دعت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، مساء اليوم السبت، للاستنفار العام، وإعلان حالة الطوارئ الوطنية، للاشتباك المفتوح مع الاحتلال في كل مواقع التماس، مُحمّلة سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير المريض ناصر أبو حميد.
وخلال فعالية إسنادية في رفح جنوب القطاع، أكدت القوى أن تعمّد سلطات الاحتلال الواضح اتباع سياسة الإهمال الطبي لمعاناة الأسير أبو حميد من مرض عضال، هو بمنزلة إعدام له.
وقال عضو اللجنة المركزية العامة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إياد عوض الله: إن ذلك سيكون شرارة الانفجار الشامل في وجه الاحتلال على امتداد الأراضي المحتلة.
وفي كلمة باسم القوى والفصائل، أكد عوض الله أن المقاومة لن تقف صامتة أمام هذه الجريمة، وأن صبرها بدأ ينفد.
ودعا عوض الله جماهير شعبنا وقواه الحية إلى تصعيد كافة أشكال الإسناد الكفاحي والشعبي، والتعبير عن احتضانها السياسي والاجتماعي للأسير أبو حميد وجميع الأسرى والأسيرات.
وطالب مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بتحّمل مسؤولياتها السياسية والوطنية تجاه قضية الأسرى، وطرح قضية الأسير أبو حميد وسياستي الإهمال الطبي والاعتقال الإداري في مختلف الهيئات ذي الصلة والعلاقة، لإدانة هذه السياسات “الإسرائيلية”.
واعتبر صمت المؤسسات الدولية المعنية، وفي مقدمها الصليب الأحمر، على ما يتعرض له الأسير أبو حميد من إعدام بطيء بمنزلة “تواطؤ مع سياسة هذا الاحتلال المجرم”.
وأشار عوض الله إلى أن اتباع هذه السياسة الإجرامية بحق الأسير يعني ضمناً وجود قرارٍ من المنظومة السياسية والأمنية “الإسرائيلية” الأولى بإعدام الأسير أبو حميد، لافتاً إلى أن ذلك يستوجب العمل العاجل لردع الاحتلال لوقف جريمته بحق الأسير وكافة الأسرى.
ساعات حرجة
وشدد على أن الساعات القادمة حرجة وتدق ناقوس الخطر، فقد أصبح الأسير البطل يصارع الموت، والاحتلال متوهم أنه بهذه الجريمة الجبانة قادر على قتل إرادة وصمود أبطالنا الأسرى.
ولفت إلى أن ما يجري الآن داخل السجون بحاجة إلى فعل وطني قوي وحاسم يلجم سلطات الاحتلال، ويؤكد للقاصي والداني أن شعبنا موحد خلف قضية الأسرى، وأنه لن يسمح للاحتلال بالاستفراد بالأسرى، أو ممارسة جرائمه بحقهم.
وأكد ضرورة مواصلة إعلاء الصوت أمام المؤسسات الدولية، خاصة الأمم المتحدة، والمراكز الثقافية وسفارات البلدان المنحازة للاحتلال، كمحاولة لكسر حاجز الفعاليات الإسنادية العادية، إلى فعاليات قادرة على خلق رأي عام مؤثر.
يذكر أن الوضع الصحي للأسير أبو حميد تدهور بشكل واضح منذ أغسطس الماضي؛ حيث بدأ يعاني من آلام في صدره، إلى أن تبين أنه مصاب بورم على الرئة، وتم استئصال 10 سم من محيط الورم في أكتوبر الماضي، ليعاد نقله إلى سجن “عسقلان” قبل تماثله للشفاء، ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة، إضافة إلى المماطلة في جلسات العلاج الكيميائي المقررة.
والأسير ناصر أبو حميد من مخيم الأمعري، معتقل منذ العام 2002، ومحكوم بالسجن 7 مؤبدات (مدى الحياة) و50 عامًا، بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في تأسيس “كتائب شهداء الأقصى”، ويعاني من مرض السرطان.
وأبو حميد أحد خمسة أشقاء يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في سجون الاحتلال، وهدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عديدة، وحرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات.
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون الاحتلال نحو 600 أسير، بينهم 4 مصابون بالسرطان و14 أسيرًا مصابون بأورام متفاوتة.