أعلن وكيل وزارة التربية بالإنابة د. سعود الحربي الانتهاء من وضع خطة وطنية لتكريس المواطنة في المناهج الدراسية تركز على مفهوم الوسطية في الإسلام، والابتعاد عن الغلو والتطرف؛ تأكيداً لفلسفة المجتمع الكويتي القائمة على الاعتدال.
وقال د. الحربي الذي يترأس لجنة تطوير المناهج في الوزارة لـ”وكالة الأنباء الكويتية” (كونا): الوزارة أعدت دراسة لتعزيز الوسطية في المناهج الدراسية، سيتم الإعلان عن نتائجها قريباً، لافتاً إلى أن أهم توصياتها هي زيادة الاهتمام بمفاهيم الوسطية وأنشطتها الداعمة مع الانفتاح على الأسرة والمجتمع.
وأوضح أن الوزارة بدأت خطة تطويرية للمناهج في مرحلتها الثانية، مؤكداً أنها عملية شاملة لرفع الكفاءة لتكون أكثر فاعلية.
وأضاف الحربي أن أي خطة لن تحقق المطلوب منها إلا من خلال الجهود المجتمعية، مشدداً على ضرورة تلبية العملية التطويرية في المناهج متطلبات المجتمع واحتياجاته الوظيفية والقيمية والاجتماعية بشكل عام.
وقال: إن أول خطوة في عملية التطوير ستكون مع بداية العام الدراسي المقبل، وتحديداً مع الصف الأول الابتدائي؛ حيث سيكون هناك تطوير كبير في المواد الخمس الرئيسة، وتشمل اللغات العربية والإنجليزية والتربية الإسلامية والعلوم والرياضيات.
وأضاف أن التركيز تم على اللغة العربية بعد ملاحظة وجود مشكلة في تدريسها؛ لذا تم إعداد منهج جديد إضافة إلى الانتقال بالتعليم من الطريقة الكلية إلى الجزئية.
وأكد الانتهاء من مقررات التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية وهي الآن في مرحلة المراجعة والتقنين لمعرفة مدى ملاءمتها للطلبة، ومدى تحقيقها للأهداف التربوية، ومدى تأصيلها للقيم الإسلامية الصحيحة بعيداً عن التطرف والغلو والإرهاب.
وأوضح أن التطوير سيتواصل في السنة اللاحقة ليشمل من الصف الثاني الابتدائي وحتى السادس المتوسط، وهكذا لنصل خلال السنوات الأربع الأولى من الخطة إلى تطوير جميع المناهج في كل المراحل الدراسية، لافتاً إلى أن التطوير قد يكون عبر منهج جديد يضاف أو تطوير منهجي من خلال التعديل للمواءمة بصورة أكبر.
وعن المعايير التي تم اعتمادها للتطوير، قال د. الحربي: إن الوزارة فعلت معايير موجودة فعلياً؛ إذ تم مراجعة تلك المعايير بما يتوافق والنظرة العالمية، مشيراً إلى أن تلك التصورات وضعت بالتعاون مع البنك الدولي ومركز تطوير التعليم.
وحول تطوير مواد العلوم والرياضيات، أوضح أن الوزارة ستعتمد مناهج عالمية مطبقة في جميع الدول، وتمت ترجمتها بشكل يتلاءم مع البيئة الكويتية والعربية، لافتاً إلى أن العام الماضي تم تخفيض نحو 40% من المحتوى العلمي لتلك المواد للمرحلة المتوسطة بهدف التركيز على مهارات التفكير.
وأضاف بالقول: إنه مع بداية العام المقبل سيكون هناك تخفيض أيضاً في المحتوى والتركيز على المهارات للمواد من الصف العاشر وحتى الثاني عشر؛ سعياً إلى تعزيز المهارات الإبداعية وكيفية الحصول على المعلومات بدلاً من إعطائها للطالب.
وأكد أن طريقة التقييم المعتمدة حالياً بدورها ستتغير؛ إذ سيتم الاعتماد على قياس التحصيل وليس على قياس الأداء.