كانت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها من أم مشركة تدعى قُتَيْلة بنت عبدالعزى التي كانت زوجة لأبي بكر وطلقها قبل الإسلام، كانت ولدت له عبدالله، وأسماء.
وقد اخْتُلِف في إسلامها، قال النووي: اختلف العلماء في إسلام قتيلة هل أسلمت أم ماتت على كفرها، والأكثرون على موتها مشركة، وقال البيهقي: وليست بأم عائشة، وقال السيوطي: واختلف في إسلامها، والأكثر أنها ماتت مشركة.
وهذا الموقف بين أسماء وأمها رواه البخاري عن أسماء رضي الله عنها قالت: قدِمَت عليَّ أمي وهي مشركة في عهد قريش، إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدتهم «ما بين الحديبية والفتح»، فاستفتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: إن أمي قدِمت علي وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم، صِلي أمك»، فأنزل الله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {8} إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الممتحنة) (رواه البخاري).
قال ابن حجر في فتح الباري: قولها رضي الله عنها: «وهي راغبة»؛ أي في شيء تأخذه وهي على شركها، ولهذا استأذنت أسماء في أن تصلها، ولو كانت راغبة في الإسلام لم تحتج إلى إذن.
ونستخلص من هذا الموقف وجوب بر الوالدين ولو كانا كافرين أو فاسقين، ويكون برهما بالإحسان إليهما بالقول والفعل، وطاعتهما بالمستطاع فيما لا معصية فيه.
__________________
نقلاً عن كتاب «فتح الباري».