أرجعت المحللة السياسية الفرنسية كاترين دي ويندو Catherine de Wenden حادث الهجوم على مجلة “شارلي إيبدو” الذي تسبب في مقتل 12 شخصا، إلى تفشي الإسلاموفوبيا في فرنسا ، وقالت دي ويندو، المحاضرة بمعهد الدراسات السياسية في باريس، في حوار مع إذاعة دويتشه فيل
أرجعت المحللة السياسية الفرنسية كاترين دي ويندو Catherine de Wenden حادث الهجوم على مجلة “شارلي إيبدو” الذي تسبب في مقتل 12 شخصا، إلى تفشي الإسلاموفوبيا في فرنسا ، وقالت دي ويندو، المحاضرة بمعهد الدراسات السياسية في باريس، في حوار مع إذاعة دويتشه فيله الالمانية الأربعاء بحسب مصر العربية : ” مثلما هو الحال في ألمانيا، تحدث في فرنسا مظاهرات عامة مناهضة للدين الإسلامي”.
وتابعت: ” نشر مجلة شارلي إيبدو لانتقادات ساخرة من الإسلام، تحت مسمى حرية الصحافة، يمثل سبا لجزء من المجتمع الفرنسي المسلم” ، وضربت أمثلة لإصدارات أخرى تسببت في تفشي الإسلاموفوبيا في فرنسا، مثل “Le suicide francaise”، أو “الانتحار الفرنسي”، للكاتب إريك زيمور يتحدث فيه عن سقوط الجمهورية الفرنسية، ويهاجم خلالها الإسلام.
كما أن رواية “Submission” أو “الخضوع” للكاتب ميشال ويلبك، تتخيل فرنسا تحت تهديد “تيار التطرف اليميني”، ويحكمها رئيس مسلم ، وانتقدت المحللة الفرنسية مطالبات علمانية تدعو إلى حظر كافة الرموز الدينية، ومنعهم من الظهور العلني، بالإضافة إلى الهجوم على الإسلام من الجناح اليميني المتشدد.واستطردت: ”يواجه الإسلام انتقادات من جهات متعددة في فرنسا”.
وأردفت: ” منتقدو الإسلام في فرنسا يفعلون ذلك بحرية متزايدة. حزب الجبهة الوطنية(اليميني) بات بإمكانه التعبير عن مشاعره علنا بعكس ما كان يحدث سابقا، حينما كانت الصحافة تهاجمه بحدة” ، وبالإضافة إلى ذلك، اتهمت الكاتبة فرنسا أنها تضع الإسلام والمجتمع الإسلامي كبش فداء لتفسير زيادة معدل البطالة.
افتقاد نسبة كبيرة من المسلمين في المجتمع الفرنسي للتعليم والتدريب يمثل صعوبة في تكاملهم مع المجتمع الفرنسي، بما يجعلهم مرفوضين من شريحة كبيرة وتعتبرهم بمثابة أعداء.
كل هذه العوامل تسببت، وفقا للمحللة الفرنسية، في انتشار الإسلاموفوبيا في فرنسا، ودللت بذلك على الرواج الواسع لإصدارت مناهضة للإسلام.
وأشارت إلى أنه لا يمكن التحدث عن المجتمع الإسلامي بفرنسا باعتباره فصيلا واحدا، بل يتسم بالتعددية، وينقسم بين ممارس للعبادات وغير ممارس، ونوهت إلى أن قطاعا كبيرا من الفئة الأخيرة يتأقلمون مع العادات العلمانية الفرنسية.
وتعد فرنسا أحد أهم مقاصد الهجرة للمسلمين، وتضم نحو 6 مليون مسلم، أغلبهم جاء من الجزائر والمغرب ثم تركيا.
كما يعيش مسلمون في فرنسا من أصول إفريقية سمراء ، وشكلت تلك المجموعات الطبيعة المتباينة للمجتمع الفرنسي الإسلامي ، وواصلت تحليلها قائلة: ”ثمة محاولات متعددة من مسلمين ذوي خلفيات متباينة لتعريف أنفسهم كـ” فرنسيين”، لكن البعض عانى من الإقصاء، واختاروا تعريف أنفسهم من زاوية الدين بعد أن عجزوا عن إيجاد مكان لهم في في المجتمع. والبعض يشعر أن الدولة الفرنسية ليست مستعدة لمنحهم هذا المكا..لكنهم مع ذلك استثناء”.
واستدركت: ”ما يزيد عن نصف مسلمي فرنسا يحملون الجنسية، ويمارس أغلبيتهم شكلا معاصرا للإسلام، لا يرتبط على الأقل بالصورة النمطية التي تحاول مجموعات متطرفة نقلها عن الإسلام”.