وجّه مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، نداءً إلى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، ومنظمة التعاون الإسلامي، حول ما يمر به المسلمون بالهند.
وقال الخليلي في تغريدة له على حسابه بموقع “تويتر”، اليوم السبت: “تمر مأساة المسلمين بالهند تحت سمع العالم وبصره ولا يحرك ساكناً”، وأضاف الخليلي متسائلاً: “هل هانت حقوق المسلمين حتى عند المسلمين أنفسهم فلا يحركون ساكنا لانتهاكها؟!”.
فيما أعلن الأزهر الشريف، متابعته بقلق بالغ ما تداولته وسائل الإعلام من قيام السلطات الهندية باعتقال العديد من شباب المسلمين، وإهانتهم وتعريضهم للضرب والتعذيب، وهدم منازلهم في أماكن متفرقة في البلاد، بعد أن خرجوا للتعبير عن رفضهم واستيائهم من الإساءة لرسولهم الكريم “صلى الله عليه وسلم” وزوجاته أمهات المؤمنين، وهو ما يعد اعتداء وحشيا ولا أخلاقيا يضرب بمواثيق حقوق الإنسان عرض الحائط، ويسخر من كل التشريعات التي تجرم الإساءة للمعتقدات والمقدسات الدينية.
واستنكر الأزهر بشدة محاولات طمس هوية المواطنين المسلمين الهنود، وممارسة الإجراءات التعسفية التي من شأنها أن تُشعر المسلمين بأنهم أدنى منزلة من إخوتهم المواطنين في الهند، محذرا من أن استمرار هذه الممارسات اللاإنسانية ضد المسلمين هو تصرف ينذر بمزيد من الاحتقان والتعصب والكراهية وأعمال العنف، ولن ينتج عنه إلا إراقة الدماء البريئة.
طالب الأزهر الشريف المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع أي انتهاكات من شأنها إثارة مشاعر المسلمين في الهند والعالم، وفتح تحقيق فوري فيما يتعرض له المسلمون من تنكيل وتعذيب وهدم للمنازل، والعمل على توفير الضمانات اللازمة لممارسة المسلمين لشعائرهم الدينية في كل مكان داخل الهند، وإيقاف تلك الأعمال البغيضة.
فيما تظاهر الآلاف من المسلمين في مدينة “هالدواني”، شمالي الهند، احتجاجًا على قرار محكمة بهدم 4500 منزل بداعي أنها أقيمت دون تصاريح بناء.
وصادقت المحكمة العليا في ولاية أوتار خاند، التي توجد فيها المدينة، على قرار إزالة منازلهم لصالح إقامة محطة سكك حديدية.
وأمهلت المحكمة السكان أيامًا عدة قبل البدء بهدم المنازل، التي يقول السكان إنهم يعيشون فيها منذ عقود.
وشهدت الهند تزايدًا ملحوظًا في خطاب الكراهية والهجمات ضد المسلمين منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا، الهندوسي المتطرف، إلى السلطة عام 2014.
وتعرض مسلمون للاعتقال والضرب من قبل السلطات، كما تعرضت منازل مسلمين للهدم وأغلقت مدارسهم في ولايات عدة.
وصدرت تصريحات مسيئة عدة من قبل مسؤولين في الحزب عن النبي محمد ﷺ، مما تسبب في اندلاع احتجاجات واسعة في مدن البلاد.
يشار إلى أن نحو 4500 عائلة، معظمهم مسلمون، أصدرت السلطات الهندية في ديسمبر الماضي، قراراً بإزالة مساكنهم لصالح مشروع سكة حديدية، وذلك في منطقة بانبهول بورا التابعة لمديرية هالدواني بولاية أوتار خاند شمالي الهند.
وأكد المجلس الهندي الأمريكي المسلم أن الحكم يهدد 4365 منزلاً، تسكنها نحو 4500 عائلة، معظمهم من المسلمين، وأوضح أن الجرافات والمعدات الثقيلة ستزيل المنازل بحراسة نحو 7 آلاف شرطي و15 مجموعة شعبية.
وكانت شبكة “سابرانغ” الصحفية الحقوقية أكدت أن 2022 كان عام “عدالة الجرافات” تعبيراً عن كثرة حوادث إزالة منازل المسلمين في مختلف الولايات الهندية خلال الشهور الماضية.
ويعيش في الهند نحو 154 مليون مسلم يمثلون 14% من السكان، ما يجعلها أكبر دولة تضم أقلية مسلمة في العالم.