بينما تحتفل نساء العالم في الثامن من مارس بـ”يوم المرأة العالمي”، تتفاقم معاناة المرأة الفلسطينية في ظل ممارسات الاحتلال الصهيوني، فهي إما شهيدة أو جريحة أو أسيرة، أو فقدت معيلها أو منزلها بسبب عمليات التهجير والهدم التي يمارسها بشكل مكثف بحق الشعب الفلسطيني، في حين أن المجتمع الدولي صامت على تلك الجرائم أمام معاناتهن خاصة الأسيرات داخل معتقلات الاحتلال اللواتي يتعرضن لهجمة شرسة ولأنواع متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي ومن إهمال طبي متعمد تسبب في تفاقم المعاناة الصحية للعديد من الأسيرات.
“حماس”: الإفراج عن الأسيرات من معتقلات الاحتلال في سلم الأوليات
الأسيرات معاناة متفاقمة
هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية وثقت، في تقرير لها، تصاعداً في وتيرة انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق الأسيرات، حيث تقبع حالياً 32 أسيرة داخل المعتقلات، من بينهن 11 أسيرة أمهات لأطفال، و6 أسيرات جريحات، بالإضافة لوجود أسيرات بحاجة ماسة لتدخل علاجي حيث يرفض الاحتلال تقديم العلاج لهن.
بدوره، قال مدير دائرة الإحصاء في هيئة شؤون الأسرى عبدالناصر فروانة لـ”المجتمع”: إن 32 أسيرة فلسطينية داخل معتقلات الاحتلال الصهيوني يخضن معركة صمود وتحدٍّ في وجه السجان الصهيوني، ويتعرضن للتعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي، مشيراً إلى أن الاحتلال اعتقل أكثر من 16 ألف فلسطينية منذ احتلاله لقطاع غزة والضفة الغربية عام 1967، مبيناً أن الأسيرات يعشن في ظروف إنسانية صعبة، حيث يتم وضعهن في زنازين انفرادية، ويحرمن من الزيارات ورؤية أطفالهن، خاصة أن هناك 11 أسيرة أمهات لأطفال.
من جانبها، وجهت حركة “حماس” التحية للأسيرات الفلسطينيات وقالت، في بيان لها: إن استمرار انتهاكات الاحتلال ضدّ الأسيرات داخل السجون، ومواصلته جريمة الاعتقال الإداري بحقّهن، لن تفلح في كسر إرادتهنّ وصمودهنّ، ولن تثنيهنَّ عن أداء واجبهنَّ في مواجهة الاحتلال وسجّانيه، فشعبنا ومقاومته الباسلة ستبقى وفيّة لهنَّ ولتضحياتهنّ، وأنَّ قضية تحريرهنّ في مقدّمة أولوياتها.
مركز “الميزان”: استشهاد 60 فلسطينية خلال عام في اعتداءات الاحتلال على قطاع غزة
قتل وتهجير قسري وحصار
في سياق متصل، قال الباحث في مركز الميزان لحقوق الإنسان حسين حماد لـ”المجتمع”: إن الاحتلال تعمد قتل 60 فلسطينية في قطاع غزة منذ مارس العام الماضي وحتى الآن، بينهن 22 طفلة، وإصابة 645 بجروح وحالات بتر، مبيناً أن معظم الضحايا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في مايو الماضي الذي تسبب في تدمير كبير في المنازل والبنية التحتية.
وأشار حماد إلى أن نسبة انعدام الأمن الغذائي في صفوف النساء في القطاع تجاوزت 64%، كما بلغت نسبة البطالة في صفوف النساء في قطاع غزة 74%، داعياً المجتمع الدولي لتوفير حماية للمرأة الفلسطينية التي تتعرض للتمييز العنصري والاضطهاد من قبل الاحتلال الصهيوني.
وبمناسبة الثامن من مارس، انطلقت في قطاع غزة والضفة الغربية مسيرات حاشدة تدعو المجتمع الدولي لرفع الظلم الذي يمارسه الاحتلال بحق المرأة الفلسطينية، وملاحقة الاحتلال على جرائمه وتفعيل كافة القوانين الدولية الخاصة بحماية النساء من عدوان وبطش الاحتلال.