أدار الحوار هاني صلاح
وصف الدكتور غزالي بن مد، عميد كلية الدراسات الإسلامية، جامعة فطاني، جنوب تايلاند، واقع الدعوة في تايلاند بأنه: “فرصة مهملة”، وعلل ذلك قائلا: “بالرغم من أنها أرض خصبة للدعوة الإسلامية، ويستطيع الدعاة القيام بكافة الأنشطة الدعوية بكل حرية وبلا أي قيود؛ وعلى الرغم من أن الحكومة التّايلانديّة تقدم للمدارس الإسلامية دعماً كاملاً في كافة مراحل التعليم قبل الجامعي؛ إلا أنه وللأسف تعد فرصة مضيعة لأسباب متعددة”..
وأشار دكتور مد إلى أنه: بالرغم من كافة الفرص المتاحة للدعاة في تايلاند؛ “إلا أنه ما زالت توجد مشاكل وصعوبات في المجال الدعوي في تايلاند، أبرزها أن: “أغلبية الدعاة ـ إلا القليل ـ من أئمة المساجد في عموم تايلاند لا يقومون بواجب الدعوة الإسلامية بكافة الفرصة المتاحة أمامه”..
وأرجع ذلك للمنهج الديني الذي يتم تدريسه في المدارس الإسلامية التقليدية في جنوب البلاد والتي تسمى (فوندوق) والخالي من أي علوم عصرية تمكن الطلاب الذين يصبحون لاحقاُ دعاة من التواصل الفعال مع المجتمع حولهم.
جاء ذلك في الجزء الأول من حوار: “واقع الدعوة والتعليم الإسلامي في دولة تايلاند”، وهو الحوار الرابع على الموقع الإلكتروني لـ”المجتمع” بالتشارك مع “مبادرة حوارات الأقليات المسلمة على الفيسبوك”، والتي يجريها الصحفي هاني صلاح على الصفحة العامة للحوارات بعنوان “الإسلام والمسلمون في العالم”.
وإلى الحوار..
المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح ـ منسق الحوار ـ وتتضمن ثلاثة أسئلة تعريفية بالحوار (أرقام: 1/2/3):
1 ـ نرجو إعطاء نبذة مختصرة عن واقع الدعوة الإسلامية في تايلاند، مع الإشارة إلى أبرز المؤسسات الدعوية في دولة تايلاند.
بداية: تايلاند.. “فرصة مهملة”؛ لأنها “أرض خصبة” للدعوة الإسلامية تقاليد وقانونا؛ ذلكم أن تايلاند التي يمثل البوذيون بها حوالي 95% من السكان تصل نسبة المسلمين بها حسب التقارير الحكومية الرسمية لنحو 4.5%.
ونشير إلى أنه:
1 ـ في مطلع ق21، كان رئيس البرلمان التايلاندي رجل مسلم متدين، وهو السيد “وان محمد نور مأتا”، وشغل مناصب عليا متعددة، وهو الآن عضو بالمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس مجلس الأمناء بجامعة فطاني تايلاند.
2 ـ أيضاً كان في مطلع ق21، رئيس أركان الجيش التايلاندي جنرال مسلم، وهو عضو مجلس الأمناء بجامعة فطاني بجنوب تايلاند.
3 ـ و”تايلاند”، بلد منفتح في كافة مجالات، فيها4 قنوات تلفزيونية فضائية إسلامية، إضافة إلى عدد لا يحصى من قنوات إذاعية إسلامية، وبالإضافة إلى البنك الإسلامي التايلاندي الحكومي، والمؤسسة المالية الإسلامية الأهلية. والأجدر بالذكر أن الملك “وشيرا لونج كون”، الملك الجديد لمملكة تايلاند، شارك في مجلس احتفال وطني بالمولد النبوي الشريف 2017 احتراما للإسلام والمسلمين، كما أن الحكومة التايلاندية تقوم بمـأدبة الإفطار في رمضان كل سنة لسفراء مسلمين و رؤساء هيئة إسلامية بتايلاند.
4 ـ لذلك عامة، كانت الدعوة الإسلامية لها فرصة ذهبية بحيث يستطيع الدعاة أن يقوموا بكافة الأنشطة الدعوية بلا قيود، سواء كان بناء المساجد أو المدارس الإسلامية أو تأسيس المؤسسات الإسلامية أو الحزب السياسي، أو إلقاء محاضرة عامة، أو إقامة المخيمات، أو تنظيم الاعتكافات بالمساجد في رمضان، وما إلى غير ذلك..
5 ـ كذلك توجد بعض المؤسسات الدعوية الموجهة لغيرالمسلمين، مثل: مؤسسة سنتئ شون، حيث تقوم بأنشطة فعالة ودورات للتعريف بالإسلام لغير المسلمين في العاصمة بانكوك.
6 ـ مع الإشارة إلى أنه عند العامة من الشعب التايلاندي كانت وسائل الدعوة الخاصة والغير مقصودة هي النكاح، بحيث البوذيون والبوذيات عامة أسلموا عند النكاح بمسلم أو مسلمة بلا اعتراض يذكر.
7 ـ وبالرغم من تلك السهولات؛ فما زالت توجد مشاكل وصعوبات في المجال الدعوي في تايلاند، أبرزها أن أغلبية الدعاة ـ إلا قليل ـ من أئمة المساجد في عموم تايلاند لا يقوم بواجب الدعوة الإسلامية بكافة الفرصة المتاحة أمامه، وذلك لأسباب شتى تحتاج إلى دراسات وتمحيص..
ـ ربما بسبب أن كل من المشيخة الإسلامية التايلاندية، والمجلس الإسلامي الأعلى، لا يقدران على تثقيف أئمة المساجد ووعاظها، حيث يوجد حوالي 4 ألاف مسجد، ولا توجد دورة لإعداد الأئمة والوعاظ إلا نادراً..
ـ أو ربما لسبب الضعف الكياني، أو الضعف المالي لعدم جهة التمويل مطلقاً، أو بسبب الضعف الذاتي بحكم أننا أقلية مسلمة، وربما لا ظهر لهم من إخوانهم في العالم الإسلامي..
ـ كذلك ربما لقلة الكتب الدينية، خاصة كتب التراث الإسلامي المترجمة إلى اللغة التايلاندية، أو ربما بسبب تدني المكافأة المالية للأئمة والمثقفين المسلمين فيعجز عن التفرغ للدعوة والتأليف؛ إلا بعض المتحمسين المبذلين حياتهم للدعوة الإسلامية والتأليف، أو ربما بسبب عدم الجدية من البعض حسب طبيعة كثير من التايلاندين المسلمين، وربما، وربما..
2 ـ نود نبذة مختصرة عن واقع التعليم الإسلامي في تايلاند، مع الإشارة إلى أبرز المؤسسات التعليمية الإسلامية وأعدادها في مراحلها المختلفة إن تيسر ذلك.
تدعم الحكومة التّايلانديّة المدارس الإسلامية دعماً كاملاً في مراحل التعليم قبل الجامعي (الحضانة، الابتدائية، الإعدادية، الثانوية)، ولكن للأسف بشكل عام تعد فرصة مضيعة لأسباب متعددة…
1 ـ أهم المؤسسة التعليمية الإسلامية:
أ- المدارس الحكوميّة:
هي الّتي أسّستها الحكومة التّايلانديّة، والعلوم الشرعيّة الإسلاميّة تدرَّس في هذه المدارس الحكوميّة باللغة التايلانديّة، وهي والمواد هى القرآن الكريم والتفسير والحديث والسّيرة والتوحيد والفقه والأخلاق، وتدرس جميعها في إطار مادّة التربية الإسلاميّة، وتتراوح مدّة الدّراسة أسبوعيّاً ما بين حصّتين إلى خمس حصص.
وهذا المنهج خاص بالمناطق الّتي يسكنها المسلمون بكثافة عالية، وقد وضعته الحكومة من أجل جذب المسلمين إلى هذه المدارس عندما لاحظتْ عزوفهم عنها وعدم رغبتهم فيها؛ فوظّفتْ عدداً من المدرّسين المتخرّجين من الدّول العربيّة والإسلاميّة من أجل تعليم أبناء المسلمين في المدارس الحكوميّة.
ب- المدارس الإسلاميّة الأهليّة العصريّة:
تتبنّى المدارس الإسلاميّة الأهليّة منهجاً مزدوجاً، يحاول المسلمون من خلاله التّوفيق بين المنهج الشرعي والعلمي، حيث المنهج الشّرعي للحفاظ على الهويّة الإسلاميّة لدى الأقليّة المسلمة بتايلاند، والمنهج العلمي لأجل مواكبة متطلّبات العصر الحديث، والحصول على الشّهادات الّتي تمكّنهم من الالتحاق بالجامعات الوطنيّة التايلانديّة. ويبلغ عدد المدارس الإسلاميّة الأهليّة المسَجَّلة رسميّاً أكثر من 500 مدرسة.
وتدعم الحكومة التّايلانديّة هذه المدارس الأهلية الّتي تدرّس فيها العلوم الإسلاميّة واللغة العربيّة بجانب العلوم العصريّة والّتي تخضع لمنهج وزارة التربية والتعليم، بمساعدات ماليّة تقدّر حسب عدد الطّلاب في كلّ مدرسة، وتصرَف هذه الميزانيّة لتسديد رواتب المدرّسين، وشراء بعض التّجهيزات واللّوازم الضّروريّة لهذه المدارس كبقيّة المدارس الأهليّة الأخرى، الّتي يمتلكها غير المسلمين في تايلاند. وتايلاند أعطت الفرصة لكل مدرسة لكي تبدع منهجاً دراسياً خاصاً، لذلك بعضها يدرس منهج حفظ القرآن مع العلوم العصرية.
ج – المدارس الإسلاميّة التقليدية (فوندوق):
يوجد في جنوب تايلاند نوع آخر (ثالث) من المدارس التي تدرس مواد أو مناهج إسلامية، والتّعليم المتّبع هو نظام الكتاتيب، ويطلق عليه نظام (فوندوق)، وهي المدارس القديمة، شافعية المذهب وأشاعرة العقيدة، تتبع الطريقة التقليديّة في التّعليم، وتقوم بتدريس العلوم الشّرعيّة والقرآن الكريم باللغة الملايويّة أو التايلانديّة، وقد كانت محافظات جنوب تايلاند الجنوبية من فطاني، وجالا، وناراتيوات، وستول، وسونجكلا، بالإضافة إلى العاصمة بانكوك وماحولها، من المناطق المشهورة بهذه المدارس، علماً بأن فطاني كانت في (ق16م)، تتميّز بمكانتها العالمية العالية، وبمؤسّساتها التّعليميّة الإسلاميّة، وقد اشتهر عدد كبير من علمـاء فطاني، ليس في فطاني وحدها؛ بل وفي جنـوب شرق آسيـا كذلك؛ وأصبح يفد إلى فطاني طلاب العـــــلم من جميع أنحاء المنطقة لتحصيل العلم الشّرعي، ولا يزال التّراث العلمي الشّرعي من أعمال علماء فطاني مفخرة إلى اليوم.
والجدير بالذكر أن المشيخة الإسلامية في تايلاند تتكون من شيخ الإسلام ويطلق عليه “جولا راج مونتري”، وهو مع أعضاء مجلس المشيخة الإسلامية وجمهرة الأئمة والوعاظ معظمهم من خريجي هذه المدارس (فوندوق). وطبعاً شافعي المذهب وأشاعرة العقيدة.
د- الجامعات:
ولقد حفل السجلّ التاريخي لمنطقة (فطاني وما جاورها)، بالازدهار العلمي والثقافي، وكثر أبناؤها الذين يستقون الدّروس الدينيّة في رحاب الحرم المكي، فغدت هذه المنطقة معروفة بـ «رحبة مكّة»، ونشر أولئك العلوم الإسلاميّة في هذه الكتاتيب، ومع مرور الزّمن وبتطوّر الأنظمة التعليميّة والاجتماعيّة في حقبـة العولمة تطوّر هـذا التعليم التـقليدي غـير النظـامي -كما سبقت الإشارة- إلى مدارس أهليّة إسلاميّة حديثة، تحمل على عاتقها مسؤوليّة العمليّة التعليميّة بمنهاج متكامل، وحدثت طفرة سنوية على مستوى تخريج طلبة المرحلة الثانويّة، مع تضاؤل فرص مواصلتهم الدراسة الجامعية في العالمين العربي والإسلامي شيئاً فشيئاً.
1 ـ كليّة الدّراسات الإسلاميّة بجامعة الأمير سونكلا الحكومية:
تمّ إنشاء كليّة الدّراسات الإسلاميّة بجامعة الأمير سونكلا الحكومية شطر فطاني منذ عشرين عاماً.
2 ـ جامعة فطاني الإسلامية الأهلية:
ثمّ أنشئت الكليّة الإسلاميّة بجالا، حاليا جامعة فطاني، بدّعم مادّي من البنك الإسلامي للتنمية، وتمثل هذه الجامعة جناح التعليم العالي الإسلامي الأهلي.
3 ـ مؤسّسات التعليم العالي الأخري:
ثم تمخّضت مؤخراً برامج الدّراسات الإسلامية والعربيّة في مؤسّسات التعليم العالي، الحكوميّة والأهليّة، على حدٍّ سواء؛ كالتالي:
1 ـ أكاديميّة الدّراسات الإسلاميّة والعربيّة: بجامعة ناراتيوات (راج ناكرين) الحكوميّة بمحافظة ناراتيوات.
2 ـ قسم الدّراسات الإسلاميّة لتطوير الأعمال: بجامعة (راج فهات) الحكوميّة في محافظة جالا.
3 ـ قسم الدّراسات الإسلاميّة للتنمية: بجامعة (كرونتيف تونبوري) الأهلية، وفي جامعة (رانج سيت) الأهليّة في العاصمة بانكوك، وقسم الدّراسات الإسلاميّة في جامعة (كاسيم بنديت الأهليّة) في بانكوك.
4 ـ وهناك مادة الدّراسات الإسلامية: في قسم اللغة التايلاندية واللغات الشرقية، في كليّة العلوم الإنسانية بجامعة (رام كمهينج) ببانكوك.
وحول الجامعة الإسلامية الأهلية الوحيدة في عموم تايلاند نخصها بشىء من التفصيل، على النحو التالي:
هـ – جامعة فطاني: جامعة إسلامية أوحد في تايلاند
تمثل هذه الجامعة الإسلاميّة الواجهة الحضاريّة لمسلمي تايلاند، وقد جاءت استجابة لحاجة المسلمين الملحّة في تايلاند عامّة، وفي جنوبها خاصّة، الأمر الذي مكن أبناء المسلمين ذوي المؤهلات العلميّة حاملي الشهادات العليا والعالميّة، من إنشاء هذه المؤسّـسة الإسلاميّة الأهليّة للتعليم العالي، تحمل طموح وآمال أبناء الأقليّة المسلمة، تبصرهم بدورهم ورسالتهم وحضارتهم وتفقههم بدينهم، بعيداً عن التعصب والغلو، بحيث يكونون قادرين على تقديم نماذج تثير الاقتداء وتبين الوجه الصحيح لقيم الإسلام وإنسانيته بعيداً عن العنف والمواجهة.
وكان بروز الجامعة إثر التوصية المباركة، الّتي أصدرها المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في دورته الرابعة والثلاثين بمكة المكرّمة عام 1416هـ/1995م، بدعمها مادياً، بواسطة هيئة الإغاثة الإسلاميّة العالميّة، وبإيعاز من المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة بالمملكة العربيّة السّعوديّة.
وكانت بواكير مشروعاتها الإنشائيّة والأكاديميّة والمنشطيّة بدعم من البنك الإسلامي للتنمية، والوزارات المعنيّة بالشؤون الإسلاميّة والأوقاف وتكاتف الجامعات والهيئات والجمعيّات الإسلاميّة في العالمين العربي والإسلامي، وكسبتْ الجامعة، التي تسعى إلى بناء المرجعية الشرعية وتوجيه العلوم إسلاميّا، ثقة الحكومة التايلانديّة، الّتي منحتها الترخيص الرّسمي لمزاولة رسالتها الجامعيّة والاعتراف رسميّاً بمستواها العلمي وجودتـــها التعليميّــــــة كبقيّـــــــة الجامعات الأهليّة في تايلاند منذ عام 1998م.
كانت باكورة إنشائها من: مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي.
-إسهامات هيئة الإغاثة الإسلاميّة العالمية، المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي، بنسبة في موازنتها التشغيليّة.
– الدعم الأكاديمي من قبل جامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة بالمملكة العربيّة السّعوديّة.
– عضوية اتحاد جامعات العالم الإسلامي بإشراف المنظمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة (ISESCO)، المنبثقة عن منظّمة التعاون الإسلامي، كذلك عضويّتها في رابطة الجامعات الإسلاميّة، وعلى المستوى الإقليمي تولّيها – آنفاً – سكرتاريّة اتحاد الجامعات الآسيويّة (ASEAN)، أمّا على المستوى المحلّي فعضويّتها في اتحاد مؤسّسات التعليم العالي الأهليّة من بين (55) مؤسسة تعليميّة أعضاء في الاتحاد، كذا عضويّتها في اتحاد الجامعات التايلاندية عام 2013م، تحت إشراف وزارة التعليم التايلاندية
– مجلس أمنائها من نخبة من كبار الشخصيّات العلميّة والأكاديميّة من داخل تايلاند وخارجها، مثل المملكة العربيّة السّعودية، ودولة قطر، ودولة الكويت، ومن بينهم الشيخ عمر عبيد حسنة (قطر)، ود.عبدالعزيز بن عبدالله العمار (السعودية)، ود.مطلق القراوي (الكويت)، وغيرهم.
وتتجاوز إحصائيّة طلبتها حالياً أربعة آلاف طالب وطالبة، من ضمنهم قرابة المـائتين من الطلبة الوافدين من أربع عشرة دولة: الصّين، كمبوديا، فيتنام، لاوس، ماليزيا، إندونيسيا، إيران (عرب الأهواز)، باكستان، مصر، السّودان، فرنسا، السويد، أستراليا، وأمريكا، موزعين على ثلاث مراحل أكاديميّة: البكالوريوس والدّبلوم العالي التربوي والمـاجستير، والدكتورة.
وقد باشرتْ الجامعة بطرح برنامج المـاجستير في الشريعة، والتاريخ والحضارة الإسلامية، واللغة العربيّة وآدابها والعلوم السياسية وبرنامج الدكتوراه في الدّراسات الإسلاميّة، وقد تخرّج فيها ست عشر دفعة طلابيّةعلى مدى الأعوام الجامعيّة (2002- 2016م).
3 ـ دكتور غزالي.. نرجو التعريف بكم لجمهورنا من خلال:
أ ـ تعريف إنساني واجتماعي ووظيفي ودعوي..
ـ عميد كلية الدراسات الإسلامية والقانون، جامعة فطاني، جنوب تايلاند.
ـ رئيس لجنة الدراسات العليا بالكلية، ومحاضر بقسم الشريعة الإسلامية والدراسات العليا بجامعة فطاني.
ـ رئيس مؤسسة “مسلمي كلونج هير”، سونكلا، تايلاند.
ـ مستشار للجنة حقوق الإنسان بحكومة تايلاند.
ـ خريج الليسانس قسم الشريعة الإسلامية، كلية الشريعة والقانون، جامعة الأزهر بالقاهرة.
ـ حاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية من جامعة الأمير سونكلا، تايلاند.
ـ حاصل على الدكتوراة في الشريعة الإسلامية من جامعة الأمير سونكلا، تايلاند برسالتها ” المفتي التايلاندي: أهميته وإمكانية وجوده وحالاته”.
ـ عضو مجلس الإدارة الأعلى بجامعة فطاني.
ـ عضو تقييم جودة الكليات والجامعات التايلاندية.
ـ عضو لجنة تطوير المجالس الإسلامي التايلاندي بوزارة العدل التايلاندية.
واعظ وخطيب متطوع.
ـ مدير مشارك لأكبر موقع إسلامي في فيسبوك بتايلاند، واسمه:
ประชาชาติแห่งอิสลาม – Islamic Nations
ـ من مواليد 1970م، سونكلا، تايلاند، متزوج، أب له بنتين.
ب ـ ما أهم المهام التي تقومون بها حالياً؟
ـ رفع المستوى التعليمي للمجتمع المسلم التايلاندي.
ـ ترجمة كتب التراث الإسلامي وأعمال مجددين إسلاميين إلى اللغة التايلاندية.
ـ تطوير نظام وكوادر المجلس الإسلامي التايلاندي.
ج ـ وما أبرز المسئوليات التي قمتم بها سابقاً؟
ـ ترجمة كتاب “السيرة النبوية.. دروس وعبر”، للدكتور مصطفى السباعي، إلى اللغة التايلاندية.
ـ ترجمة كتاب “المحاور الخمسة للقرآن الكريم”، للشيخ محمد الغزالي إلى اللغة التايلاندية.
ـ ترجمة بعض الفصول لكتاب “الشبهات حول الإسلام”، للشيخ محمد قطب إلى اللغة التايلاندية.
ـ باحث لتطوير المحكمة الإسلامية التايلاندية بهيئة القضاء التايلاندية.
ـ باحث لتطوير المجتمع المسلم التايلاندي للأمم المتحدة.
المشاركة الثانية.. من: بكر العطار ـ صحفى مصرى مهتم بشئون الأقليات المسلمة في العالم ـ وتتضمن خمسة أسئلة:
4 ـ هل تستشير دولة تايلاند ممثلين عن المسلمين قبل أخذ القرارات التي تتعلق بهم؟
ـ ممثل المسلمين حسب قانون إدارة الهيئات الإسلامية رقم (2540)، وقانون البنك الإسلامي رقم (2550)، وقانون شؤون الحج رقم (2532)، هو المشيخة الإسلامية والمجلس الإسلامي الأعلى، وهذا رابط موقعهم: http://www.cicot.or.th
وهذه القوانين تنص على ووجوب إعطاء حق أخذ القرارات أو استشارتهم قبل أخذ القرارات التي تتعلق بالمسلمين.
5 ـ يطلق على التايلنديين المسلمين ” القرويين”، ما صحة هذا القول؟ وما قصته؟، وما نظرة المجتمع التايلاندى للمسلمين؟ وهل يتقلد المسلمون وظائف مهمة بالدولة؟
ـ لا يستخدم هذا الاصطلاح بشكل خاص على المسلمين فقط؛ بل يتضمن أغلبية التايلانديين الذين يسكنون خارج المدن التايلاندية، أو حتى في ضواحي العاصمة بانكوك، خاصة على الأقليات العرقية.
والجدير بالذكر أن تايلاند تقع ضمن الدول العشرة الأعلى التي يوجد بها أكبر فوارق في الدخل بين الطبقات الاجتماعية.
ولكن رغم هذا كثير من المسلمين يتقلدون وظائف مهمة بالدولة، والحمد لله حتى العلماء عينوا بمقاليد الحكم، ومنهم: د.إسماعيل لطفي، رئيس جامعة فطاني الأهلية، ود.إسماعيل علي، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأمير سونكا الحكومية، وبعض أئمة الشيوخ رؤساء للمجالس الإسلامية في محافظات أغلبيتها مسلمون؛ عينوا في تلك المناصب العليا، كعضو مجلس الشيوخ، ومثل د.عبد الغني سالمين، الذي عين مستشار هيئة التشريع الوطني ونائب مدير مركز إدارة منطقة جنوب تايلاند، فضلا عمن عينوا محافظين للمحافطات المختلفة.
6 ـ هل يتم تدريس العلوم الشرعية في مراحل التعليم بالمدراس في تايلاند؟ وماذا عن مؤسسات التعليم؟
المدارس الحكوميّة في مراحل التعليم قبل الجامعي بالمناطق الّتي يسكنها المسلمون بكثافة ـ وهى لا تقل عن 20% من إجمالي المدارس التي أسستها الحكومة التايلاندية ـ تدرِّس العلوم الشرعيّة الإسلاميّة باللغة التايلانديّة.
ويرجى العودة إلى إجابة السؤال الثاني للاطلاع بشكل مفصل على المؤسسات التعليمية التي تدرس المناهج الإسلامية سواء في التعليم قبل الجامعي أو في الجامعات أو حتى في مرحلة الدراسات العليا.
7 ـ وصلنا أن تواجد الشيعة بين المسلمين فى تايلاند كبير، ويوجد من يتبعهم.. ما مدى صدق هذه الأنباء؟ وما تأثير انتشار الفكر الشيعي على المسلمين؟ وكيف ينظر المسلمون إلى الشيعة؟
للشيعة في تايلاند أصل عريق أكثر من أهل السنة، وهم مع الحكومة دائما طوال تاريخ الدولة من مئات السنين، حتى بعض الملوك التايلانديين من مصاهرتهم؛ فليس من الغريب الآن أن يتقلد أحدهم منصباً ذا تأثير كبير مثل قائد الجيش أو الشرطة أو وكلاء الوزارات..
وبحكم نفوذهم الكبير هم يقدرون على جذب بعض المسلمين السنيين لأن بيدهم نفوذا لمن يريد، ونقودا لمن يريد..
وفي الآونة الأخيرة تبنوا مشروع كفالة تامة لآلاف الأيتام السنيين في منطقة الجنوب الذين فقدوا آباءهم في العمليات الصراعية فيها، ويربونهم كالشيعة، وتم إرسال بعضهم إلى إيران للتثقيف أو الدراسة؛ وهذا عندي هو الخطر الحقيقي..
هذا الأمر مأسوف أو غير مأسوف.. ما عرفته أن سببه أنه ليس لهم كفالة كافية من إخوانهم السنيين محلياً أو خارجياً..
والأمر الآخرالمؤسف جمهرة المدارس الإسلامية التقليدية – المعروفة محليا بـ(فوندوق) ـ لا يبالي كثيرا بانتشار الشيعة في مجتمعهم، وتابعوهم هم أكثر فئة تتبع الشيعة، سواء من جيل الشباب أو الشيوخ؛ فليس لديهم الحصانة المانعة من الشيعة. وفي نفس الوقت المشيخة الإسلامية والمجلس الإسلامي الأعلى والمجالس الإسلامية في محافظات تايلاند -وهي جميعها هيئات رسمية لدى الحكومة التايلاندية- لا تقدر على التحرك في هذا الصدد لسبب مكانة الشيعة عند الحكومة التايلاندية؛ إلا الشباب الذين يتأثرون بالدعوة السلفية فهم لايتأثرون بهم.
8 ـ هل الإسلام عند الكثيرين فى تايلاند يمثل الشعائر الدينية والعبادات فقط؟ وما مدى اندماج المسلمين مع غيرهم فى تايلاند لا سيما بالمناطق التى يوجد بها غالبية مسلمة؟
عموماً، بالنسبة لجمهرة الأئمة والوعاظ الذين تخرجوا في المدارس الإسلامية التقليدية وهي فندوق، أغلبيتهم لا علاقة لهم بأمور عصرية رغم أنوفهم، فلا يوجد من يهتم بهم من العالم الإسلامي، أو حتى يعلم بوجودهم، أو يأخذ بأيديهم، وبحكم خلفيتهم الثقافية التقليدية المنقطعة عن مواصفات وعلوم العصر، وبحكم القانون الذي يشترط الشهادات للتعيين والتوظيف وهي لا توجد في تلك المدارس فقد انقطعت صلتهم بكثير من أمور العصر.
ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لجمهرة الطلاب المسلمين من خريجي الجامعات من كافة التخصصات؛ فهم يلعبون دوراً مهما في الحياة العصرية في كل المجالات، مثل البنوك الإسلامية، والإذاعة الإسلامية سواء مرئية أو مسموعة، ولهم دور مجتمعي في الخدمة الاجتماعية أو من خلال الجمعيات الشبابية أو حتى في تأسيس الحزب السياسي وغير ذلك من المجالات؛ إلا المجالات الإسلامية -لو صح التعبير- مثل وظيفة أئمة المساجد أو كأعضاء بالمجلس الإسلامي فهذه فقط تعطى من قبل المشيخة الإسلامية للأئمة من خريجي المدارس الإسلامية التقليدية فقط بحكم ثقافتهم التقليدية المنقطعة عن مواصفات وعلوم العصر، لذلك هم وهيئاتهم يعكفون فقط على الشعائر الدينية والتعبدية اللهم إلا قليل منهم وما أقلهم.