حذر عدد من خبراء الصحة من مخاطر الموجة الرابعة لفيروس كورونا بمصر، خاصة في ظل اعتراف رسمي بانتشار متحور “دلتا” بشكل لافت، وما يحمله ذلك من مخاطر كبيرة، خاصة أنه ينتشر بين كافة الأعمار، مهدداً أسراً بكاملها بجميع أعمارها المختلفة.
وطالبوا، في تصريحات لـ”المجتمع”، بضرورة الاستعداد الجاد للعام الدراسي المقبل، في ظل تصريحات حكومية بأنه سيكون عاماً عادياً دون توقف، لافتين إلى ضرورة استكمال منح اللقاح لكافة الطلاب، وقبل العام الدراسي بفترة كافية، بالإضافة إلى الاهتمام بالتباعد والنظافة وغيرها من الإجراءات الاحترازية.
هناك زيادة مطردة في إصابات كورونا مؤخرًا عجَّلت بالموجة الرابعة من الوباء
وكان مستشار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للصحة، د. عوض تاج الدين، قد أدلى مؤخراً بتصريح متلفز قال فيه: إن هناك زيادة مطردة في إصابات كورونا مؤخرًا أدت إلى دخول مصر في الموجة الرابعة من الوباء.
وقال عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا محمد النادي أيضاً: إن حجم الإصابات بسلالة كورونا المنتشرة حاليًّا في مصر أصبح عائليًا.
كما أكد مصدر حكومي لصحيفة “الشروق”: الاتجاه لعودة الإجراءات الاحترازية للحد من خطورة موجة كورونا الرابعة، حسب الصحيفة.
وقد تزامن ذلك مع منع لاعبين مصريين محترفين خاصة في بريطانيا، وعلى رأسهم اللاعب محمد صلاح من مشاركة منتخب كرة القدم مباراته الأخيرة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالقاهرة؛ خوفاً من إصابتهم بكورونا؛ وهو ما أثار الكثير من علامات الاستفهام حول الوضع الصحي بمصر، والسيطرة على انتشار الفيروس خاصة متحور “دلتا”.
حجم الإصابات بمتحور كورونا المنتشر حاليًّا أصبح عائليًا
“دلتا” والانتشار العائلي
وفي سياق تعليقه، قال وكيل وزارة الصحة الأسبق د. مصطفى جاويش: إن مصر بالفعل دخلت الموجة الرابعة، ليس هذا فقط، بل انتشار متحور “دلتا” الخطير بشكل مقلق، خاصة بعد محاولة إنكار ذلك، إلا أن اعتراف وزيرة الصحة مؤخراً أكد هذا بشكل قاطع، وجاءت تصريحات مسؤولي الصحة ليؤكدوا ليس فقط تواجده، ولكن انتشاره بشكل عائلي.
وأضاف وكيل وزارة الصحة الأسبق، في حديثه لـ”المجتمع”، أنه رغم الاعتراف بالمتحور “دلتا”، فإن هناك تهويناً وتقليلاً منه، وهذا شيء خطير، فعقب الإعلان عن المتحور شديد الانتشار خرج د. تاج الدين وأكد أن الإصابات كثيرة جداً وعائلية؛ لأنه ينتشر أكثر بين الشباب، وله أعراض مختلفة، ورغم ذلك فإن 5% فقط هم من يتم فحصهم! وهذا عدد قليل جداً، مؤكداً أن مصر مدرجة بالقائمة الحمراء، منذ يونيو الماضي، وتجدد كل أسبوعين؛ لذلك تم منع اللاعبين محمد صلاح، ومحمد النني، من الالتحاق بمنتخب مصر بالقاهرة بسبب ما جرى لهما سابقاً، وتم علاجهما في بريطانيا.
وحول الاستعدادات للعام الدراسي (2021/ 2022)، طالب مستشار رئيس الجمهورية الصحي بضرورة ضبط الأمور بالمدارس، تحديداً من خلال منع التكدس، ووضع المسافات المتعارف عليها، وكذلك تزويد المدارس بأساليب الوقاية والاهتمام بالحمامات، ولا بد من وجود عمال نظافة، وتفعيل مجالس الآباء للمراقبة، لافتاً إلى أهمية دور الأسرة في توعية أبنائها حتى بعد أخذ اللقاح؛ لأن فاعليته تبدأ بعد شهرين.
هناك تهوين وتقليل من مخاطر كورونا وهذا شيء خطير
مصر.. والقائمة الحمراء
من جانبه، قال أمين صندوق نقابة الصيادلة سابقاً د. أحمد رامي: إن مصر مصنفة بالفعل لدى أغلب دول أوروبا في “القائمة الحمراء”، وهي قائمة الدول الأكثر خطورة، وهذا بالتأكيد لا يأتي من فراغ، لافتاً إلى أن تصريحات المسؤولين بمصر مهما كان مضمونها فهي لا تحمل أي دلالات، وذلك لغياب الشفافية، وكذلك التضليل الذي يمارس أحياناً كثيرة من خلال إطلاق هذه التصريحات لإرسال تطمينات للشعب على عكس الحقيقة.
وبشأن الخطوات الواجب اتخاذها قبل بدء العام الدراسي، قال رامي، في حديثه لـ”المجتمع”: بات لدى العالم رصيد من الخبرة المتراكمة بعد عامين من ظهور الجائحة، بداية من الالتزام بالتباعد الاجتماعي، مروراً بمنع التجمعات، وانتهاء بحظر التجول سواء الكلي أو الجزئي، لكن كل هذه الأمور لا تؤخذ بجدية في مصر، مطالباً بضرورة توفير اللقاح لكافة أبناء الشعب، خاصة أن مصر إحدى أقل الدول في العالم توفيراً له.
مصر مصنفة بالفعل لدى أغلب دول أوروبا في القائمة الحمراء
عجز العناية المركزة
أما استشاري طب الأطفال والفيروسات د. حسن الحفناوي، فقد أكد خطورة تزايد إصابات كورونا بمصر، خاصة بعد الدخول الفعلي بالموجة الرابعة، مدللاً على ذلك بارتفاع أعداد المصابين والوفيات، وأكد خطورة متحور “دلتا” بسبب إهمال التعامل معه بالهند، والمأساة التي شهدتها جراء ذلك.
وأضاف د. الحفناوي لـ”المجتمع”: بالتأكيد متحور “دلتا” أخطر من السلالة الأولى العادية؛ لأنه لا يقف عند عُمْر معين، وبالتالي يصيب كافة الأعمار وجميع أفراد العائلة، وهذا يمثل خطورة كبيرة لإمكانية انتقال العدوى للجميع، لافتاً إلى أن أعراضه تتمثل في صداع شديد وكحة وسعال، وبالنسبة للأطفال فهناك أعراض خطيرة مثل احمرار العين والطفح الجلدي.
وأبدى د. الحفناوي قلقه من العجز في أسرّة العناية المركزة؛ لأن عددها سيكون قليلاً جداً، ولن يكفي الزيادة الكبيرة المتوقعة في الإصابات، مؤكداً في الوقت ذاته إمكانية توافر اللقاح بكميات جيدة، بحيث سيصل عدد من يتم تطعيمهم في اليوم الواحد إلى 300 ألف، وهذا رقم معقول.