افتتحت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ممثلة في فريقها التطوعي “تراحم”، مركز إشراق للصحة النفسية في منطقة شانلي أورفا بتركيا، لمعالجة الآثار النفسية والاجتماعية لضحايا الكوارث والأزمات في المجتمعين السوري والتركي بالتعاون مع جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية.
يسعى المركز إلى تقديم الخدمات النفسية والاجتماعية للمأزومين نفسيًا ومرضى الاكتئاب، والإسهام في خلق نسيج مجتمعي معافى صحيًا من آثار ما بعد الصدمة، وكذلك تدريب وتأهيل المختصين النفسيين، وإعداد البحوث الميدانية التخصصية في هذا المجال.
وفي كلمته بافتتاح المركز، قال نائب المدير العام للاتصال المؤسسي في الهيئة الخيرية إبراهيم البدر إن الهيئة الخيرية حرصت على إنشاء هذا المركز على الأراضي التركية من أجل تقديم خدمات نفسية واجتماعية لخدمة اللاجئين السوريين الذين يعانون ويلات النزوح منذ 2011 بالدرجة الأولى، ولتخفيف حدة تداعيات صدمات الأزمات والكوارث.
وأشار إلى أنه مع دخول الأزمة السورية عامها الثالث عشر، لاتزال تلك الأزمة الإنسانية تتصدر جدول أعمالنا في الهيئة الخيرية بوصفها مأساة القرن، والكارثة الأكثر ألمًا وتعقيدًا، لما ترتب عليها من تهجير أكثر من 13 مليون لاجئ ونازح.
ولفت البدر إلى أنه إزاء هذا الوضع الإنساني المتفاقم، الذي يعيشه المهجرون السوريون، تواصل الهيئة الخيرية وفرقها التطوعية تدخلاتها الإنسانية النوعية بالتعاون مع شركائها في مسعى جاد لتخفيف معاناتهم، ومساعدتهم على التعافي والحياة الكريمة.
وأوضح أن مركز الصحة النفسية أحد التدخلات المهمة والنوعية التي تعنى بتقديم الدعم النفسي الوقائي والإرشادي والتأهيلي والعلاجي، آملًا أن يحقق النجاح المأمول، وأن يسهم في تلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية للمرضى الذين يقصدونه.
وذكر البدر أن المشروع أنشئ بعد إجراء العديد من الدراسات والأبحاث التي أشرفت عليها لجنة الدعم النفسي بفريق “تراحم” والتي يقودها د.عثمان العصفور، وهو استشاري كويتي ومعالج نفسي متخصص بإدارة الغضب وبرنامج إعداد المرشد النفسي، بالتعاون مع نخبة من المختصين في هذا المجال.
ونوه إلى أن هذا المركز يعد الأول من نوعه الذي يستهدف تقديم التدخل النفسي المناسب للمهجرين العرب في تركيا، والعمل على معالجة حالات الاكتئاب المتزايدة وآثار ما بعد الصدمة عند هذه الفئات، وتقديم خدمات الرعاية النفسية للأطفال وعلاج مشكلاتهم النفسية لتأمين مستقبل يتسم بالاستقرار والاتزان النفسي.
وأشار إلى أن الفريق أقام حفلًا وبرنامجًا للدعم النفسي للأطفال والأيتام السوريين، استفاد منه أكثر من 300 طفل وطفلة قدم لهم من خلاله برامج للدعم النفسي وعدة فقرات وألعاب حركية، وختم الحفل بتوزيع الألعاب عليهم.
وأضاف البدر أن الوفد وزع 100 حقيبة على الأيتام من أبناء اللاجئين السوريين، تحتوي على كسوة لفصل الشتاء، وشمل التوزيع تسليم 100 قسيمة شرائية لأسر المصابين والأرامل وفاقدي المعيل والأسر المتعففة، مشيرًا إلى قيام الوفد بتوزيع 1180 طردًا غذائيًا على الأسر المتضررة من الزلزال في ولاية مرعش.
وأشاد بدور السفارة الكويتية في تركيا، وحرصها عل تذليل جميع العقبات أمام القائمين على العمل الخيري الكويتي، وتسهيل مهمة المتطوعين الكويتيين ووصول مساعدات أهل الخير لأصحاب الحاجة.
وثمّن جهود أعضاء فريق تراحم التطوعي الذين يعملون بكل مسؤولية وروح متقدة، وهمّة عاليّة، من أجل الإسهام في العمل على حفظ كرامة المهجرين السوريين، وإعانتهم على مجابهة التحديّات والمخاطر والظروف القاسية، وتقديم صورة مشرقة للوجه الإنساني للكويت.