لأول مرة في مصر وربما على مستوى العالم استطاعت الباحثتان د. مروة الجمل، و أ.د.سلوي حمادة الأستاذ بمعهد بحوث الإليكترونيات بالقاهرة القيام بتحويل قصة “الأسد والفأر” المكتوبة باللغة العربية والمخصصة للأطفال إلى فيديو كارتوني شيق كبداية لهذا التوجه وهو تحول القصص المكتوبة لأفلام كارتونية آليًا.
وهذا يعتمد على ما يسمى الواقع المعزز، ويُعنى به تفاعل مباشر للمستخدم مع الحاسوب (أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى).
وقد بدأت الباحثة سلوى حمادة قصتها مع الواقع المعزز، فكتبت بحثاً مرجعياً عنه عام 2012م، وانتهى بعرض تطبيق للتعرف على الحرف العربي وقد تأخر كثيراً في النشر عام 2017م.
وفي خلال هذه الفترة، قامت الباحثة سلوى بعمل بحث مع الأكاديمية عائشة بلهيش، أستاذة تقنيات التعليم بجامعة طيبة بالمملكة العربية السعودية، عن تطبيقات برمجيات جاهزة بعد معالجتها لأغراض تعليمية وعمل معجم بالواقع المعزز لأول مرة وتم نشر البحث في عام 2015م.
وعندما اقترحت هذا المجال على الباحثة مروة الجمل في رسالتها للدكتوراة، رحبت بالفكرة مرة أخرى لاستكمال عمل التعرف على الحروف العربية بهذه الطريقة، ونشر عام 2017م، ثم استكمل البحث في تطبيق تحويل النص إلى قصة.
والواقع المعزز هو نوع من الواقع الافتراضي الذي يهدف إلى عرض الصور الرقمية الافتراضية في البيئة الحقيقية المحيطة بالمستخدم من خلال برامج مصممة في الحاسوب.
وبعبارة أخرى، فنظام الواقع المعزز يولد عرضاً مركباً للمستخدم يمزج بين المشهد الحقيقي الذي ينظر إليه المستخدم والمشهد الافتراضي الذي تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب ولذى يعزز المشهد الحقيقي بمعلومات إضافية ويدمج الواقع بالخيال.
فعند عرض نص القصة على الحاسب يتعرف الحاسب على الكيانات بتقنيات المعالجة الآلية للغة العربية ومن ثم يتعرف على شخصيات القصة (هنا الأسد والفأر)، ويحدد المكان الذي تحدث فيها وما مكونات المنظر (هنا الجبال المحيطة والأرض الصحراوية) ويربط الأحداث وحركات شخصيات القصة ربطًا زمنياً بتسلسل أحداث القصة.
وتتم معالجة الصوت آليًا ليتماشى الحديث بين الشخصيات مع حركة كل شخصية.
حيث تستهدف هذه القصة تربية النشء وغرس الأخلاق الكريمة لديهم والحث على قيمة التواضع وعدم الاستهانة بالغير وضرورة تقديم العون والمساعدة للآخرين، وأن الضعيف جسدياً يمكن أن ينقذ القوي المأزوم.