هذه القصة التي رواها الحافظ ابن عساكر في «تاريخ دمشق»، والحافظ ابن كثير في «تفسيره»، والحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء».
وهي قصيدة ضمنت قصة تدل على تعظيم السلف الصالح للجهاد في سبيل الله، وأنه أعظم العبادة.
وهي رسالة أرسلها عبدالله بن المبارك للفضيل بن عياض، رحمهما الله، وهما من أكابر السلف الصالح، وصدّق قوله قول النبي صلى الله عليه وسلم عن وصفه الجهاد بذروة سنام الدين.
قال محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة البهراني من كتابه بحلب سنة 236هـ، قال: أملى عليَّ عبدالله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس، وودعته بالخروج للحج، وأنفذها معي إلى الفضيل- يعني ابن عياض- وذلك سنة 179هـ:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعملت أنك في العبادة تلعبُ
من كان يخضب جيدَه بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يُتعِبُ خيله في باطل فخيولنا يوم الكريهة تتعبُ
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهجع السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا عن مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بَيننا ليس الشهيد بميت لا يكذب