وصف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هينري كيسنجر انسحاب بلاده من أفغانستان بـ”النكسة الذاتية التي لا تعوض”.
واعتبر كيسنجر أن الخطوة الأمريكية تفاقم خيبة الأمل بين الحلفاء وتشجع الخصوم، منتقداً تجاهل التحذيرات من الانسحاب الكامل من أفغانستان.
وقال، في مقال له لمجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية: إن الولايات المتحدة مزقت نفسها في جهود مكافحة التمرد بسبب عدم قدرتها على تحديد أهداف قابلة للتحقيق، ما تسبب في إشراك أمريكا في مستنقع من الصراعات اللانهائية بخلاف الخلافات الداخلية.
وأضاف: لا يمكن منع إعادة إنشاء القواعد الإرهابية إلا من خلال تحويل أفغانستان إلى دولة حديثة ذات مؤسسات ديمقراطية وحكومة تحكم دستورياً، مشيراً إلى مثل هذا المشروع لا يمكن أن يكون له جدول زمني قد يمتد لعقود.
وانتقد كيسنجر إدخال قوى غير مألوفة إلى الحكومة الأفغانية ما تسبب في إضعاف الالتزام السياسي وزيادة الفساد المستشري بالفعل.
وتابع: ربما كان من الأجدى تقليص مكافحة التمرد إلى احتواء “طالبان” بدلاً من تدميرها.
وأكد كيسنجر (98 عاماً) أنه لا توجد أي خطوة إستراتيجية دراماتيكية متاحة في المستقبل القريب لتعويض هذه الانتكاسة الذاتية، مثل تقديم التزامات رسمية جديدة في مناطق أخرى.
واختتم مقاله، بالقول: لا يمكن لأمريكا الهروب من كونها مكونًا رئيساً في النظام الدولي بسبب قدراتها وقيمها التاريخية، ولا يمكن تجنب هذا بالانسحاب.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: إن الولايات المتحدة في طريقها إلى الوفاء بالموعد النهائي لعملية الإجلاء في 31 أغسطس، على الرغم من الدعوات السابقة من الحلفاء للتمديد.
وفر آلاف من أفغانستان منذ دخول “طالبان” إلى كابل، في 15 أغسطس الجاري، على متن طائرات عسكرية وتجارية من العاصمة التي شهد مطارها أحداثاً شابتها الفوضى وسقوط قتلى.
_________________________
المصدر: “ذا إيكونوميست”.