في فجر الثلاثاء 27 أغسطس 2024م، فُجع العالم الإسلامي بوفاة العلَّامة محمد أحمد الراشد، أحد أبرز المفكرين والدعاة الإسلاميين في العصر الحديث، في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وُلد عبدالمنعم صالح العلي العزي، الشهير بمحمد أحمد الراشد في بغداد عام 1938م، وتربى في حي الأعظمية وسط عائلة تنتمي لعشيرة بني عز العربية.
منذ صغره أظهر نبوغاً واهتماماً بالعلم وبدأ بتصفح المجلات الأدبية وهو في الثامنة
منذ صغره، أظهر الراشد نبوغاً واهتماماً بالعلم، حيث بدأ بتصفح المجلات الأدبية وهو في سن الثامنة، وتلقى دعماً كبيراً من أسرته لمواصلة تعليمه، مما صقل لديه حب القراءة والمعرفة.
تلقى الراشد تعليمه الابتدائي في مدرسة تطبيقات دار المعلمين، وهي من أرقى المدارس في العراق، وبرز منذ طفولته بالنشاط والتفوق الدراسي، إذ كان يجيد العديد من الرياضات كالسباحة وكرة القدم، وكان لا يفتر عن التجوال على دراجته الهوائية، ودرس الراشد في كلية الحقوق بجامعة بغداد، حيث تعمق في علوم الشريعة والفقه المقارن، وتخرج فيها عام 1962م.
في مجال الدعوة، تتلمذ الراشد على يد عدد من كبار العلماء، من بينهم الشيخ عبدالكريم الشيخلي، ود. تقي الدين الهلالي، والشيخ أمجد الزهاوي، وتأثر الراشد بشكل خاص بفكر محمد محمود الصواف، وقصائد وليد الأعظمي، وشكلت هذه الشخصيات مرجعية له في بناء منهجه الدعوي.
تتلمذ على عدد من كبار العلماء منهم الشيخلي والهلالي والزهاوي والصواف
مسيرته الدعوية
بدأ الراشد مسيرته الدعوية منذ صغره، حيث انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في العراق وهو في الثالثة عشرة من عمره، ومع تصاعد الأحداث السياسية في العراق والوطن العربي، انخرط الراشد بشكل أعمق في العمل الدعوي، وبدأ يركز على تطوير منهجية تربوية علاجية لمواجهة التحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية.
اضطر الراشد لمغادرة العراق في بداية السبعينيات بسبب الظروف الأمنية، وانتقل للعيش في الكويت ثم الإمارات وماليزيا، خلال تنقلاته، واصل نشر فقه الدعوة من خلال إلقاء المحاضرات والدروس وكتابة الكتب التي تميزت بأسلوب أدبي رفيع، من أبرز مؤلفاته «المنطلق»، و«العوائق»، و«صناعة الحياة»، التي أصبحت مرجعاً مهماً للدعاة في مختلف أنحاء العالم.
عمل على توحيد صفوف الدعاة وتطوير العمل الدعوي وقدم إسهاماته الفكرية والدعوية
عمل الراشد على توحيد صفوف الدعاة وتطوير العمل الدعوي وقدم إسهاماته الفكرية والدعوية، متنقلاً بين دول مختلفة، لنشر الفقه الدعوي ورفع راية الدعوة الإسلامية.
و«المجتمع» إذ تتقدم باسم رئيس تحريرها والعاملين بها بأحر التعازي والمواساة في فقيد الأمة الإسلامية، سائلة الله عز وجل له الرحمة والغفران، وأن يسكنه فسيح جناته.