوابات الإلكترونية، وتنفيذ قرارات محاكم بحق بعض مرافق المسجد الأقصى، وسحب صلاحيات الأوقاف بشكل كامل؛ فحتى الولاية الدينية يريد سحبها”.
ويقول عضو لجنة الدفاع عن القدس فخري أبو ذياب: “تطور شكل الاقتحامات من فردي وعدد قليل إلى أشكال جماعية وإدخال معدات توثق الاقتحامات واستخدام التكنولوجيا لهذه الغاية.. يعد أمر مبيتا له للتشجيع على الاقتحام والأمر أصبح متاحا أمام اليهود في كل أنحاء العالم، فهناك توثيق للمحاضرات ولحفلات الزواج وللمناسبات الاجتماعية عندهم وفي مناسبات الأعياد، لذا نحن أمام مرحلة التهويد المباشر المحمي من المؤسسة الرسمية، بينما يتم مصادرة كل شيء من المصلين، ويتم تفتيشهم إذا كان معهم أكياس فيها طعام وبعض الحقائب الصغيرة التي تحتوي على أغراضهم الشخصية”.
وأضاف:” المتابع لمواقع جماعات الهيكل الإلكترونية يرى التحريض والعجب العجاب؛ فكل شيء متوقع منهم، ولا تتوقف الدعوات على إغلاق المسجد وتخصيص أيام للمستوطنين وإفراغ المسجد الأقصى بالكامل، والتواجد على كل أبواب المسجد الأقصى وإقامة الصلوات أمامها أمر مخطط له، فلم يعد باب المغاربة هو الباب الوحيد الذي يتم الاقتحام منه “.
بدوره أكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن الاقتحامات للمسجد وساحاته لها برنامج تهويدي خطير، فلم يعد الأمر مسارا يوميا بل هناك فعاليات تقام خلال الاقتحام وخصوصا في المنطقة الشرقية المستهدفة بتلك الفعاليات، ولا تحرك شرطة الاحتلال ساكنا أمام هذه الانتهاكات، بينما يتم ملاحقة المصلين في المسجد الأقصى”.
وأضاف:” نحن أمام واقع يتطلب من الجميع التصدي له بقوة؛ فالاحتلال يتمادى في الاقتحامات ويرفع سقفه بشكل علني”.
ويقول الشيخ مصطفى أبو زهرة عضو الهيئة الإسلامية العليا: “لوقف سياسة التهويد ولجم المستوطنين علينا بالرباط اليومي في المسجد الأقصى؛ فوجود المصلين يربك المستوطنين الذين لا يتحملون رؤية المصلين بكثافة، ويخرجون بسرعة؛ فالمقتحم من المستوطنين رغم الحماية الأمنية المشددة يخشى من المصلين وتواجدهم، وهذه نقطة قوة لنا نحن المقدسيين وأهل الداخل، ومن يستطيع الوصول من أهلنا في الضفة، فالاحتلال يخشى من الدعوات لشد الرحال للمسجد الأقصى والرباط ويضع كل العراقيل لإفشال تلك الدعوات”.