وقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ونماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعية اتفاقية منحة بهدف تقديم المساعدات ودعم إحالات الرعاية الصحية الثانوية للاجئين السوريين في لبنان، واستشارات الرعاية الصحية الأولية المدعومة للاجئين والمجتمعات المضيفة.
وقد وقع الاتفاقية كل من نسرين ربيعان، ممثلة المفوضية لدى دولة الكويت، ود. خالد المذكور، رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي، وبحضور سعد العتيبي، رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، ورئيس قطاع الاتصال وتكنولوجيا المعلومات في نماء الخيرية عبدالعزيز الكندري.
من خلال هذه المساهمة، ستتمكن المفوضية من دعم 320 فرداً، وتقديم 2000 استشارة صحية للاجئين والأسر في لبنان، ودعم تكلفة اللاجئين الذين يحتاجون إلى تدخلات عاجلة منقذة للحياة في المستشفيات، ودعم الاستشارات للاجئين السوريين واللبنانيين في مراكز الرعاية الصحية الأولية المدعومة.
من جانبه، قال رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي د. خالد مذكور المذكور: إن الشراكة بين نماء الخيرية بالجمعية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين تجسد القيم الإنسانية لا سيما في مساعدة النازحين واللاجئين ومن يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة.
وأكد د. المذكور أهمية الشراكة والتعاون في مجال العمل الخيري والإنساني، حيث لا يمكن لأي جهة العمل منفردة لتحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة، مبيناً أن الاتفاقية تجسد التزام الجمعية الجاد تجاه تحسين الظروف الصحية للاجئين والأسر الأشد احتياجاً في لبنان.
وقال د. المذكور: إن الشراكة في العمل الخيري والإنساني هي الأساس لتحقيق تأثير مستدام وفعال، فلا يمكن لأي مؤسسة أن تعمل بمفردها في مواجهة التحديات الإنسانية المعقدة، ونحن بحاجة إلى توحيد الجهود والتعاون الوثيق مع جميع الشركاء المحليين والدوليين لتقديم المساعدات اللازمة وتحسين جودة الحياة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها.
وأضاف د. المذكور: تجسد هذه الاتفاقية التزامنا العميق بتحسين الظروف الصحية للاجئين السوريين والأسر الأكثر احتياجاً في لبنان، ونؤمن بأن توفير الرعاية الصحية الأساسية والدعم الضروري حق إنساني يجب أن يكون متاحًا للجميع، ونفخر بأن نكون جزءًا من هذه المبادرة التي تعكس قيم التضامن والتعاون.
وأكد د. المذكور، في ختام تصريحه، ضرورة الاستمرار في تعزيز الشراكات والتعاون من أجل تحقيق أهداف هذه الاتفاقية وضمان تقديم الدعم اللازم للأفراد والأسر المحتاجة، معربًا عن تفاؤله بأن هذه الجهود المشتركة ستسهم في تحقيق نتائج إيجابية ومستدامة.
فيما أشادت ممثلة المفوضية نسرين ربيعان بالمساهمة الكريمة المقدمة من نماء الخيرية، وقالت: لا يزال لبنان أكبر بلد مضيف للاجئين في العالم من حيث نصيب الفرد، حيث تقدر الحكومة في لبنان أن وجود 1.5 مليون لاجئ سوري، يواجه لبنان حالياً أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، وقد أدى الانكماش الاجتماعي والاقتصادي إلى ارتفاع هائل في نسبة الفقر المدقع وأخطار الحماية للاجئين والمجتمعات المضيفة، ونأمل أن يسهم هذا التبرع في تخفيف بعض من الأعباء الملقاة على عاتق العائلات ومساعدتهم بطريقة تحفظ كرامتهم من خلال المساعدات الصحية، التي ستسمح لهم بتحديد أولويات الرعاية الصحية لديهم وتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً.
وأضافت: نقدر شراكتنا الإنسانية مع جمعية الإصلاح الاجتماعي، التي تعكس الالتزام الراسخ لدولة الكويت بكافة هيئاتها الحكومية والإنسانية والقطاع الخاص بمد يد العون للاجئين والمجتمعات المضيفة أينما كانوا، خاصة في ظل تزايد الأوضاع الإنسانية الممتدة حول العالم وشح التمويل.
وأشاد القائم بالأعمال في سفارة لبنان لدى دولة الكويت أحمد عرفه بالجهود الإنسانية والعمل الخيري الذي تقوم به دولة الكويت، وأكد أن العمل الخيري الكويتي جزء لا يتجزأ من الثقافة والمجتمع الكويتي، حيث يبدأ من القيادة السامية ويمتد إلى الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والشعب الكويتي بأسره.
وأشار عرفه إلى تجربته السابقة في الأمم المتحدة، حيث كان شاهداً على أفعال الخير التي تقدمها الكويت ليس فقط في لبنان، بل في العالم أجمع، من خلال الصندوق الكويتي للتنمية، وأوضح أن الكويت لها دور كبير في بناء المستشفيات والمدارس، وحفر الآبار، وتطوير البنى التحتية في العديد من دول العالم.
وفي حديثه عن جهود نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي في لبنان، أعرب عرفه عن تقديره العميق لعمل الجمعية الدؤوب والمستمر، مشيراً إلى أن هذه الجهود محل تقدير عالٍ، وقدم شكره لدولة الكويت على هذه المبادرة الإنسانية، التي تأتي في إطار اتفاقية تعنى باللاجئين السوريين في لبنان، حيث يشكلون ثلث السكان.
وأكد عرفه أن ديننا الحنيف يحث على التكافل الاجتماعي، وأن القانون الدولي يطالب بضرورة تقاسم الأعباء، وأشار إلى أن هذه المبادرة ليست الأولى من قبل نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي في لبنان، حيث تسعى الجمعية من خلالها إلى التخفيف عن كاهل النازحين واللبنانيين على حد سواء.
واختتم عرفه تصريحه بالشكر والتقدير لدولة الكويت وجميع الجهات المعنية على جهودهم الكبيرة والمستمرة في دعم لبنان وشعبه، مؤكداً أن هذه الجهود تعكس الروح الإنسانية السامية التي تتحلى بها دولة الكويت قيادة وشعباً.
وقال رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية سعد مرزوق العتيبي: في إطار التزامنا المستمر بتعزيز الدعم الإنساني وتقديم العون للأشقاء السوريين اللاجئين في لبنان، يرحب اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية بالاتفاقية الجديدة التي تهدف إلى تقديم المساعدات الضرورية ودعم إحالات الرعاية الصحية الثانوية للاجئين السوريين، تشمل هذه المبادرة أيضًا توفير استشارات الرعاية الصحية الأولية المدعومة للاجئين والمجتمعات المضيفة.
وقال العتيبي: نحن في اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية نثمن هذه الاتفاقية التي ستسهم بشكل كبير في تحسين جودة الحياة للاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في لبنان، إن تقديم الرعاية الصحية الأساسية والضرورية يعكس التزامنا المستمر بدعم الإنسانية والوقوف بجانب المحتاجين في أصعب الظروف، ونحن على ثقة بأن هذه الجهود ستحدث فارقًا إيجابيًا وستسهم في تخفيف المعاناة وتعزيز الصحة والرفاهية.
وأضاف العتيبي: نعمل جاهدين لتوحيد جهود الجمعيات والمبرات الخيرية تحت مظلة واحدة لتقديم الدعم الأكثر فعالية وشمولية، وأن تعاوننا مع الشركاء المحليين والدوليين يعكس عزمنا على مواجهة التحديات الإنسانية بروح من التضامن والمشاركة.
وأوضح العتيبي أن الكويت كانت ولا تزال تؤدي دورًا محوريًا في معالجة القضايا الإقليمية على مدار عقود من الزمن بتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، مؤكداً حرص دولة الكويت على أن تكون سباقة في تقديم المبادرات الدبلوماسية والسياسية لحل النزاعات وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، تلتزم الكويت بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للدول الشقيقة والصديقة التي تواجه أزمات إنسانية، سواء من خلال المساعدات المالية أو اللوجستية أو من خلال تفعيل دور منظماتها الخيرية المتعددة، كما تعتبر الكويت عضوًا فاعلًا في المنظمات الإقليمية والدولية، حيث تسعى دائمًا لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول لتحقيق الأمن والازدهار للجميع.
وفي ختام تصريحه، أكد العتيبي أهمية استمرار الدعم والتعاون بين مختلف الجهات لتحقيق أهداف هذه الاتفاقية وتحقيق تأثير مستدام في حياة اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
من جانبه، قال رئيس قطاع الاتصال وتكنولوجيا المعلومات في نماء الخيرية عبدالعزيز الكندري: هذه الاتفاقية تجسد التزامنا الجاد والمشترك تجاه تحسين ظروف اللاجئين والمجتمعات المضيفة ودعمهم في هذه الفترة الحرجة، وندرك أهمية هذه الخطوة للفئات الأكثر ضعفًا في مجتمعنا، ونعتزم بذل كل جهد ممكن لضمان تحقيق الأهداف المحددة في هذا الاتفاق.
وتابع الكندري أن التعاون بين نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي ومفوضية شؤون اللاجئين مثال على كيفية العمل الجماعي لتحقيق الخير والعطاء في العالم.
وتابع أننا ندرك الأهمية البالغة لهذا التعاون في الدعم المشترك لمن يحتاجون، فمشاريع نماء الخيرية التعليمية والصحية والإغاثية في لبنان تشكل جزءًا أساسيًا من رؤيتنا لدعم وتحسين الحياة في هذه المناطق.
وأوضح الكندري أن نماء الخيرية تعمل جاهدة على تقديم المساعدة في مجموعة متنوعة من المجالات لدعم الناس وتحسين جودة حياتهم.
في عام 2023م، شهد لبنان تدهوراً إضافياً في الوضع الاجتماعي والاقتصادي مع ارتفاع الضغط على الموارد والبنية التحتية، ومعاناة المؤسسات العامة، وتزايد الحواجز للحصول على الخدمات الأساسية والمساعدات بسبب التضخم وارتفاع أسعار الوقود وضعف خدمات الاتصالات ونقص الكهرباء.
ولا تزال هذه العوامل تفاقم التحديات التي تواجهها الفئات الأكثر ضعفاً مثل كبار السن والأسر التي تعيلها نساء والأشخاص ذوي الإعاقة.
ويشمل دعم المفوضية للرعاية الصحية الأولية في لبنان العديد من الخدمات الرئيسة، مثل: دعم رسوم الاستشارات والفحوصات المخبرية للحالات الحرجة، وخدمات صحة الأم والطفل، والأمراض غير السارية، بالإضافة إلى ذلك، يوفر الدعم خدمات التحصين والأدوية المجانية، إلى جانب برامج التوعية الصحية والتوعية داخل مرافق الرعاية الصحية وفي المجتمع.