علق موقع ستراتفور (Stratfor) على ما وصفه بالاقتتال الطائفي في لبنان في عطلة نهاية الأسبوع بأنه يمكن أن يعرض البلد بشكل متزايد لخطر الانزلاق إلى صراع أهلي أكبر، من خلال تحفيز دائرة من الهجمات الانتقامية القاتلة التي قد تصارع الحكومة والجيش للسيطرة عليها.
وأشار الموقع الأميركي إلى مقتل شخصين على الأقل في بلدة خلدة، التي تقع على بعد 15 كيلومترا جنوب بيروت، المضطربة في الأول من أغسطس/آب عندما نصب مسلحون مجهولون كمينا لموكب جنازة أقيم لقائد في حزب الله قتل في اليوم السابق، وهو ما اضطر الجيش اللبناني إلى الانتشار لاستعادة النظام. وفي الثاني من أغسطس/آب اعتقل شخص واحد على الأقل متورط في هجوم الجنازة.
ولفت إلى أنه في أغسطس/آب 2020 دفعت الاشتباكات العنيفة بين عشائر خلدة السنية والشيعية الجيش إلى إرسال قوات، وتمكن القادة المحليون في نهاية المطاف من نزع فتيل التوترات التي أدت إلى ذلك التصعيد.
ونبه إلى احتمال حدوث مزيد من العنف بين الطوائف اللبنانية في الأسابيع والأشهر المقبلة، رغم ما يبدو من أن هذا التصعيد قد انتهى.
ولكن في ظل أزمة الاقتصاد اللبناني وتآكل نسيجه الاجتماعي بسبب مناورات التلاوم السياسي والاحتجاجات المتكررة، فمن المرجح أن يتحفز اللبنانيون المحبطون بشكل متزايد للتصرف بعنف لمعالجة المظالم التي لا تستطيع حكومتهم العاجزة معالجتها.
وفي هذا السياق، يرى الموقع أن هناك مناطق مضطربة أخرى في لبنان يمكن أن تشهد اشتباكات مماثلة تشمل طرابلس في الشمال، حيث تشترك العائلات السنية والشيعية في تاريخ دموي.
وأضاف ستراتفور أن استمرار العنف، إلى جانب تدهور الكفاءة المهنية وعجز الجيش اللبناني الذي يعاني من ضائقة مالية، يمكن أن يعيد البلاد إلى صراع داخلي كبير.
ومن المرجح أن تملأ المليشيات الطائفية أي ثغرات أمنية يتركها الجيش، ومن المرجح أيضا أن تكون تلك الجماعات المسلحة المحلية أقل احترافا في معالجة العنف على مستوى القاعدة ويمكن أن تنجذب هي نفسها إلى نزاعات محلية.