«الأسطورة»، «أمير الموهوبين»، «الخلوق».. ألقاب استحقها بجدارة لاعب مصر الدولي لكرة القدم والنادي الأهلي السابق وليد صلاح الدين، ليظل متربعاً في قلوب الجماهير المصرية حتى بعد اعتزاله واحترافه التدريب والتحليل الرياضي.
ولد صلاح الدين في 27 أكتوبر 1971م بالقاهرة، ويعتبر من أبرز لاعبي نادي القرن الأفريقي النادي الأهلي السابقين، بفضل لمساته الرائعة وموهبته الكبيرة فضلاً عن أخلاقه الرفيعة وتميزه بالهدوء، حيث حقق مع ناديه 20 بطولة محلية وأفريقية وعربية، ونجح في إحراز 50 هدفاً، وترك أثراً طيباً في الملاعب والبيوت المصرية ما زال يُذكر به حتى الآن.
وبمناسبة بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تنظمها قطر، كان لـ«المجتمع» معه هذا الحوار:
في البداية، كيف ترى تنظيم العرب ممثلين في قطر لبطولة كأس العالم؟
– تنظيم العرب ممثلين في قطر للبطولة فرصة لأن يقدم العرب والمسلمون أنفسهم للعالم كله بأنفسهم، ولذلك فقطر تستحق التحية لإصرارها على الالتزام بأخلاقياتنا وتعاليم ديننا، لأنها واجهة عربية تمثل كل العرب الآن، ولكن من المهم جداً التعامل باحترافية شديدة مع كل منظومة الحدث في ظل وجود ثقافات مختلفة ومرجعيات متنوعة؛ ما يحتّم علينا الاعتناء بتقديم أنفسنا لكل شعوب العالم بطريقة تمتلئ بحسن الأخلاق وحسن التعامل والضيافة والترحاب والعقلانية والحوار والهدوء.. باختصار؛ نقدم صورة جميلة عنا كعرب ومسلمين.
كيف تقيِّم تأثير الأخلاق الرياضية على الملاعب والجمهور خاصة في حدث كبير كهذا؟
– بلا شك، اللاعب الخلوق مؤثر مليون بالمئة في الجمهور وبخاصة الأطفال، فمهنة لاعب كرة القدم غير كل المهن، تبدأ بالشهرة والمال، على عكس المهن الأخرى التي تتطلب وقتاً كبيراً للصعود والحصول على الأموال، مثل الأطباء والصحفيين وغيرهم، ولكن ممكن جداً أن ترى لاعباً صاعداً يمتلك أموالاً كثيرة في مقتبل عمره وشهرة بلا حدود، وبالتالي فتأثيره هنا كبير جداً سواء سلباً أو إيجاباً، وهنا الخطورة، فهناك جمهور يشاهد اللاعب وهناك أطفال يقلدونه، وهو ما حدث بالضبط مع نجم مصر والعرب الكبير محمد صلاح، حيث كانت أخلاقه سبباً كبيراً في وصول أهدافه الجميلة ومشاركاته في الخير إلى العالم، وهو ما يشكل مردوداً إيجابياً على المتابعين والمشجعين.
كيف نرى ذلك في الملاعب وأثناء كأس العالم خاصة؟
– مطلوب من كل اللاعبين خاصة العرب والمسلمين أن يقدموا صورة أخلاقية جميلة، فهذا مؤثر جداً في الجماهير، فمثلاً من الممكن أن يُخرج اللاعب الكرة خارج الملعب لسرعة علاج زميله المصاب، أو لإنقاذ أحد من الجمهور، أو عبر التواجد في الفعاليات والأعمال الخيرية على هامش البطولة أو بعدها.
هل تأثرت في صغرك بمثل هذه المنظومة الأخلاقية في الملاعب؟
– بالطبع، أنا منذ الصغر وعمري 6 سنوات متابع جيد للكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي الحالي ونجم مصر الكبير، فهو إنسان صاحب أخلاق عالية جداً وشاطر في الملعب؛ ما دفعني إلى أن أكون مثله، ملتزماً بالهدوء والأخلاق طيلة حياتي الكروية، مع بذل أقصى جهدي في الملعب والأداء، وهذا هو المردود الجيد لأي لاعب ممتاز أخلاقياً وكروياً، وكنت أنا أحد المتأثرين به.
ما ذكرياتك مع بطولات كأس العالم في مقتبل عمرك؟
– بطولة عام 1986م، تابعتها جيداً وأتذكرها وخاصة اللاعب «مارادونا»، وكانت تعجبني مهاراته في الملعب، وفي مونديال 1990م الذي شاركت فيه مصر، كنت من ناشئي النادي الأهلي، وكان عمري 17 سنة، وأتذكر تفاصيلها جيداً.
في الختام، ماذا تتمنى في بطولة كأس العالم بقطر؟
– أتمنى تنظيمها بصورة جميلة تشرفنا جميعاً، وأن يشاهد العالم حسن الضيافة والتعامل مع الجماهير وحسن الأخلاق الرياضية في الملاعب، فنحن أمام حدث كبير ولا بد أن ننجح فيه أخلاقياً وكروياً.