في عالم مليء بالأزمات الإنسانية المتزايدة، يبرز العمل الخيري كرسالة سامية تعكس قيم العطاء والإنسانية، وفي هذا السياق، سجلت نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي إنجازًا جديدًا يضاف إلى سجلها الحافل بالإنجازات، حيث حققت المركز الأول على مستوى الكويت، والمركز الـ54 على المستوى العالمي في تصنيف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)، ضمن قائمة المنظمات الداعمة للمساعدات الإنسانية.
هذا، وقال نائب الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية عبدالعزيز أحمد الكندري، في تصريح له: إن هذا الإنجاز يأتي في وقت يحتاج فيه العالم إلى المزيد من الجهود الخيرية المتواصلة لدعم الفئات الضعيفة والمتضررة من النزاعات والكوارث الطبيعية، ولم يكن هذا الإنجاز وليد الصدفة، بل نتيجة عمل دؤوب وشراكات إنسانية مستدامة، قادتها نماء الخيرية منذ انطلاقتها، سعيًا نحو تحقيق رؤيتها في تعزيز القيم الإنسانية ودعم المجتمعات المنكوبة في جميع أنحاء العالم.
وأوضح الكندري أن نماء الخيرية تفوقت حيث حازت المرتبة الأولى، في مشهد يؤكد جدارة نماء الخيرية بأن تكون نموذجًا يُحتذى به في العمل الخيري المؤسسي، ويعكس هذا الإنجاز المكانة المتميزة التي باتت تحتلها نماء على الساحة المحلية، كإحدى الجهات التي تتمتع بالكفاءة والسرعة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وفق أعلى معايير الشفافية والعدالة.
وتابع الكندري: أما على الساحة الدولية، فقد أدرج مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) نماء الخيرية في قائمة أفضل 100 منظمة خيرية حول العالم، حيث احتلت المركز الـ54 عالميًا، مبيناً أن هذا التصنيف العالمي هو شهادة على الجهود الحثيثة التي تبذلها نماء في المناطق الأشد حاجة، بما في ذلك مشاريع الإغاثة العاجلة، وبرامج التعليم، والرعاية الصحية، وإغاثة اللاجئين.
ويأتي هذا التصنيف العالمي في سياق نجاح نماء في بناء شبكة علاقات إنسانية مع المنظمات الدولية، وتحقيق الكفاءة العالية في استجابة الطوارئ وتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة.
وأشار الكندري إلى أن التميّز الذي حققته نماء الخيرية لم يكن مجرد صدفة، بل نتيجة عوامل أساسية، منها أن نماء الخيرية تضع خططًا مدروسة لمشاريعها، تضمن فيها تحقيق الاستدامة، والاستجابة السريعة للأزمات والكوارث كما أنها تلتزم بتطبيق معايير النزاهة والشفافية في توزيع المساعدات، حيث تُعنى بوصول كل تبرع إلى مستحقه بأفضل صورة ممكنة ولم تقتصر مشاريعها على توزيع المواد الإغاثية، بل توسعت لتشمل التعليم، والرعاية الصحية، والمياه، والتمكين الاقتصادي، ما جعل أثرها أشمل وأعمق إضافة إلى الاستجابة السريعة للطوارئ حيث عُرفت نماء بقدرتها على الاستجابة العاجلة في أوقات الكوارث، مثل الزلزال في تركيا وسورية، وأزمات قطاع غزة، إضافة إلى مناطق النزاع في اليمن وسورية إضافة إلى وقوف أهل الكويت خلف نماء الخيرية ودعمهم المستمر كان الوقود الحقيقي لهذا النجاح، لقد كان المتبرعون في قلب هذا الإنجاز، فهم شركاء في الأجر والمساهمة في تخفيف معاناة المتضررين حول العالم.
وأشار الكندري إلى أن هناك العديد من المشاريع التي ساهمت في تعزيز مكانتها محليًا وعالميًا، ومن أبرز هذه المشاريع حملات الإغاثة وحملات التعليم ورعاية الأيتام التي توفر للأطفال في مناطق النزاع التعليم، والملابس، والمستلزمات الدراسية ومشاريع الإغاثة الصحية التي تُعنى بتوفير الرعاية الصحية العاجلة في مناطق الحروب والكوارث والمبادرات المستدامة التي تركز على توفير مصادر دخل مستدامة للأسر الفقيرة، مثل مشاريع الكفالة والإنتاج الزراعي.
وأضاف الكندري أن كل متبرع ساهم في دعم نماء الخيرية له نصيب من هذا الإنجاز العظيم، فالمساهمة في مشاريع نماء، سواء كان ذلك عبر تبرع بسيط أو كفالة يتيم، تعني أنك شريك في هذا النجاح؛ لذلك نقول: شكراً لكم متبرعينا الكرام، فأنتم شركاء النجاح، وهذه الرسالة ليست مجرد شكر، بل دعوة للاستمرار في تقديم العطاء؛ لأن الأثر الإنساني لكل تبرع، مهما كان بسيطًا، يُسهم في رفع تصنيف نماء الخيرية دوليًا، ويضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها، لتكون الكويت في طليعة الدول التي تُعلي راية الإنسانية، مبيناً أن هذا الإنجاز ليس إنجازًا لنماء وحدها، بل هو إنجاز للكويت كلها؛ حكومةً وشعبًا، متوجهة بالشكر إلى كل متبرع ومساهم في هذه المسيرة المباركة.
واختتم الكندري تصريحه قائلاً: لم يكن هذا التصنيف نهاية المطاف، بل هو بداية لمسيرة جديدة من الإنجازات، ونؤكد في نماء الخيرية أن هذا الإنجاز يُلزمنا بمزيد من الالتزام بالعمل الدؤوب، وتحسين العمليات التشغيلية، وتعزيز الشفافية في الأداء، فالرسالة التي حملتها نماء لن تتوقف عند حدود النجاح، بل ستمضي في تحقيق رؤية الكويت الإنسانية، وتأكيد مكانتها كمنارة للعمل الإنساني في المنطقة والعالم.