قطر احتلت المركز الأول عربياً والرابع عالمياً في مؤشر جودة التعليم العالمي عام 2019م
.. والمركز السابع عالمياً في جودة الإدارة المدرسية عام 2018م
.. والمركز العشرين عالمياً في مؤشر جودة مؤسسات البحث العلمي
الإنفاق التعليمي يعد من أعلى المعدلات بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبلغ 3.3% من إجمالي الناتج المحلي
التعليم من أهم عناصر إستراتيجية الدولة طويلة الأمد لتحقيق التنمية
الدولة تسعى إلى تنمية الموارد البشرية باعتبارها من ركائز النهضة
يكتسب التعليم أهمية كبيرة في إعداد جيل المستقبل، ليكون أبناؤه من حملة لواء النهضة، ومشاعل للتطور عبر العصور، إذ إن الإنسان يصبح عن طريق التعليم قادراً على الابتكار والمعرفة اللذين يقودانه إلى الريادة في الأعمال، وهو الهدف الذي تنطلق منه دولة قطر في خططها التعليمية، التي لا تتوقف عند الوقت الراهن، بقدر ما تستشرف من خلاله المستقبل، عبر خطط طموحة، يتوفر لها البعد الإستراتيجي.
ويأتي هذا الاهتمام في إطار إستراتيجية دولة قطر طويلة الأمد لتحقيق التنمية، ولذلك أطلقت الدوحة «رؤية قطر الوطنية 2030م»، التي تسعى من خلالها إلى تنمية الموارد البشرية باعتبارها ركيزة من ركائز النهضة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية التي ركزت على تنشئة سكان متعلمين أصحاء بدنياً ونفسياً.
من هنا، فإن التعليم يعد من أهم الأولويات في قطر، لما يمثله من أهمية كبيرة في تعزيز الاندماج الاجتماعي وتحقيق التقدم المستدام، ولم يكن هذا الاهتمام من فراغ، أو وليد اليوم، بل يمتد إلى عهد مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، الذي أولى اهتماماً بالغاً بالتعليم، فأنشأ الكتاتيب وجلب الفقهاء، وقام بإعمار المساجد، وكان يلقي الدروس ويفتي ويقضي بين الناس، كما كانت له صلات عديدة مع رواد الفكر المستنير، ومهتماً بمجالسة العلماء ونشر المعارف وطبع الكتب وتوزيعها.
ومنذ بزوغ فجر الدولة، ظل التعليم في قطر، وما زال وسيبقى، خياراً إستراتيجياً للدولة، لن تحيد عنه أبداً، وفق ما تعكسه الخطط والإستراتيجيات والمخرجات الصادرة عن المنظومة التعليمية.
وكما هو معروف تاريخياً، فقد أُنشئت في قطر منذ ما يزيد على 70 عاماً أول مدرسة في الدولة، إلى أن أصبحت أعداد المدارس في تزايد، فيما بدأ التعليم الجامعي عام 1973م، حيث تأسست كُليتان للتربية في جامعة قطر.
أما اليوم فتضمُ جامعة قطر العديد من الكليات، منها: الآداب والعلوم، الإدارة والاقتصاد، التربية، الهندسة، العلوم الصحية، القانون، الطب، الصيدلة، الشريعة والدراسات الإسلامية، طب الأسنان.
وتتوفر في قطر العديد من الجامعات الخاصة التي تدرس المواد فيها باللغة الإنجليزية، مثل: كلية المجتمع، جامعة كالجاري، وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وأكاديمية قطر للمال والأعمال بالتعاون مع جامعة نورثامبيريا، ومركز قطر للقيادات بالتعاون مع جامعة جورج تاون، وكلية راس لفان للطوارئ والسلامة بالتنسيق مع جامعة سنترال لانكاشير، والأكاديمية الأولمبية القطرية بالتعاون مع جامعة ليدا الإسبانية، ومركز حكم القانون ومكافحة الفساد بالتعاون مع جامعة ساسكس، وأكاديمية قطر لعلوم الطيران، إلى غير ذلك(1).
وبلغة الأرقام، فقد زادت نسبة ميزانية قطاع التعليم من الناتج المحلي الإجمالي من 1.3% في عام 2012 – 2013 إلى 3.3% في عام 2018 – 2019م، نتيجة لتطبيق حزمة من الإصلاحات على نظام التعليم واستثمار قطر بالكثير من الموارد في هذا القطاع.
إثراء المسيرة التعليمية
وتشرف وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على المنظومة التعليمية في دولة قطر، حيث تعمل على بناء وتوسعة مؤسسات التعليم الأساسي، من خلال توفير مدارس وبدائل تعليمية متنوعة تلبي الاحتياجات الفردية للطلاب وأولياء الأمور.
وتوفر الوزارة للطلاب كل الترتيبات والتسهيلات والامتيازات التي بوسعها دعم وإثراء مسيرتهم التعليمية، كالابتعاث الحكومي والقسائم التعليمية وغيرها، علاوة على توفير أجود وأحسن الكوادر التعليمية والتربوية، وتقوم بإصدار التراخيص لهم وتدريبهم وتطويرهم عبر برامج ومراكز تستجيب لأجود المعايير، وتتوافق مع القيم والثقافة القطرية.
ويوصف تصميم مؤسسات التعليم في قطر بأنها تربوية عالية الجودة وملهمة، تستهدف إعداد جيل مفكر ومستقل وواثق، يعتمد على نفسه ويواكب بسلاسة تطور المجتمعات الحديثة، وذلك كأحد أهداف التعليم في دولة قطر، وبما يتسق مع رؤيتها الوطنية لعام 2030م.
وبهدف تمكين المجتمع القطري من تحقيق التنمية المستدامة، تستثمر الدولة استثمارات هائلة في قطاع التعليم، ولعل ما يميز التعليم في دولة قطر أنه تعليم متوفّر للجميع، فلكل طفل حق التعليم المجاني من الروضة، وأن منظومته على الصعيد الوطني مرّت، خلال السنوات الماضية، بمتغيرات أضافت لها وأثرتها، بوجود رابط قوي بين التعليم وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع؛ لذلك، فإن تقدم دولة قطر ما كان ليتحقق لولا تعليم أبنائها وبناتها ووصولهم إلى أعلى المراتب العلمية وحصولهم على أعلى الدرجات الأكاديمية.
مؤشرات دولية
على صعيد المؤشرات الدولية بالنسبة للتعليم في قطر، فقد تصدرت الدولة المركز الأول عربياً والرابع عالمياً في مؤشر جودة التعليم العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس عام 2019م، واحتلت قطر المركز الثامن عالمياً في مؤشر مهارات الخريجين، حسب تقرير التنافسية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس عام 2019م، كما احتلت قطر المرتبة الأولى عربياً والخامسة عالمياً في مؤشر جودة النظام التعليمي عام 2017 – 2018م، واحتلت المرتبة السابعة عالمياً في جودة الإدارة المدرسية عام 2017 – 2018م.
وعلاوة على ما سبق، فقد احتلت قطر المرتبة السادسة عالمياً في جودة الرياضيات والعلوم عام 2017 – 2018م، كما احتلت المرتبة العشرين عالمياً في مؤشر جودة مؤسسات البحث العلمي عام 2018 – 2019م، واحتلت المرتبة الخامسة في مجال توفر المهندسين والعلماء عام 2017 – 2018م، وكذلك احتلت المرتبة العاشرة عالمياً في مجال جودة التعليم الابتدائي، حسب تقرير التنافسية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس عام 2017 – 2018م.
ووفقا للبنك الدولي، يعد الإنفاق التعليمي في قطر للعام 2019م الذي مثل حوالي 3.3% من إجمالي الناتج المحلي، أحد أعلى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تم تخصيص حوالي 19.2 مليار ريال قطري (5.3 مليارات دولار) لقطاع التعليم من الميزانية، وهو ما يمثل حوالي 9.3% من إجمالي النفقات(2).
طموح أولياء الأمور
وفي ضوء المؤشرات السابقة، فإنه يسود طموح لأولياء الأمور بأن تعمل المؤسسة التعليمية على مواجهة أبرز التحديات التي تؤرقهم مع بداية العام الأكاديمي الجديد 2023 – 2024م، وفي مقدمة هذه التحديات الجوانب المادية، التي تستنزفها مستلزمات الانخراط في الدراسة، من مصاريف، ومستلزمات تعليمية، خاصة وأنه حسب مختلف التقديرات، فإن ميزانية تحضير الطالب للعام الدراسي يمكن أن تصل إلى 3 آلاف ريال للطالب الواحد فقط خلال العام، بالإضافة إلى رسوم مواصلات المدارس الخاصة التي تصل إلى 7 آلاف ريال، و10 آلاف ريال للدروس الخصوصية، ليصل إجمالي المبلغ المنفق على الطالب بجانب الرسوم الدراسية إلى 15 ألف ريال بالمتوسط، وفي أحيان كثيرة يتضاعف هذا المبلغ بسبب «بند الدروس الخصوصية» فقط، علاوة على الضغط الدراسي الذي يدفعهم لمزيد من الأعباء المادية باللجوء إلى المدرس الخصوصي.
________________________
(1) د. موزة المالكي، جريدة الراية، 18 أغسطس 2022م.
(2) موقع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر.
https://www.edu.gov.qa/ar/Pages/AboutMinistry/AboutMinistry.aspx