في 15 أغسطس، تحل الذكرى الحادية عشرة لرحيل د. عبدالرحمن السميط، الطبيب الكويتي والداعية الإسلامي، الذي كان بمثابة نموذج عالمي يحتذى به في مجال العمل الخيري والإنساني.
لم يكن د. السميط مجرد طبيب أو داعية، بل كان رمزًا للعطاء الإنساني على مستوى العالم، يحمل في قلبه انتماءً عميقًا للكويت، التي غرست فيه قيم الكرم والعطاء، وسعى من خلال أعماله إلى رفع راية بلاده في كل بقعة وصلها.
منذ شبابه، كان د. السميط مشغولًا بفكرة العطاء وخدمة الآخرين، لم ينتظر أن يكبر أو يتبوأ مناصب عليا ليبدأ في خدمة الإنسانية، بل بدأ مسيرته الخيرية في مقتبل عمره، حيث أدرك أن الشباب يمتلكون طاقة وحماسة يمكن أن تغير العالم إذا تم توجيهها نحو الخير.
تأسيسه لجمعية «العون المباشر» وهو في ريعان شبابه كان دليلًا على أن العمل الخيري لا يعرف عمرًا معينًا، بل ينبع من إيمان عميق ورغبة صادقة في إحداث فرق في حياة الآخرين.
انطلق د. السميط من الكويت، لكنه تجاوز بإنسانيته الحدود الجغرافية ليصبح شخصية عالمية مؤثرة، نجح في بناء جسور من الثقة والمحبة مع شعوب أفريقيا، حيث استطاع عبر مشاريعه الخيرية تحويل حياة الملايين من الفقر والجهل إلى الأمل والمعرفة، حيث إن إنجازاته في مجالات التعليم والصحة والتنمية جعلت منه رمزًا عالميًا، ليس فقط في العالم الإسلامي، بل لدى كل من يؤمن بقيمة العمل الخيري.
كان السميط يدرك أهمية دور الشباب في دفع عجلة العمل الخيري، ولهذا كان يحرص دائمًا على تشجيعهم وتحفيزهم على المشاركة في المشاريع الإنسانية؛ ولذلك، فإن روح الشباب التي تمتع بها السميط في بداية مسيرته هي ذات الروح التي يجب أن نغرسها اليوم في نفوس الشباب الكويتي والعالمي على حد سواء، فالشباب هم قوة المجتمع، وهم القادرون على متابعة هذا الإرث العظيم وتحويله إلى واقع مستمر.
وفي هذه الذكرى، نحن مطالبون بتكريم مسيرة د. السميط من خلال الاستمرار في مشاريعه ومضاعفة جهودنا في مجال العمل الخيري، يجب أن يكون الشباب في مقدمة هذه الجهود، حاملين معهم قيم د. السميط التي تجمع بين الانتماء الوطني والإنسانية العالمية، فهم القادرون على مواصلة هذا الإرث وتحويله إلى حركة مستدامة تعكس القيم الكويتية وتربطها بأوسع آفاق الإنسانية.
ختامًا، علينا أن ندرك أن ذكرى د. عبدالرحمن السميط ليست مجرد تذكار لشخصية تاريخية، بل دعوة لكل شاب وشابة بأن يسهموا في بناء عالم أفضل، متأثرين بروح السميط وعزيمته، لنستمر في هذا الدرب، ولنضع الكويت في مقدمة الدول التي تساهم في رفع معاناة البشر، مستلهمين في ذلك مسيرة رجل خلد اسمه بأعماله الخيرية التي ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.