انطلقت، اليوم السبت، ولمدة يومين أعمال مؤتمر “إسطنبول الثاني لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إضاءات ومعالم”، بالمركز الثقافي “باغلاباشا” في الطرف الآسيوي لمدينة إسطنبول التركية، بمشاركة مستشار لجنة الأمن القومي بالبرلمان أمر الله إيشلر.
ويهدف المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة إسطنبول للبحوث والعلوم (إيثار) (وقف)، بمشاركة باحثين من أمريكا والمغرب والسعودية والأردن ومصر وسوريية وماليزيا والسودان، إلى تأسيس معرفي لتعليم اللغة العربية في تركيا، وتطوير مناهج تدريس اللغة العربية للطلبة الأتراك، بالإضافة إلى تأطير نظري للمناهج والانطلاق من العشوائية والتجارب الفردية إلى تأصيل معرفي في هذا المجال.
وقال أمر الله أشلر: لا بد للمسلمين أن يبذلوا جهودهم في إعداد مناهج للغة العربية لتعليمها إلى غير الناطقين بها، ولابد من تأليف مناهج خاصة للطلبة الأتراك، لأنهم يواجهون مشكلة في تعليمها، خاصة وأن نحو 15٪ من مفردات اللغة التركية هي أصلًا كلمات عربية.
وأضاف أشلر، خلال الكلمة الافتتاحية؛ أن هنالك تغييرات نُطقية تسبب مشكلات في تعلم اللغة العربية لدى الأتراك، وعندما نعلم طلبتنا اللغة العربية يواجهون مثل هذه المشكلات، ولابد أن تراعي الكتب التي تألف لتدريس الأتراك هذه الأمور، وأنا قمت بالإطلاع على بحوث المؤتمر، وهي بحوث مثمرة.
وتابع: أصبح وجود الإخوة العرب بيننا بعد “الربيع العربي” عاملاً نافعاً للأتراك، لأنهم يعلموننا اللغة، وهذه تعد لنا فرصة جيدة، ونحن ندين بدين السلم والسلام، والعالم الإسلامي بحاجة إلى فهم جديد وجيد إلى الفقه الإسلامي الحقيقي، بالإضافة إلى تأويل ناجح، وإلى بناء حضارة إسلامية جديدة تقوم على السلم.
وأضاف: المُعلم في تركيا عامل مهم لتعليم اللغة العربية، وفي السنوات الأخيرة زاد الاهتمام باللغة العربية في تركيا بشكل كبير، حيث كانت العربية تدرس في مدارس الأئمة والخطباء وكليات الشريعة فقط، ولكن منذ 10 سنوات ارتفعت هذه النسبة بشكل كبير جدًا، من خلال فتح مدارس خاصة لتعليم اللغة، بالإضافة إلى ازدياد المراكز والكليات والأقسام المختصة في ذات الشأن، كذلك سمحت الحكومة التركية بأن تكون مادة اللغة العربية مادة حرة لطلاب الابتدائية.
من جانب آخر، أشار راشد كشك، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإسلامية إلى أن مؤسسة إيثار تعتبر من أهم المؤسسات التركية في إسطنبول، ولا يمكن أن تكون مؤسسة عريقة لأنها مؤسسة حديثة العهد، ولكن لها أهداف كبيرة جداً.
وقال كشك: الإسلام فيه من الثقافة ما يخلِّص العالم كله من المشكلات التي يعاني منها، ونحن نعاني من فهم هذه الثقافة وإيصالها إلى العالم اليوم، والعالم الإسلامي بحاجة إلى هذا العمل العظيم، وهناك جهود جبارة تبذل من قبل علمائنا في خدمة ثقافتنا، ولكن هذا الشيء لا يكفي، ونحتاج إلى مزيد من العلماء، وهذا الجهد نراه مبذولًا في تركيا أكثر من الجهود التي تبذل في بلاد أخرى.
بدوره، قال رجب شان ترك، مدير وقف إيثار: إن اللغة العربية لنا كأتراك تُعدُّ جسراً إلى العالم العربي في هذا الوقت، لذلك يهم الأتراك تعليم اللغة، وفي تركيا هنالك أكثر من مليون شخص من الطلاب والمهنيين يريدون أن يتعلمونها، ومشكلتنا أننا لا نجد المناهج الأيسر والقوية في تعليمها، لذلك قررنا أن يكون عندنا مركز لتطوير مناهج اللغة العربية، ويجب علينا كمسلمين أن نتعاون في تقديم لغتنا بشكل أجمل.
وأضاف أن هدفنا في هذه المؤتمرات أن يقوم العلماء والمختصون بالاطلاع على المناهج في اللغات الأخرى، ونحن نهدف إلى إعداد الباحثين والعلماء للمستقبل، وهؤلاء يجب أن يكون عندهم اللغة العربية الحديثة والقديمة، واللغة العربية القديمة نأخذها من اللغة العثمانية.
وتأسست مؤسسة إسطنبول للبحوث والعلوم (إيثار) (غير حكومية) عام 2008م، وتهدف إلى إنشاء جيل واع ومثقف، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتنظيم العديد من البرامج التعليمية داخل تركيا، ومن أهمها تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بحسب المنظمين.