الحُبّ أرقى المشاعر الإنسانية التي منحها الله تعالى لقلوب العباد، ووهبها للخلق؛ لينتشر الوئام، وتسود المودّة، ويعمَّ الخير والأمان، الحب كالوردة تماماً يحتاج إلى رعاية واهتمام، فإن وُجدت العاطفة ووُجد الحنان الذي يروي الحب بات كحديقة ورود غنّاء تُعطي أجمل ما عندها، ويعبق شذى عطرها في كل مكان.
كم من العلاقات التي تقوم بين شريكين، وتفتقد إلى كثير من الأسس السليمة، ويفتقد حبهما إلى الكثير، فقد تغيب العاطفة والحنان، ويصبح الحب في غيابات النسيان، إن الحب غذاء الروح، وعطر القلب، وغيابه يجعل الإنسان يفتقد الكثير في حياته، فحياة من دون حب كحديقةٍ خاليةٍ من شتّى الورود والأزهار.
وحتى يبقى الحبُّ خالداً على مر الزمان، لا بد له من أسس سليمة يقوم عليها، ومن هذه الأسس:
أولاً: العاطفة
يحتاج الحبُّ إلى المشاعر المرهفة والأحاسيس المتدفقة والحنان الدافئ حتى يكبر ويزداد نماءً، فحُبٌّ بين شخصين لكنه من دون عاطفة ومشاعر يصبح مع مرور الزمن كالصخر المتحجر لا ينبض ولا يدق، ويتلاشى رويداً رويداً ويبدأ بالذبول والبهتان.
ثانياً: الاهتمام
يُعدُّ الاهتمام من أهم الأسس الداعمة للحب، فاهتمام الشريك بالطرف الآخر يترك انطباعاً جميلاً في النفس ويُحرك المشاعر ويشعلها، فكم من حب يحتاج إلى لفتةٍ صغيرة لدفعه إلى الأمام ليصرخ بأعلى صداه وبأجمل كلمات الحب.. ربما يحتاج الحب إلى كلمةٍ رقيقة نهمس بها في أذن مَنْ نحب، أو وردةٍ حمراء نقدمها بدون مناسبة تعبيراً عن المشاعر المتوقدة، أو ربما جلسةٍ رومانسيةٍ تحتويها شمعة مضيئة ويغلفها الحنان كفيلة لإعادة الحب إلى مجراه، هذه الأمور البسيطة هي أجمل أسرار الحب التي تعمل على بقائه، بل تشعله من جديد.
ثالثاً: الاحترام
يجب أن يقوم الحب على الاحترام المتبادل بين الشريكين، فاحترام كل طرف للآخر دليل على تقديره، كما أنه من الأسس القوية التي يُبنى عليها الحب ليبقى حيَّاً مدى الحياة، كما أنه يجب احترام شخصية الطرف الآخر بما تحتويه من متناقضات، فلكل إنسان شخصيته التي تميزه من غيره، ويصعب تغيير الطباع دفعة واحدة.
رابعاً: الثقة
وتعدُّ من أهم الأمور، إذ إن غياب الثقة، أو الشك بالطرف الآخر يسبب الحيرة والقلق النفسي والتوتر، كما أنه يؤدي إلى المشاجرات، وربما يؤدي إلى الانفصال، وهنا أُنَوّه إلى نقطة مهمة مرتبطة بالثقة ارتباطاً وثيقاً ووجودها يؤدي إلى الثقة التامة بالطرف الآخر وهي الوفاء والإخلاص في الحب، فما أجمل أن نرعى القلب الذي نحب ونحافظ عليه من هبّة الريح، وأن نصونه ليزداد الحب وتترسّخ جذوره في أعماقنا.
خامساً: كسر الروتين
إن الروتين المتكرر كل يوم يجعل من الحب باهت اللون، لا حياة فيه ولا طعم، وإن كسر الروتين بلفتات صغيرة، والتغيير المتجدد، ينعش الحب ويرجعه إلى أوج قوته وحيوته، كقول كلمات الحب والتعبير عن المشاعر بالقلب، وإضافة اللمسات الخاصة التي تضفي السحر والحب والحنان، كل ذلك كفيل بكسر الروتين وتغييره.
سادساً: الجرأة
يحتاج الحب إلى جرأة، وبُعْدٍ عن الخوف، وإلى الإقدام بكل شجاعة، فالانفتاح نحو الحب بلا خوف وبانطلاق نحو الحرية في التعبير عن مكنونات النفس ورغباتها بجرأة وبكل وضوح، يجعل من الحب كالسحر، له بريق خاص لا ينطفئ أبداً.
إنّ الحب كالقنديل المضيء، دوماً يحتاج إلى رعاية ليستمر في الإضاءة والعطاء، وليسطع النور في قلوبنا ونضيء فيه الكون بأكمله.
المصدر: “صيد الفوائد”.