ما أكثر المعلومات التي تنتشر بيننا وهي خاطئة، سواء كانت صحية أو دينية أو ثقافية، والواجب تصحيحها أو لفت الانتباه إليها؛ لنحد من انتشارها.. ومن هذه المعلومات “فضل الأضحية”، فلا يوجد فيه حديث صحيح – حسب بحثي – يعتمد عليه في بيان الفضل، وإنما مرد ذلك أحاديث ضعيفة منتشرة.
وإليك قارئي العزيز طائفة من الأحاديث التي ورد فيها فضل الأضاحي..
” استفرهوا ضحاياكم، فإنها مطاياكم على الصراط“.
” من ضحى طيبة بها نفسه محتسبًا لأضحيته كانت له حجابًا من النار”.. وحديث: “يا أيها الناس ضحوا واحتسبوا بدمائها، فإن الدم وإن وقع في الأرض فإنه يقع في حرز الله“.
“ضحوا وطيِّبوا بها أنفسكم، فإنه ليس من مسلم يوجه ضحيته إلى القبلة إلا كان دمها وفرثها وصوفها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة، وكان يقول: أنفقوا قليلاً تؤجروا كثيرًا، إن الدم وإن وقع في التراب فهو في حرز اللّه حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة“.
قال – صلى اللّه عليه وسلم- لفاطمة: قومي فاشهدي أضحيتك، فإنه يغفر لك بأول قطرة من دمائها كل ذنب عملتيه، وقولي: قل إنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِله رب العالمين“.
“ما أنفقت الورق في شيء أحب إلى اللّه من نحير ينحر في يوم عيد”.. وحديث: “ما عمل ابن آدم في هذا اليوم أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحمًا مقطوعة توصل“.
“ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى اللّه من هراقة دم، وإنها لتأتى يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من اللّه عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسًا“.
“قالوا: يا رسول اللّه ما هذه الأضاحي قال: “سنة أبيكم إبراهيم”، قالوا: فما لنا فيها؟ قال: “بكل شعرة حسنة” قالوا: فالصوف؟ قال: “بكل شعرة من الصوف حسنة“.
الأحاديث السابقة رغم شهرتها وتكررها بين الناس إلا أنها تدور بين الضعيف والموضوع، وغير صحيحة، ويكفي الباحث أن يطلع على مصادر الحديث خاصة مواقع “ملتقى أهل الحديث، والدرر السنية، وموقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية“.
في هذا المقال معاذ الله أن أقلل من شأن الأضحية، أو أصد الناس عنها؛ وإنما الهدف بيان أنه لا يوجد فضل خاص بالأضحية بخلاف ما يجري على ألسنة بعض الخطباء، وما تنقله رسائل الواتسبيين.. والأضحية شعيرة من شعائر الله يجب تعظيمها، ويرى الإمام أبو حنيفة وجوبها على الأغنياء والموسرين، والجمهور على سنيتها، ثابتة بنص القرآن في قوله تعالى: (فصل لربك وانحر).. وفي سنة النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام- في قوله وفعله، ومنها أنه ضحى بكبشين.. وأنه داوم عليها في المدينة.
ونحن نضحي لأن الأضحية نسك أمر الله به، واقتداءً بنبينا الكريم، وتمسكاً بهديه وسنته.
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com