- ماذا تفعل المرأة التي لم تقض ما أفطرته من رمضان في سنوات ماضية؟
– من كان عليه صيام أيام من رمضان، أفطر فيه بعذر؛ كالمريض والمسافر والحائض والنفساء، ومن شق عليه الصوم مشقة شديدة فأفطر، والحامل والمرضع، عند من يرى عليهما القضاء؛ فينبغي له أن يبادر بقضاء ما فاته بعدد الأيام التي أفطر فيها، تبرئة لذمته.
ولا يأثم بالتأخير ما دام في نيته القضاء؛ لأن وجوب القضاء على التراخي، وكذلك من أفطر بغير عذر من باب أولى، كمن أفسد صومه عامداً، بما يوجب الكفارة؛ كالجماع، أو بما لا يوجب الكفارة، كالأكل أو الشراب، عند أكثر الفقهاء فعليه القضاء أيضاً.
ويجوز أن يكون قضاء رمضان متتابعاً وهو أفضل، مسارعة إلى إسقاط الفرض، وخروجاً من الخلاف (قد أوجبه بعض العلماء) وأن يقضيه مفرقاً، وهو قول جمهور السلف والخلف، وعليه ثبتت الدلائل؛ لأن التتابع إنما وجب في الشهر لضرورة أدائه فيه، فأما بعد انقضاء رمضان، فالمراد صيام عدة ما أفطر، ومن أتى عليه رمضان آخر، ولم يقض ما عليه من رمضان الفائت، فإن كان ذلك بعذر فلا شيء عليه بالإجماع، لأنه معذور في تأخيره، وإن كان تأخيره للقضاء بغير عذر، فقد جاء عن عدد من الصحابة: أن عليه عن كل يوم إطعام مسكين، كفارة عن تأخيره.
وهناك رأي آخر: أن لا شيء عليه غير القضاء، وهو رأي النخعي وأبو حنيفة وأصحابه، ورجحه صاحب “الروضة الندية” لأنه لم يثبت في ذلك شيء صح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. (الروضة الندية – 232/1).
العدد (2061)، ص55 – 5 رمضان 1434ه – 13/7/2013م