يصادف اليوم الخميس الذكرى الـ35 لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة).
من جباليا، انطلقت انتفاضة الحجارة، يوم 8 ديسمبر 1987، عقب استشهاد 4 عمال على حاجز بيت حانون (إيريز) الاحتلالي بعد أن أقدم مستوطن بدهسهم بشاحنته، وهم: الشهيد طالب أبو زيد (46 عاماً) من المغازي، والشهيد عصام حمودة (29 عاماً) من جبالياً البلد، والشهيد شعبان نبهان (26 عاماً) من جباليا البلد، والشهيد علي إسماعيل (25 عاماً) من المغازي.
وبعد الحادثة المتعمدة هبت الجماهير في مخيم جباليا لمواجهة الاحتلال، ثم انتقلت إلى كافة المدن والمخيمات الفلسطينية.
وسميت بـ”انتفاضة الحجارة”؛ لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها الفلسطينيون ضد قوات الاحتلال “الإسرائيلي”.
وشكل الشباب الفلسطيني في ذلك الوقت العنصر الأساسي المشارك بالانتفاضة، وقامت بقيادتها وتوجيهها القيادة الوطنية الموحدة للثورة، وهي عبارة عن اتحاد مجموعة من الفصائل السياسية، كانت تهدف بشكل أساسي لإنهاء الاحتلال “الإسرائيلي” والحصول على الاستقلال، وفق “وكالة الصحافة الفلسطينية” (صفا).
وكانت أكثر الطرق التي يتم من خلالها التواصل والدعم بين الناس والمقاومين ورجال الانتفاضة، المنشورات والكتابة على الجدران، وكانت توزع المناشير عند مداخل المساجد من قبل أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة، أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس ويتم تمريرها من تحت الأبواب.
وصادف اندلاع انتفاضة الحجارة إعلان الشيخ الشهيد أحمد ياسين عن تأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأصدرت حركة “حماس” بيانها الأول الذي عبّر عن مجمل سياساتها وتوجهاتها بتاريخ 14/ 12/ 1987 بعد 5 أيام من انطلاق انتفاضة الحجارة.
وتشير معطيات مؤسسة رعاية أسر الشهداء والأسرى إلى استشهاد 1550 فلسطينياً خلال الانتفاضة، واعتقال 100-200 ألف فلسطيني خلال الانتفاضة، كما تشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة يزيد على 70 ألف جريح، يعاني نحو 40% منهم من إعاقات دائمة، و65% يعانون من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في أحد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع لأطراف مهمة.
كما كشفت إحصائية أعدتها مؤسسة التضامن الدولي أن 40 فلسطينياً استشهدوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال “الإسرائيلية”، بعد أن استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات، وفق مركز المعلومات الفلسطيني (وفا).
ووفق إحصائية لمركز المعلومات “الإسرائيلي” لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بيتسيلم)، فقد قتل 256 مستوطناً “إسرائيلياً”، و127 عسكرياً من قوات الاحتلال، وتم ترحيل 481 فلسطينياً من الأراضي المحتلة، وتعذيب عشرات الألوف من الفلسطينيين خلال استجوابهم، وإصدار 18 ألف أمر اعتقال إداري ضد فلسطينيين، وهدم 447 منزلاً فلسطينياً (على الأقل) هدماً كاملاً كعقوبة، وإغلاق 294 منزلاً على الأقل إغلاقاً تاماً كعقاب، كما جرى هدم 81 منزلاً فلسطينياً على الأقل هدماً كاملاً خلال قيام جنود الاحتلال “الإسرائيلي” بعمليات البحث عن المطلوبين، وهدم 1800 منزل فلسطيني على الأقل؛ بحجة قيام أصحابها بالبناء من دون ترخيص.
وتوقفت الانتفاضة نهائيًا مع توقيع اتفاقية “أوسلو” بين الاحتلال “الإسرائيلي” ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة “فتح” عام 1993، رغم معارضة معظم الفصائل المنضوية تحت لوائها في ذلك الحين.