الآن أصبح بمقدور مسلمي قرية “فولا” بمدينة زومبا الذين يعيشون قرب منطقة “ليلنجوي” بدولة مالاوي، أن يسمعوا الأذان عند كل صلاة، بعد افتتاح مسجد “عباد الرحمن” الثلاثاء، وحفر بئر للمياه بجواره، وسط فرحة كبيرة من المسلمين وحضور ملحوظ لغير المسلمين.
والمسجد على مساحة 100 متر مربع، قد يكون صغيراً في نظر البعض مقارنة بالمساجد في دول أخرى، لكنه بالنسبة لمثل هذه المناطق المحرومة من المساجد في الأساس ولهؤلاء المسلمين البسطاء شمس جديدة للإسلام تشرق هنا، وحائط صد أمام حملات «التنصير».
كما تم توزيع مساعدات غذائية على الأهالي تزامناً مع افتتاح المسجد، في ظل المجاعة التي يعانون منها في مثل هذه الأيام من كل عام، وهي الفترة التي تكون بين انتهاء المحاصيل الشتوية وانتظار المحاصيل الصيفية، ويبقى خلالها الناس أياماً بلا طعام أو يأكلون وجبة واحدة من طحين الذرة.
يقول الشيخ أسامة حسن، وهو مؤسس ومدير «مؤسسة الإنسان الأفريقي» القائمة على إنشاء المسجد، لـ«المجتمع»: إن هذا المسجد تم تأسيسه في هذه المنطقة التي لم يكن بها مسجد من قبل، وهو ليس كمصلى فحسب، بل هو كغرس جديد للإسلام وحائط صد يحمي المسلمين في هذه المنطقة أمام حملات «التنصير» النشطة في أفريقيا.
وأوضح الشيخ حسن أن مسجد «عباد الرحمن» يضم أيضاً مدرسة قرآنية لتعليم أبناء المسلمين القرآن والقراءة والكتابة، وأقيمت بجواره بئر لسد حاجة المسلمين وغيرهم في هذه المنطقة من المياه النظيفة، بعد أن كانوا يشربون من المستنقعات غير النظيفة.
و«مؤسسة الإنسان الأفريقي» هي مؤسسة دعوية تعنى بالتعليم والإغاثة، وتنشط في أفريقيا منذ سنوات، ومسجلة رسمياً بدولة مالاوي، تقوم بالعديد من الأنشطة الدعوية والإنسانية من تعريف بالإسلام وبناء المساجد وحفر آبار المياه وتعليم أبناء المسلمين وكفالة طلاب العلم والدعاة وبناء مدارس وفصول تعليمية وتوزيع المساعدات الغذائية على الأهالي خاصة في أوقات المجاعات.