حتى الدقائق الأخيرة قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ بتوقيت فلسطين بين الاحتلال الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، واصلت المقاومة إطلاق عشرات القذائف والصواريخ على المستوطنات التي لم تتوقف فيها صفارات الإنذار حتى مع دخول وقف التهدئة حيز التنفيذ، وكأنها رسالة قوية للاحتلال على الجهوزية التامة للرد على أي عدوان جديد، وعلى قدرة المقاومة على الاستبسال حتى الرمق الأخير.
46 شهيداً
وقد وثق تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية، تلقت “المجتمع” نسخة منه، تعمد الاحتلال الصهيوني استهداف الأطفال والنساء؛ حيث استشهد خلال العدوان الذي بدأ مساء الجمعة الماضي الذي تسبب في ارتقاء 46 شهيداً بينهم 16 طفلاً وإصابة العشرات بجروح، كما تسبب القصف في تدمير 9 عمارات سكنية وأضرار لحقت بقرابة 1500 وحدة سكنية، منها 16 وحدة تدمرت كلياً، و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن، و1400 وحدة تضررت جزئياً ما بين بليغ ومتوسط.
من جانبها، أشارت المستشفيات في القطاع إلى أنها بحاجة ماسة لتوفير الدواء والمستلزمات الطبية نظراً لخطورة الوضع الصحي لعشرات الجرحى الذين هم بحاجة للعلاج ولا تتوفر في مستودعات وزارة الصحة في غزة التي تعاني عجزاً يزيد على 60% نتيجة استمرار الحصار الصهيوني.
فرض معادلات جديدة
من جانبه، يقول المختص بالشأن الصهيوني أكرم عطا الله لـ”المجتمع”: إن غزة تتعرض بشكل مستمر للاعتداءات الصهيونية التي لم ولن تتوقف على القطاع، لافتاً إلى أن الاحتلال تمادى في استهداف الأطفال، وكان يخشى خلال العدوان أن تتسع رقعة العمليات العسكرية وفتح جبهة مع “حزب الله” في لبنان.
وأكد عطا الله أن المقاومة الفلسطينية وبكل الحسابات خرجت منتصرة على هذا المحتل الذي يمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة التي لم يتردد في استخدامها لقتل الأطفال والنساء.
بدورها، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن الموجة الأخيرة من العمليات العسكرية لن تشكل قوة ردع في قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية التي لم تتوقف عن إطلاق رشقات من القذائف والصواريخ على المستوطنات طيلة فترة العدوان، التي دوت فيها صفارات الإنذار أكثر من 360 مرة بعد تعرضها لنحو 1100 قذيفة صاروخية على مدار 66 ساعة من عمر العدوان، لافتة إلى أن الكثير من المعادلات قد تغيرت في التعامل مع قطاع غزة، وبات الاستعداد للمعركة القادمة تتطلب الجهوزية بما يحقق الأهداف من العملية.