الشيخ عكرمة صبري (85 عاماً) أحد الرموز المقدسية الذي يرتبط بالمسجد الأقصى المبارك ومن المحافظين على ثبات أهل القدس وفلسطين متحدياً غطرسة الاحتلال الصهيوني.
خلال السنوات الأخيرة، تعرض الشيخ صبري للاعتقال والاستدعاء للتحقيق، والإبعاد عن المسجد الأقصى ومحيطه عدة أشهر، والمنع من السفر بشكل متكرر.
في يونيو 2020، أطلق أكثر من 800 عالم لقب «أمين منبر الأقصى» على الشيخ عكرمة صبري لتفانيه في الدفاع عن المقدسات.
من هو عكرمة صبري؟
ولد في مدينة قلقيلية عام 1938 لعائلة عرفت بالتدين وحب العلم، فوالده المرحوم الشيخ سعيد صبري كان قاضياً شرعياً لعدة مراكز كان آخرها قاضي بيت المقدس.
أتم الشيخ عكرمة دراسته الثانوية في المدرسة الصلاحية بمدينة نابلس حيث كان والده يعمل قاضياً في المدينة وقتئذ، ثم التحق بجامعة بغداد ليتخرج فيها عام 1963 حاصلاً على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية واللغة العربية، وفي عام 1989 حصل على شهادة الماجستير في الشريعة من جامعة النجاح الوطنية في نابلس، ثم حصل على الدكتوراة من جامعة الأزهر بمصر في تخصص الفقه عام 2001.
بدأ الشيخ عكرمة حياته العملية مدرساً في ثانوية الأقصى الشرعية (المعهد العلمي الإسلامي سابقاً)، وبعد حرب يونيو 1967 تولى الشيخ عكرمة إدارة مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية التي اضطرت للانتقال من بناية المدرسة التنكزية بعد أن استولت عليها سلطات الاحتلال إلى بناية دار الأيتام الإسلامية في البلدة القديمة، قبل أن يستقر بها المقام في أروقة المسجد الأقصى المبارك في باب الأسباط.
أظهر الشيخ عكرمة وجوداً مميزاً خلال عمله في ثانوية الأقصى الشرعية؛ حيث برزت أنشطة المدرسة وأصبحت رديفة لدور القرآن الكريم في القدس وضواحيها، وكانت أول دار للقرآن الكريم، قام بتأسيسها عام 1972.
تولى الشيخ عكرمة عدداً من المناصب، منها مدير للوعظ والإرشاد في الضفة الغربية، ومدير لكلية العلوم الإسلامية/ أبو ديس، ومفتٍ عام للقدس وضواحيها والديار الفلسطينية.
للشيخ عكرمة نشاط ملحوظ في الفعاليات العلمية والاجتماعية، فهو مؤسس هيئة العلماء والدعاة في فلسطين عام 1992، ورئيسها، ورئيس مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، وهو عضو مؤسس في رابطة مؤتمر المساجد الإسلامي العالمي بمكة المكرمة، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهو عضو مؤسس لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، وانتخب رئيساً للهيئة الإسلامية العليا في القدس عام 1998.
للشيخ عكرمة كتابات، منها «مذكرات في الحديث» (ثلاثة أجزاء)، وكانت مقررة لسنوات طويلة على طلبة المدارس الشرعية في الضفة الغربية، و«أضواء على إعجاز القرآن الكريم:، و«الإسلام والتحديث»، و«التربية في الإسلام»، و«الإسلام ورعايته للبيئة»، و«ارحموا أهل الأرض»، و«المنتقى من أحاديث المصطفى واليمين في القضاء الإسلامي»، وهو عبارة عن رسالة نال بها درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية، وكتاب «الوقف الإسلامي بين النظرية والتطبيق» الذي كان عبارة عن أطروحة الدكتوراة، وكتاب «فتاوى مقدسية».. وغيرها من المؤلفات، وله 40 بحثاً في موضوعات متنوعة سبق أن قدمت من خلال المؤتمرات والندوات.
شارك الشيخ عكرمة في مئات الندوات والمؤتمرات في فلسطين وخارجها.
تتلمذ الشيخ عكرمة على يد علماء أجلاء إضافة إلى والده المرحوم الشيخ سعيد صبري، منهم: الشيخ العلَّامة مصطفى الزرقا ومعروف الدواليبي، ومحمد المبارك، ود. محمد حسين الذهبي، والشيخ ياسين الشاذلي، ود. عبدالعزيز الدوري، ورشيد العبيدي، ود. بدر متولي عبدالباسط، رحمهم الله، ومن هوايات الشيخ عكرمة الخطابة والقراءة والرياضة.
______________________________
المصدر: موقع د. الشيخ عكرمة صبري.