يتناول كتاب «الهشاشة النفسية» للدكتور إسماعيل عرفة بعمق ظاهرة أصبحت محورية في مجتمعاتنا العربية، وهي الهشاشة النفسية، ويوضح الكتاب كيف بدأت هذه الظاهرة تتجلى بشكل واضح منذ عام 2010م، حيث تحولت التحديات اليومية إلى عبء كبير يؤثر على الشباب والأطفال، مما جعلهم أكثر عرضة للانكسار النفسي.
التنمر والهشاشة النفسية
يستهل د. عرفة كتابه بالتركيز على الانتشار الواسع لمصطلح «التنمر» في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، ويبين كيف فقد المصطلح معناه الأصلي ليصبح مجرد وسم يُطلق على أي خلاف بسيط، ثم ينتقل لتوضيح مفهوم الهشاشة النفسية كتضخيم للمواقف البسيطة؛ ما يجعل الفرد يشعر بالعجز والانهيار أمام التحديات الحياتية.
جيل رقائق الثلج
في الفصل الأول، الذي يحمل عنوان «جيل رقائق الثلج»، يشبه د. عرفة الأجيال الجديدة برقاقات الثلج، مشيراً إلى سرعة تأثرها وتفككها تحت ضغوط الحياة، ويناقش الكاتب كيف أن الدلال الزائد من الأهل أسهم في نشوء جيل غير قادر على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس.
هوس الطب النفسي
يناقش الفصل الثاني بعنوان «هوس الطب النفسي» تطور مفهوم الصدمة ليشمل أي تجربة سلبية يمر بها الفرد، محذراً من الاعتماد المفرط على الطب النفسي والأدوية في التعامل مع مشكلات يمكن مواجهتها بطرق طبيعية، ويؤكد ضرورة بناء علاقات اجتماعية قوية واستغلال الوقت في نشاطات مفيدة.
الفراغ العاطفي والوجودي
في الفصل الثالث، يتناول مفهوم الفراغ العاطفي وتأثير ضعف الروابط الأسرية وانعدام التواصل الإنساني في تعزيز الهشاشة النفسية، كما يتطرق إلى دور الإعلام في تصوير العلاقات بين الجنسين بشكل غير واقعي.
«السوشيال ميديا».. أصل كل الشرور
في الفصل الرابع، يتناول الكتاب تأثير «السوشيال ميديا» في تعزيز الهشاشة النفسية، ويبين كيف يسهم هذا العالم الرقمي في نشر النرجسية وتشتيت الانتباه، محذراً من فقدان الوقت وزيادة الهشاشة النفسية عند الفشل في تحقيق التوقعات الرقمية.
لا تحكم على الآخرين!
يتناول الكاتب في الفصل الخامس موضوع الحكم على الآخرين، موضحاً أن تجنب الحكم بالكامل ليس التسامح الحقيقي، بل يشير إلى أهمية الحكم العادل المستند إلى الأخلاق والوقائع.
مشاعرك الداخلية.. أسوأ حكم في حياتك
في الفصل السادس، يناقش كيف أن التركيز المفرط على المشاعر في الثقافة الحديثة يؤدي إلى توتر في العلاقات وزيادة الهشاشة النفسية، ويحث على ضرورة تحقيق توازن بين المشاعر والواقع.
مخدرات الشغف
في الفصل السابع، ينتقد الكتاب الخطابات التحفيزية الواهمة التي تقدم شعورًا مؤقتًا بالحماس؛ مما يؤدي إلى صدمات نفسية عند مواجهة الواقع، ويقترح تقديم خطط واقعية تساعد الشباب على فهم متطلبات الحياة العملية.
مفتاح النجاة: أنا مريض نفسي إذن أنا أفعل ما أريد
يختتم الكتاب بالفصل الثامن، حيث يحذر من تبرير الأفعال السيئة باستخدام الحالة النفسية كذريعة، ويؤكد أهمية الاعتدال في تطبيق القوانين والمبادئ الشرعية لتحديد المسؤولية الجنائية.