في إطار الذكرى السنوية الأولى لعملية «طوفان الأقصى» ضد الاحتلال الصهيوني، ألقى الناطق العسكري باسم «كتائب عز الدين القسام»، أبو عبيدة، كلمة سلطت الضوء على الأثر العميق لهذه العملية وما خلفته من تداعيات على العدو الصهيوني والمنطقة بأسرها.
في كلمته، تناول أبو عبيدة عدة رسائل مهمة، وهنا أبرز 7 منها:
1- العملية الإستراتيجية ضد العدو:
أشار أبو عبيدة إلى أهمية عملية «الكوماندوز» التي نُفذت قبل عام، التي استهدفت فرقة عسكرية صهيونية معززة بكل منظومات القتال والاستخبارات.
هذه العملية شكلت ضربة استباقية للعدو، حيث كانت تخطط لضربة كبرى ضد المقاومة في غزة.
جاءت هذه الخطوة بعد تصاعد العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى، وزيادة الاستيطان، والاعتداءات على الأسرى؛ مما استدعى اتخاذ قرار بتنفيذ هجوم إستراتيجي.
2- الصمود الفلسطيني الأسطوري:
وصف أبو عبيدة الشعب الفلسطيني بأنه «أسطورة» في الصمود والتحدي، مشيرًا إلى أن غزة تقف شامخة أمام عظمة هذا الشعب، الذي يُعلم العالم معاني الكرامة والحرية.
كما أكد الاستمرار في المواجهة رغم كل الضغوط والمؤامرات، مقدمًا التحية للشعب الفلسطيني الذي صمد على مدار العام، وللشعوب التي وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية.
3- دور الجبهات المساندة من الخارج:
أكد أبو عبيدة أهمية الدعم الذي تتلقاه المقاومة من الجبهات المساندة في المنطقة، مثل لبنان واليمن والعراق، الذين انخرطوا بشكل مباشر في المعركة ضد العدو.
هذه الجبهات، بحسب أبي عبيدة، كان لها دور محوري في استنزاف قدرات العدو الأمنية والعسكرية، من خلال العمليات المشتركة وضرب الأهداف الإستراتيجية.
4- اغتيالات القادة:
رد أبو عبيدة على احتفاء العدو الصهيوني باغتيال قادة المقاومة، مؤكدًا أن هذه الاغتيالات لم ولن تكون نهاية المطاف لحركات التحرر.
وأشار إلى أن تاريخ المقاومة الفلسطينية مليء بأمثلة تثبت صمودها واستمرارها رغم الضربات القاسية، مستشهداً بالاغتيالات التاريخية التي لم تضعف عزيمة الشعب، بل زادته إصرارًا.
وقال: لو كانت الاغتيالات نصراً، لكانت المقاومة انتهت منذ اغتيال الشيخ عز الدين القسام قبل 90 عاماً، ومع ذلك، استمرت المقاومة وازدادت قوة، ولو كان البطش وهدم البيوت والانتقام يوقف المقاومة، لما كان أبطال غزة يذلون العدو في كل شارع وزقاق بعد كل حرب.
5- التصعيد في الضفة الغربية:
تحدث أبو عبيدة عن انتفاضة الأبطال في الضفة الغربية، مؤكدًا أن المقاومة هناك مستمرة في التصدي للعدو وردعه.
وأشاد بالعمليات البطولية التي ينفذها المقاومون في مدن الضفة، التي تسهم في تقويض استقرار العدو وإفشال مخططاته الاستيطانية.
وقال: يا مقاومي الضفة، لقد هزت عملياتكم كيان العدو، وندعوكم لتصعيدها للرد على عنجهية حكومة العدو النازية، آمال شعبنا وكرامته كانت دوماً رديفة لفوهات البنادق وضربات الرد المقدس ضد قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال، نحن على ثقة أن المقاومة ستواصل تصعيد ضرباتها.
6- مصير الأسرى:
تطرق أبو عبيدة إلى ملف أسرى العدو، مبينًا حرص المقاومة على سلامة الأسرى بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
لكنه حذر من تعنت حكومة الاحتلال التي تعرقل صفقة التبادل؛ مما يهدد حياة الأسرى نتيجة استمرار الاشتباكات والقصف.
وقال: نقول لجمهور الاحتلال وعائلات أسرهم: إنه كان بإمكانهم استعادة أسراهم أحياء منذ عام، لو أن ذلك تماشى مع طموحات نتنياهو ومصالحه، لكانت الصفقة تمت، حرصنا منذ اليوم الأول على حماية الأسرى والحفاظ على حياتهم.
وأضاف: لا يعقل أن نقصد قتل الأسرى أو إيذاءهم، فهذا ليس من تعاليم ديننا وهدفنا الإنساني من احتجاز الأسرى هو مبادلتهم بأسرانا وبحقوق شعبنا، ما حدث مع الأسرى الستة في رفح قد يتكرر طالما أن حكومة نتنياهو تتعنت وتضع العراقيل أمام صفقة التبادل.
وأوضح أنه بعد مقتل عدد من أسرى العدو بنيران جيشهم أو بتسبب حكومتهم، فإن حالة الأسرى المتبقين باتت صعبة للغاية، لا نستبعد أن يدخل ملفهم إلى نفق مظلم، ربما يخلق عشرات «رون أراد» جدد، ليكون ذلك أكبر دليل على فشل العدو الإستراتيجي والأخلاقي في تاريخه.
7- حملة تضامن.. ونداء للعلماء:
ودعا أبو عبيدة إلى أكبر تضامن إسلامي وعربي وعالمي مع الشعب الفلسطيني، مطالبًا بالدعم العسكري والمالي واللوجستي للمقاومة، وبالتظاهرات والاحتجاجات الشعبية، ومقاطعة العدو وحلفائه في كل مكان.
كما دعا لإطلاق أكبر حملة إعلامية عربية وإسلامية ودولية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومواجهة آلة الكذب الصهيو-أمريكية المضللة.
وحث أيضاً على شن أوسع هجوم سيبراني على الكيان الصهيوني من جميع خبراء الحرب الإلكترونية ومؤيدي المقاومة.
ووجه نداءً إلى نخب وعلماء الأمة، مطالبًا إياهم بالانتقال من مجرد التضامن القلبي واللفظي المحدود إلى أفعال أكثر تأثيرًا، واستثنى من خطابه بعض مَنْ كانت لهم مواقف جادة، وقال مخاطبًا العلماء والدعاة: هل تنتظرون يوماً تستيقظون فيه على خبر هدم المسجد الأقصى المبارك، لا قدر الله؟!
وأضاف أننا، وقد ودعنا شهر مولد نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فإن واجب نصرته يتجسد في الدفاع عن مسراه ومعراجه إلى السماء، الذي يتعرض كل يوم لاعتداءات الاحتلال ومحاولات التهويد، إن أضعف الإيمان هو أن يقوم العلماء بتوعية الأمة بحقيقة الصراع، وبيان شرعية وقدسية معركتنا، وفريضة الجهاد في الدفاع عن الأقصى وأرضنا المقدسة، بعيدًا عن الخطابات الطائفية التي تشتت وحدة الأمة.
وختم قائلاً: هذا ما نأمله منكم، يا أحفاد العز بن عبدالسلام، وأحمد بن حنبل، وابن تيمية، وغيرهم من علماء الإسلام الذين تصدوا لقضايا الأمة عبر العصور بشجاعة، واليوم، نحن بحاجة إلى شجاعة مماثلة منكم لمواجهة الظلم والعدوان.
واختتم أبو عبيدة خطابه بتوجيه رسالة للشعب الفلسطيني وأحرار العالم، مؤكداً أن المقاومة مستمرة في صمودها وكفاحها رغم كل التحديات.
وأعرب عن ثقته بنصر الله القادم، ودعا إلى تصعيد العمليات في الضفة الغربية والاستمرار في الضغط على العدو حتى تحقيق الأهداف المرجوة.