قتل الاحتلال «الإسرائيلي» 165 صحفيًا وصحفية في قطاع غزة خلال عدوانه المستمر، حيث استهدفت عمليات الاغتيال هؤلاء الصحفيين أثناء تأدية مهامهم أو حتى في منازلهم مع عائلاتهم وأقاربهم، في محاولة واضحة لمنع التغطية الإعلامية والتأثير عليها.
ظهر جليًا أن جيش الاحتلال يسعى لطمس الصورة والكلمة من غزة عبر استهدافه المتعمد للصحفيين وقتلهم، ومنع زملائهم الأجانب من دخول القطاع منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر.
وكان من بين آخر الشهداء الصحفيين في القطاع مراسل قناة «الجزيرة» إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، اللذان اغتالهما الاحتلال بقصف سيارتهما في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، يوم الأربعاء 31 يوليو الماضي.
ويفوق عدد الصحفيين الذين قتلوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان عدد الإعلاميين الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م) وحرب فيتنام (1955 – 1975م) والحرب الكورية (1950 – 1953م).
وعلى الرغم من هذه الاستهدافات المستمرة، يواصل الصحفيون في غزة العمل بتفانٍ لنقل جرائم الاحتلال وتوثيقها للعالم، يقول مراسل «الجزيرة» في خان يونس رامي أبو طعيمة: هناك سياسة مجنونة للاحتلال باستهداف الصحفيين الذين ينقلون الرسالة ويفضحون جرائم الاحتلال «الإسرائيلي».
وأكد أبو طعيمة: الاحتلال «الإسرائيلي» استهدف العديد من الصحفيين وعائلاتهم لطمس الحقيقة والرواية الفلسطينية، لكن رسالة الصحفيين واضحة: لن توقفهم هذه السياسة الإجرامية.
بدوره، شدد مراسل قناة «الغد» في غزة إبراهيم قنن على أن الصحفيين مستمرون في تغطية العدوان رغم جرائم الاغتيال، وقال قنن: الكلمة مهددة بالاغتيال والقتل من قبل الاحتلال «الإسرائيلي»، ولكن زملاءنا مستمرون في إيصال صوت المظلومين في غزة، وأضاف: الاحتلال اغتال عشرات الصحفيين مثل سامر أبو دقة، ومحمد أبو حطب، ورغم ذلك، نقول لـ«إسرائيل»: مهما قتلتم، فإن الصحفيين سيبقون أمناء على الكلمة والصورة حتى زوال الاحتلال.
ويصف صلاح عبدالعاطي، مدير الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) اغتيال الصحفي الغول بأنه جريمة حرب وقعت أثناء تأديته لمهمته الصحفية، ويوضح أن قوات الاحتلال قصفت مبنى قريبًا لترويع الصحفيين، ثم لاحقت سيارة الغول، مراسل قناة «الجزيرة»، لتغتاله وزميله رامي الريفي في جريمة حرب جديدة.
وأفاد عبدالعاطي بأن اغتيال الصحفيين جزء من سياسة ممنهجة لمنع تغطية الجرائم «الإسرائيلية» ونقل معاناة الشعب الفلسطيني، مما رفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 165 منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر.
ويشير إلى أن مجلس الأمن الدولي واتفاقيات جنيف تضمن للصحفيين الحق في التغطية، وتعتبر استهدافهم جريمة ترتقي إلى جرائم الحرب.
وطالب عبدالعاطي المجتمع الدولي بالتحرك لوقف العدوان والإبادة المستمرة، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال، ووجه نداءً للاتحاد الدولي للصحفيين والمؤسسات الإعلامية لدعم الصحفيين الفلسطينيين وفضح الجرائم «الإسرائيلية» ضدهم ومحاسبة الجناة.
وتقدمت منظمة «مراسلون بلا حدود» بطلب لدى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين، مؤكدة أن بعضهم وقع ضحية جرائم قتل متعمدة من قبل جيش الاحتلال.
وفي مطلع يناير الماضي، صرّح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بأن الجرائم ضد الصحفيين مشمولة في تحقيقه حول جرائم الحرب في غزة.
المصدر:
الجزيرة نت
الخليج العربي
قناة الغد