أفتى بعض العلماء بوجوب اتباع آداب الدعاء خاصة فيما يتعلق بالدعاء لغزة، من ذلك أن يكون في الجماعة وفي صلاة المفرد، والنبي صلى الله عليه وسلم لما دعا كان يدعو أن يدعوا بها والبركة في الدعاء بألفاظه صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللهم أَنْجِ فلانا، الله
ردة من يلعن “إسرائيل” بالدعاء:
القول بأن من دعا على دولة “إسرائيل” فهو مرتد على الإسلام كلام لا يستقيم؛ لأن الردة تكون بسب نبي من أنبياء الله تعالى في هذه الحالة، ولا يخالف أحد في أن الدعاء على “إسرائيل” مقصود به الدعاء على دولة الكيان الصهيوني، وقد قرر الفقهاء أن العبرة بالمقاصد والمعاني لا الألفاظ والمباني، وأن القصود معتبرة في التسميات، وفي الحديث الصحيح: “إنما الأعمال بالنيات”، والقول داخل في العمل.
كما أنه من المقرر في الردة والتكفير أن القول إذا احتمل معنيين أحدهما يحمل على التكفير والآخر على الإيمان؛ قبل التأويل وقدم على التكفير.
الدعاء على من تسمى باسم الأنبياء:
وإذا تسمت طائفة باسم نبي مثلاً فإنه إذا دعي على المتسمى بهذا الاسم أو لعن، وجب حمل الكلام على العرف ونية المتكلم لا على المعنى الوضعي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في “مجموع الفتاوى” (7/ 114-115): اللفظ لا يستعمل قط إلا مقيداً بقيود لفظية موضوعة؛ والحال حال المتكلم والمستمع لا بد من اعتباره في جميع الكلام.. فإنه إذا عرف المتكلم فهم من معنى كلامه ما لا يفهم إذا لم يعرف؛ لأنه بذلك يعرف عادته في خطابه، واللفظ إنما يدل إذا عرف لغة المتكلم التي بها يتكلم وهي عادته وعرفه التي يعتادها في خطابه، ودلالة اللفظ على المعنى دلالة قصدية إرادية اختيارية، فالمتكلم يريد دلالة اللفظ على المعنى؛ فإذا اعتاد أن يعبر باللفظ عن المعنى كانت تلك لغته.
وقال في “مجموع الفتاوى” (31/ 143- 144): وإذا كان هذا هو المفهوم من هذا الكلام في عرف الناس وجب حمل كلام المتكلمين على عرفهم في خطابهم سواء كان عرفهم موافقاً للوضع اللغوي أو مخالفاً له، فإن كان موجب اللغة عود الشرط إلى الطبقات كلها فالعرف مقرر له، وإن فرض أن موجب اللغة قصره على الطبقة الأخيرة كان العرف مغيراً لذلك الوضع، وكلام الواقفين والحالفين والموصين ونحوهم محمول على الحقائق العرفية دون اللغوية.. انتهى.
وقد استعمل بعض الفقهاء المعاصرين كلمة “دولة إسرائيل” في بعض كتبهم، منهم الشيخ عبدالعزيز بن باز، مفتي المملكة السابق رحمه الله تعالى، فقال: التسامح وصفاء القلوب وتوحيد الصف واتفاق الكلمة على هدف واحد وهو اتباع الشريعة، وترك ما خالفها، والعمل على إزالة أثر العدوان اليهودي، والقضاء على ما يسمى بـ”دولة إسرائيل” نهائياً، وتكاتف جميع الجهود والقوى لهذا الغرض النبيل، مع الاستعانة بالله والاستنصار به في ذلك؛ عملاً بقول الله سبحانه 🙁 وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) (الأنفال:60)، وقوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ) (النساء:71)، وما جاء في هذا المعنى من الآيات والأحاديث.
ثم، إن القول بمنع الدعاء على “إسرائيل” والناس تقصد الدولة هو منع من عملٍ واجبٍ في النازلة التي وقعت بالمسلمين، فيناسبها فتح الذرائع لا سدها.