كنت في زيارة لديوان د. طلال العامر النجدي، حفظه الله تعالى، وذلك يوم الأربعاء 11/ 8/ 2021 بعد صلاة العشاء.
كما هي العادة في هذه المجالس العامرة والمباركة، تدور الأحاديث المفيدة، والأطروحات التي تنفع وتخص العباد والبلاد وبطريقة عفوية وعلمية ومخلصة للمجتمع والأهل والبلاد، وذلك على حسب طرح من يطرح وثقافته وتخصصه وفنيته في الحديث.
نعم، فيها ما هو مفيد لا شك، وفيها ما هو أكثر فائدة، ومن الطبيعي أيضاً أن تطرح بعض المشكلات التي تطرأ ويقرؤها الناس في الصحافة أو في وسائل التواصل الحديثة والسريعة اليوم.
بداية، كان الحديث فيه الكثير والكثير من التشاؤم والسلبيات، وكانت الصبغة السائدة أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، وأن الوضع في البلاد غير مطمئن، ومن ثم الأمة عموماً الوضع فيها وفي أقطارها أيضاً غير مطمئن وغير مستقر، وهو أقرب إلى الفوضى، فهناك حروب وقتال، وفي مكان آخر تزوير شهادات عليا، وشهادات الأطباء، وفي ذاك القُطر من عالمنا العربي أو الإسلامي هناك الاعتقالات والسجون ظلماً، وكتم الحريات، وهناك تفشي الوباء، وأخيراً الحرائق التي اندلعت هنا وهناك في العالم عموماً وفي العالم الإسلامي (تركيا) والعربي (الجزائر)، وكانت النظرة من خلال هذا الطرح فيها الكثير من التشاؤم وعدم التفاؤل.
تطرق البعض، ومنهم د. طلال، إلى عملية الولادة للجنين، والفرح من قبل الأم ومن حولها بالمولود الجديد.
ودار الحديث حول هذا المخاض الذي يُثقل الأم لمدة 9 أشهر وهي تحتمل كل الضغوط، وتحمل الجنين في أحشائها وهناً على وهن، وتتحمل كل ما يطرأ عليها كأم في فترة الحمل من طوارئ صحية وشكلية حيث السمنة وغيرها في جسدها، وهي مع ذلك فرحة بكل ما يطرأ عليها، لأنها تعلم في النهاية أن الفرحة قادمة في رؤية هذا المولود المنتظر، وأن هذه الطوارئ والآلام والتغيرات لا بد منها من أجل حضور هذا المولود الذي سيفرح به الكل، ومن ثم الفرح والعقيقة وما شابه ذلك.
لا بد من المخاض للوصول إلى النهاية والمولود الذي سيفرح به الجميع، وهذه نطرة طيبة حقيقة من د. طلال والمجموعة في إدخال التفاؤل على الشارع الكويتي أو بالأحرى على الأمة والشارع المسلم عموماً، فالمولود هو الإسلام ودعوته القادمة من جديد، ولم ولن يعود إلا في وجود المخاض سابقاً له من أجل عودته وولادته من جديد بشكل مفرح بعد الغربة والضغط والأذى.
وبالحال، تحول حينها الحديث من التشاؤم إلى التفاؤل، وأن هذا المخاض دليل قدوم الفرحة والولادة، ومن ثم استقبال هذا المولود والاهتمام به، والعمل على مراعاته والمحافظة عليه؛ فلذلك لا بد من تغير طريقة الطرح لبث التفاؤل؛ لأنه ما كان الضيق إلا مخاضاً للأمة، وما هو إلا دليل الانفراج والفرحة، وأن هذا الضيق يجب أن يحول إلى التفاؤل، وأنه مؤشر قرب ظهور المولود والانطلاق من جديد، ولا يغرنكم تخطيط العدو وخدمه، ولكن يجب أن تكون لدينا قدرات فنية بالطرح لتغير طريقة التفكير والنظرة للفأل الحسن، كما أوصانا الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم.
إن الله تعالى ناصر دينه، شاء من شاء وأبى من أبى، والمؤشرات كلها تقول: إن المخاض يشتد من أجل خروج المولود، ويجب أن نعمل ونحسن الظن بالله تعالى، والأمر أولاً وآخراً بيد الله وأقداره جل جلاله، وأن الله تعالى لا يخذل عباده الصالحين والمصلحين، فهو العدل العادل الذي لا يخلف الميعاد جل جلاله.
وأكد البعض حديثه حول ذلك، مستشهداً بالأحاديث التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتحدث عن المستقبل والفتن، وأنها مؤشرات لأهل الفطنة والتفاؤل للعمل تحضيراً للمولود من جديد؛ سيادة الإسلام، وعودة الخلافة وقوة وصولة الأمة وجولتها من جديد بفضل الله تعالى العظيم الأعظم الوهاب المنان سبحانه وتعالى.
نحن بحاجة إلى فنية الطرح لاستخلاص التفاؤل من فترة المخاض.
__________________
إعلامي كويتي.