“معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب”، ماراثون ثقافي جديد تحت وصاية الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا يخوضه الكتاب المصري والعربي في العاصمة الثانية شمال البلاد “الإسكندرية”، حتى نهاية الشهر الجاري بعد انطلاقه أمس الأول لمدة أسبوعين.
وتعد مكتبة الإسكندرية منظمة المعرض أبرز الوجهات الثقافية في البلاد، ويتعاون معها في إتمام الحدث في نسخته السادسة عشرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب، وحوالي 65 دار نشر مصرية وعربية وعدد من الهيئات الرسمية والثقافية.
تحد كبير
محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، أكد في تصريحات رسمية على هامش المعرض، أن إقامة المعرض في ظل “كورونا” هو تحد كبير بعد تراجع النشر العربي بنسبة تتراوح من 50 إلى 75%، مشيراً إلى أن الأمل في صناع الثقافة في الخروج من النفق المظلم الذي يعيشه الوطن العربي.
وكشف سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، عن أن صناعة النشر تمر بأسوأ ظروف في تاريخها المعاصر، إذ توقف أكثر 35% من الناشرين بسبب جائحة كورونا، التي أظهرت الكثير من العورات في صناعة النشر.
وصرح د. مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، في بيان رسمي وصل مراسل “المجتمع”، أن المكتبة فضلت تنظيم المعرض وفقاً للحد الأدنى المتاح لعدد الحضور بدلاً من توقفه بسبب انتشار جائحة كورونا، أسوة بما فعلته الهيئة المصرية العامة للكتاب التي حرصت على تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب في ظل الجائحة وفق إجراءات احترازية مشددة.
“البعد الرقمي” هو سيد الموقف، حيث ينظم المعرض العديد من الأنشطة الثقافية التي تقام على هامش المعرض عبر الإنترنت بشكل تفاعلي وتُبث مباشرةً عبر صفحة “فيسبوك” الخاصة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.
ويقدم البرنامج الثقافي للمعرض مجموعة من الندوات التفاعلية تحت عنوان “للإبداع السكندري وجوه كثيرة”، وتشمل الأنشطة الثقافية للمعرض مجالات متعددة، مثل: الطفل، والمرأة، والشباب، والتكنولوجيا، والفنون، والآداب، والصحة النفسية.
كسر الحاجز
الهيئة المصرية العامة للكتاب تشارك في معرض الإسكندرية بمبادرة “ثقافتك كتابك”، حيث تعرض كتباً مخفضة تتراوح أسعارها من جنيه واحد إلى 20 جنيهاً؛ بجانب عرض 200 عنوان كتاب، أبرزها “موسوعة مصر القديمة” للمؤرخ سليم حسن، لتشجيع المواطنين على المعرفة والثقافة.
وقال د. هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب: إن المعرض من أهم أوجه التعاون بين المكتبة وبقية المؤسسات الثقافية للدولة التي تهتم بالكتاب كونه ركناً أساسياً في الثقافة، لكسر حاجز مقولة “الشعب لا يقرأ”، خاصة أن تقرير نشرته جريدة “الإندبندنت” حول نسب القراءة العالمية جاءت فيه مصر في المركز الخامس على مستوى العالم، بمعدل قراءة 750 مليون ساعة كل أسبوع.
ويشارك الأزهر الشريف بالمعرض بإصدارات علمية تزيد على نحو 140 عنواناً في قضايا متنوعة بجانب عرض مركز الأزهر للترجمة لنماذج من ترجماته، لمواجهة ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، ونشر الصورة الحقيقية للإسلام.
وقال بيان للأزهر وصل مراسل “المجتمع”:” يستهدف الأزهر بهذه المشاركة التواصل مع جميع فئات المجتمع؛ بهدف ﺑياﻥ ﻓَﻠﺴَﻔﺔِ ﺍﻟﻤُﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳُﺶ ﺍﻟﺴَّﻠﻤﻲ، ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭالحوار وقبول الآخر.