لم يعد يخفى على أي مسلم اليوم مقدار الحاجة الملحة للعودة إلى كتاب الله وتدبره لمواجهة أزمات الحياة التي لا تنتهي، بالإضافة إلى الأحداث الجارية في بلاد المسلمين شرقًا وغربًا، التي تضيق لها الصدور وتنقبض لها القلوب، فما أجمل العودة لمصدر التشريع الأول والمنهج الرباني الذي جاء ليكون دستورًا لحياتنا ومصدراً لسعادتنا في الدنيا والآخرة!
لربما يشتكي الكثيرون من عدم القدرة على تدبر آيات الله، وقد تعود أسباب ذلك لعدة موانع تقف حاجزًا بين العبد وكتاب ربه، منها ما هو متعلق بحضور قلبه للإقبال على كلام الله بروح جديدة تنهل من خيراته ودرره، ومنها ما هو متعلق بوساوس الشيطان وتشغيبه وإشغال المسلم بملهيات الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي أبدًا.
ولذلك، كان لا بد من وقفة جادة لإيجاد سبيل لحل هذه المعضلة وإعانة المسلم، خاصة في ظل هذا الزمان الذي يعج بالكوارث والملمات هنا وهناك.
من هذا المنطلق نطرح عددًا من الوسائل المعينة على تدبر القرآن وحسن اغتنام خيراته التي لا تنفد، منها:
1- الاستماع والقراءة الصحيحة للقرآن الكريم ومراعاة أحكام تلاوته؛ القاعدة الأساسية لصلة المسلم بالقرآن.
2- محاولة فهم ألفاظه والمعنى المبسط للآيات، والإلمام بمعاني الكلمات الصعبة؛ الخطوة الثانية الأساسية في عصر أصبحت فيه اللغة العربية غريبة بين أهلها.
3- حفظ آياته قدر الإمكان والاستطاعة لاستشعارها فيما بعد عند مواجهة الحياة ومواقفها لاستحضار الحلول ومواجهة المشكلات الطارئة.
4- عمل جلسات دورية للوقفات التدبرية بعد قراءة الورد اليومي أو الأسبوعي، واستخراج 3 توجيهات عامة من الورد الذي تمت قراءته سواء كانت هذه التوجيهات تربوية أو أخلاقية أو عقدية أو غير ذلك.
5- السعي لتطبيق هذه التوجيهات، واستشعار أنك مخاطب ومكلف بها بشكل شخصي.