تتجه أنظار الشعب الفلسطيني إلى دولة قطر مع قرب انطلاق «كأس العالم 2022»، الذي يتميز بنسخة لا سابق لها من خلال تنظيمه في دولة عربية، وذلك لأول مرة في تاريخ البطولة العالمية، التي تنعقد عليه الآمال الفلسطينية.
وتنوعت أمنيات الفلسطينيين وتطلعاتهم لكأس العالم في قطر، بحكم خصوصية القضية الفلسطينية التي تحتاج لدعم ومؤازرة من أحرار العالم، وذلك في ظل ممارسات الصهاينة العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.
وأمام هذا الحدث الرياضي التاريخي الكبير، سلطت «المجتمع» الضوء على تطلعات الفلسطينيين من العرب والدول الصديقة المناصرة والداعمة لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني لاسترجاع كامل حقوقه، وطبيعة الخطوات التي يجب أن تقدم خلال فترة كأس العالم.
صيام: نطالب برفع الأعلام الفلسطينية بالمدرجات ودعم صمود شعبنا
قال أمين عام الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي مصطفى صيام لـ«المجتمع»: إنه في الوقت الذي يزين العلم الفلسطيني مدرجات فريق «سيلتك» الإسكتلندي في كل مباراة يلعبها هذا الفريق في بطولاته المحلية والأوروبية، وأمام المشهد اللافت لجماهير «باريس سان جيرمان» الفرنسي التي رفعت الأعلام الفلسطينية، ولافتات الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية أمام الفريق الصهيوني «مكابي حيفا» في دوري أبطال أوروبا، وما قابله من عقوبات ظالمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحق الناديين بحجة فصل السياسة عن الرياضة، يتباكى نفس الاتحاد بعدما سمح برفع أعلام أوكرانيا وفرض ارتداء شارة العلم الأوكراني في كافة البطولات الأوروبية في ميزان ظالم يرى بعين واحدة.
وأضاف صيام: ينتظر الفلسطينيون أن تشكل هذه التظاهرة الرياضية رسالة دعم لفلسطين تحديداً للمنتخبات العربية المشاركة بارتداء شارة المنتخب الفلسطيني، ورفع الأعلام الفلسطينية في المدرجات وتعزيز هذا الدور لجميع المنتخبات الأخرى، في ظل تنامي الدعم والتأييد لفلسطين في العالم.
وطالب صيام من القيادة الرياضية الفلسطينية والإعلام الرياضي بإطلاق حملة تستهدف خلالها كافة المنتخبات المشاركة وتحديداً المنتخبات العربية، واستغلال دولة قطر مستضيف كأس العالم لتثبيت رفع الأعلام الفلسطينية، وتعميم حمل شعار منتخب فلسطين مع كباتن المنتخبات المشاركة؛ مما يتطلب من الجميع على المستوى السياسي والرياضي استغلال هذا الحدث لدعم القضية الفلسطينية وفضح الممارسات الصهيونية.
عليان: آمال كبيرة معقودة على كأس العالم وفرض الحضور الفلسطيني بطرق متعددة
من جانبه، ذكر المختص في الشأن الرياضي تامر عليان، لـ«المجتمع»، أن المطلوب فرض الحضور الفلسطيني بطرق متعددة، سواء من اللاعبين أو من المشجعين؛ من أجل إظهار معاناة الشعب الفلسطيني، واستغلال الجماهير العربية التي ستكون في المدرجات بأن تهتف باسم فلسطين وترفع علمها.
وأعرب عن أمله أن تصل المنتخبات العربية لمراكز متقدمة في كأس العالم، وأن تكون فلسطين حاضرة سياسياً في قلوب اللاعبين والمشجعين بأقصى قدر ممكن من أجل استغلال تلك الفرصة لإيصال صورة فلسطين وأهلها.
وأوضح عليان أن التجهيزات الضخمة من دولة قطر لكأس العالم على مدار السنوات الماضية أبهرت العالم، آملاً أن يعكس صورة ذهنية مشرفة ومشرقة عن الأمة العربية وشعوبها في أول حدث تاريخي من هذا النوع يعقد على أرض عربية.
عدالة القضية الفلسطينية
فيما قال الشاب إسماعيل نوفل، وهو من المشجعين لكرة القدم وللمنتخبات العربية، لـ«المجتمع»: إن بطولة كأس العالم هذه المرة تحمل في طيّاتها أهمية كبير للشعوب العربية، وخاصة شعبنا الفلسطيني، كون المستضيفة لها وللمرة الأولى هي دولة عربية.
وأضاف أن رسائل الشعب الفلسطيني التي طالما تجاهلها المجتمع الدولي وتغاضى عنها بسبب ازدواجية معاييره يمكن أن تصل عبر البطولة المفتوحة على العالم، باعتبارها حدثاً عالمياً مهماً جداً.
وتابع: شعبنا يأمل من الشعوب العربية ومنتخباتها المشاركة في البطولة تسليط الضوء على ما يعانيه من جرائم الاحتلال المتصاعدة بحقه دون رقيب أو حسيب، وتعريف العالم بعدالة قضيتنا.
ودعا نوفل الشعوب العربية ومنتخباتها إلى رفع الأعلام الفلسطينية والصور التي تفضح جرائم الاحتلال، وارتداء شارات قيادة بألوان علم فلسطين على الأقل، للتعبير عن تضامنهم مع قضيتنا.
واتفق علي الفرا، وهو من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مع الشاب نوفل، وطالب بتحويل هذا الحدث العالمي لأداة داعمة مؤيدة ومناصرة للقضية الفلسطينية، وتشكيل «لوبي» قوي لاكتساب مناصرين جدد لقضيتنا باعتبارها أعدل قضية على وجه الأرض، والتنسيق مع كل المنتخبات العربية لإظهار فلسطين ومعاناة أهلها تحت الاحتلال الصهيوني.
عواودة: تنظيم حملات تفضح ممارسات الاحتلال وتظهر وجهه القبيح أمام العالم
أما المختص في مجال الإعلام الاجتماعي معتز عواودة، فدعا كل المشجعين العرب والفرق العربية لتنظيم حملات تفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني، وتظهر وجهه الحقيقي القبيح أمام العالم، باعتباره قاتلاً للأطفال والنساء والشيوخ، وينتهك كل القوانين الدولية، وألا يمر كأس العالم بدون تحقيق إنجازات سياسية تسوق لعدالة القضية الفلسطينية.
وأشار عواودة إلى أن هذا الحدث العالمي يجب أن يشكل رافعة مهمة للدفاع عن فلسطين، وإظهار كمّ الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، خاصة وأن الاحتلال يتعمد التطبيع من خلال الرياضة، وأن يشكل عزلة للاحتلال في كل المحافل الدولية، واستغلال ذلك لخدمة عدالة القضية الفلسطينية.
ويُجمع الفلسطينيون على أن بطولة كأس العالم في قطر ستؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات العربية مع العالم، كون الرياضة تشكل حلقة وصل بين الشعب والأمم وتقوي تلك العلاقات، معربين عن أملهم أن تتحقق مطالبهم من الأشقاء أولًا، ثم من المناصرين للقضية الفلسطينية على مستوى العالم، ولسان حالهم يقول ننتظر كأس العالم في قطر بنسخة فريدة يرفرف العلم الفلسطيني فوق مدرجاته ويلهج الجميع: «عاشت فلسطين عربية إسلامية حرة».