مع كثرة الحديث عن التغير المناخي والاحتباس الحراري، عادة ما ينظر إلى مصطلحي “الطقس” و”المناخ” على أنهما كلمتان مختلفتان لكنهما تحملان المعنى نفسه، إلا أن ما لا يدركه الكثيرون هو أن الخلط بين المصطلحين خطأ شائع، حيث إن للطقس والمناخ معنيين مختلفين، رغم ارتباطهما الوثيق ببعضهما بعضاً.
ويقول الباحث في شؤون البيئة والمناخ مازن عبود: إنه في الوقت الذي باتت فيه قضية تغير المناخ تشكل أحد التهديدات الكبرى للأمن البيئي، نجد أن كثيرين يخلطون بين المصطلحين على أنهما واحد، مشيراً إلى أن الفرق بين “الطقس” و”المناخ” يتمثل بصورة رئيسة في عنصر الوقت.
وأضاف عبود أن مصطلح الطقس يطلق على حالة الجو الناتجة عن تقلبات طبقة الغلاف الجوي القريبة من سطح الأرض، وذلك خلال فترة قصيرة من الوقت، تمتد بين بضع ساعات وعدة أسابيع، وهي تؤثر بشكل مباشر على حياة البشر اليومية من حيث الشعور بالحر والبرد، ومن مظاهر الطقس الغيوم والمطر والثلج والرياح والرطوبة والضغط الجوي.
وتابع: أما المناخ، وفق الباحث، فهو وصف لـ”مظهر الطقس” لفترة طويلة من الزمن قد تصل إلى 30 عاماً، وهو يشمل معدلات درجات الحرارة وهطل الأمطار والثلوج ودرجات الحرارة العظمى والصغرى ونمط الرياح ونسبة الشعاع الشمسي، ويرتبط أيضاً بالغطاء النباتي ومصادر المياه الجوفية والسطحية.
واختتم عبود قائلاً: إن المناخ يؤثر على نظام الأرض ككل، مثل درجة حرارة الكوكب والاحتباس.
وفي السياق ذاته، تقول كارين عباس وهي معدة ومقدمة برنامج طقس تلفزيوني: إن كثيرين يختلط عليهم الأمر بين مصطلحي “الطقس” و”المناخ” عند متابعة النشرة الجوية.
وأضافت عباس أن الطقس يمكن أن يتغير في غضون ساعات قليلة أو حتى في بضع دقائق، في حين أن المناخ يستغرق عدة سنوات حتى يتغير، لافتة إلى أن دراسة الطقس تسمى الأرصاد الجوية، في حين أن دراسة المناخ تسمى علم المناخ.
وتابعت كارين عباس أنه في ظل الظروف البيئية السيئة والقاسية التي يعيشها العالم، لا نستغرب ما يحصل من تغيرات كبيرة في مناخنا بشكل عام، فشتاؤنا أصبح أكثر قساوة وصيفنا أصبح حارقاً، مشيرة إلى أن تغير المناخ نحو الأسوأ يزيد الطقس تطرفاً.
ودعت عباس الحكومات والمؤسسات إلى تبني السياسات الصديقة للبيئة، التي تساعد في عودة الاعتدال للمناخ والطقس على كوكبنا.