تحت مسميات عدة، يتم دس السم في العسل، في محاولة لخداع الشباب والفتيات، واستدراجهم إلى عالم المخدرات، وغياهب الإدمان، في غياب للرقابة الأسرية والمجتمعية، الأمر الذي يضع المدمن على حافة الهاوية والموت.
اللافت أن عصابات الجريمة تبحث كل يوم عن الجديد، فيما يتعلق بتسويق موادها المخدرة، عبر تزيين السم في صورة مسميات جذابة رائقة تحمل معاني النشوة والسعادة والفرفشة والمتعة.
«المجتمع» تدق ناقوس الخطر، مع بدء العطلة الصيفية، ورواج توزيع المواد المخدرة في كثير من المجتمعات العربية، والمنتجعات السياحية؛ لرصد تلك المواد السامة، والحذر منها، والوعي بخطورتها وآثارها التي تصل إلى حد الموت والانتحار.
مواد قاتلة
يعد الهيروين من أخطر أنواع المخدرات التي يتم تداولها بين الشباب في المنطقة العربية، وحديثاً جرى خلطه بمواد كيميائية أسفرت عن ظهور منتج جديد يحمل اسم «الشوشنة»؛ وهي مادة سامة وقاتلة.
ويبرز في قائمة المواد المخدرة في المنطقة العربية مخدر «الحشيش»، و«الكوكايين»، وحبوب «الكبتاجون»، و«القنب الهندي»، و«الترامادول»، ولكل منها آثاره السيئة على صحة الإنسان وقواه العقلية.
وتزداد الخطورة مع مخدر «الآيس» أو «الشابو» الذي يضرب خلايا الدماغ بالتلف، والسكتة الدماغية، إضافة إلى الإصابة بتليف الكبد، وضعف المناعة، والهلوسة والهذيان، والموت لاحقاً.
وهناك حبوب تحمل مسمى «الفيل الأزرق»، وهي من الأقراص المميتة التي تسبب الوفاة، وتدفع مدمنيها إلى الانتحار، أو على أقل تقدير الإصابة بالأمراض النفسية، والهلاوس السمعية والبصرية.
مخدرات تخليقية
ويقوم صناع المواد المخدرة بتصنيع مواد جديدة، أو إضافة خلطات معينة، أو مزج مواد كيميائية مع بعضها بعضاً، وهو ما يعرف بـ«المخدرات التخليقية»، ومنها على سبيل المثال لا الحصر «البودر» و«الإستروكس» و«الفودو»، وهي مسميات قد تختلف من دولة إلى أخرى، وقد تنال أوصافاً ذات شفرة سرية بين الشباب منها «الحمرة»، و«الزرقة»، و«الصاروخ».
وبين جموع الفتيات، تسللت كذلك المواد المخدرة وحبوب «الفرفشة» إلى بعض المجتمعات العربية، وظهر مخدر «الحلوى» أو «ليكستا»، و«الإيكستاسي»، وهي مواد خطرة تؤدي إلى إتلاف العقل وتسبب الموت المفاجئ.
ويلجأ مدمنون إلى خداع أصحاب الصيدليات وشراء أدوية بـ«روشتات» مزيفة، منها «كونفنتين» و«توسكان» و«جابتين» بتركيزات مختلفة؛ وذلك لصنع خلطات منها تؤدي دور المواد المخدرة، وتعطي صاحبها نوعاً من الفرفشة أو الهلوسة والتوهان.
ويقوم مهربون عرب وأجانب بتهريب أقراص من مادة «الأمفيتامين» إلى دول الخليج، وهو مخدر رخيص يجعل متناوله يشعر بالسعادة والانتشاء، لكن عواقب تناوله وخيمة ومدمرة، من بينها مشكلات في النوم والتقيؤ وفقدان الوعي، وقد يُحدث مشكلات في القلب ونزيف دم في الدماغ.
ومن أخطر عقاقير الهلوسة «ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك» الذي يتم تصنيعه من فطر يسمى «الأرجوت»، وأقراص «ديميتري»، ومشروب «آياهواسكا»، و«بسيلوسيبين» ومادة التخدير «فينسيكليدين»، وهي مواد كيميائية خطيرة يتم تدخينها أو استنشاقها أو شربها أو تناولها عن طريق البلع أو الحقن.
الموت والانتحار
وتحت تأثير حبوب الهلوسة يرى الشخص أشياء ليست موجودة ويسمع أصواتاً غريبة، كما يبدأ بالشعور بأعراض الانفصال عن الواقع، أو الغياب عن الوعي، ويمتد الأمر إلى آثار نفسية وجسدية خطيرة، منها القيام ببعض التصرفات الخطرة، مثل السير على قضبان القطار أو القفز من أعلى، وصولاً إلى الانتحار.
وتتسبب المواد المخدرة وحبوب الهلوسة في فقدان الشهية، والتعرق الشديد، والصداع، وزيادة ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب، واضطرابات النوم، واضطراب الإدراك والتفكير، وبعض الاضطرابات الذهانية، والسكتات القلبية والدماغية، ونزيف المخ، والانتحار والموت، وغيرها من الأمراض النفسية والجسدية.
وتتطور يوماً بعد الآخر سبل الكشف طبياً عن تعاطي المواد المخدرة، والتفاعلات الكيميائية الناجمة عن ذلك، عبر تحليل الدم، والبول، وعينات من شعر الإنسان، والأخيرة تحتفظ بآثار تلك المواد لأشهر؛ وبالتالي فإن الشعر يُصَعّب مهمة إخفاء الإدمان.
وتحتم الآثار الضارة الشديدة لحبوب الهلوسة والمواد المخدرة ضرورة التدخل الطبي والنفسي بشكل عاجل واحترافي، واللجوء إلى مصحات علاج الإدمان، وسحب السموم من جسم المدمن بطريقة آمنة، مصحوباً بإعادة تأهيل للمدمن نفسياً وسلوكياً ودينياً، مع رقابة ومتابعة أسرية وطبية وأمنية لمنع الانتكاسة من ناحية، والحيلولة دون وصول عصابات الجريمة إليه مرة أخرى، واستعادته كإنسان معافى وواع ونافع إلى بيته ومجتمعه ووطنه.