لم يخفِ الإعلام الإيراني فرحته بالقبض على أحد رموز الطائفة السُّنية في لبنان الشيخ أحمد الأسير الرجل الذي أثار حوله العديد من التساؤلات خاصة من عام 2013م الماضي وأحداث عين الحلوة.
يعتبر الشيخ أحمد الأسير أحد أبرز الوجوه والأسماء التي كانت متداولة في لبنان خلال السنوات الماضية بعد أن أصبح لدى البعض رمزاً مقاوماً لـ”حزب الله” خاصة، والذي كان يطلق عليه الأسير “حزب اللات”.
الأسير ولد في بيت فني عام 1968م في مدينة صيدا، ويقال: إن أمه على المذهب الشيعي وأب سُني، وهو ابن وسط فني كما يقال، حيث إن والده كان يعمل في مجال الغناء، وقد تخرج الشيخ الأسير في كُلّية الشريعة في جامعة بيروت الإسلامية، ونالَ إجازة ودبلوماً في الفقه المقارن، ثم بدأ يعد لنيل الماجستير، ولم يكمل المشوار.
سلاح “حزب الله”
يرى البعض أن هذا هو السبب الحقيقي وراء ملاحقي اعتقال الشيخ الأسير وهي دعوته لنزع السلاح المنتشر في يد الجماعات والقوى اللبنانية وعلى رئيسها “حزب الله” اللبناني، ليتصاعد الأمر ويصل ذروته في يونيو 2013م عندما وجد الأسير ومن معه من أنصاره في مواجهة مباشرة مع عناصر من الجيش قيل في حينها: إنهم رجال لـ”حزب الله” في الجيش اللبناني، وقد غرر بالأسير ليقع في فخ هذه المواجهة والتي أدت لمقتل أحد عناصر الجيش وإصابة آخرين ليتم مقاضاته بعدها ويحكم عليه بالإعدام هو ومجموعة كبيرة من مناصريه منهم الفنان المعتزل العائد فضل شاكر.
اعتقال في مطار “حزب الله”
في وقت سابق أمس السبت، أعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني، أنها ألقت القبض على الأسير وأحد مساعديه في مطار بيروت الدولي، والذي يسيطر عليه “حزب الله”.
وفي التفاصيل، أشارت المديرية إلى أنه وأثناء محاولة الشيخ أحمد الأسير مغادرة البلاد عبر مطار الشهيد رفيق الحريري إلى نيجيريا عبر القاهرة، مستخدماً وثيقة سفر فلسطينية مزورة وتأشيرة صحيحة للبلد المذكور، أوقف من قبل عناصر الأمن العام، وأحيل إلى مكتب شؤون المعلومات في المديرية المذكورة، حيث بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.
ردود فعل
في الوقت الذي احتفلت فيه الصحف المحسوبة على “حزب الله” وإيران بخبر القبض على الشيخ الأسير، توالت الدعوات المنددة بالأمر، فقد نقل موقع “الجزيرة نت” عن رئيس جمعية “اقرأ” الشيخ بلال دقماق وصفه لاعتقال الأسير بالنبأ الحزين.
وتساءل: لماذا يلقى القبض على الأسير فيما غيره قتل من الجيش اللبناني، وقتل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري ولا يستطيع أحد الوصول إليه أو اعتقاله.
وأضاف: لماذا لا يحاسب إلا أهل السُّنة وهم الأكثرية ويعتقلون ويقتلون، محملاً زعماء السُّنة وممثليهم في الحكومة المسؤولية عما تتعرض له الطائفة دون أن يحركوا ساكناً إلا للحفاظ على زعامتهم.
كما وأصدرت “هيئة العلماء المسلمين” بياناً، طالبت فيه أجهزة الدولة “الحكم بالعدل” في قضية أحمد الأسير.
ورأت أنه إن كان الشيخ الأسير قد أخطأ، وتم الإيقاع به، كي يظهر بصورة الخارج عن منطق الدولة، فإن هذا لا يعني إسقاط ما نادى به لعدة أشهر، لحصر السلاح في يد الجيش.