اتهم تقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش” سلطات الإقليم الكردي بشمال العراق بترحيل أسر أيزيدية قسرًا بسبب مشاركة أقارب لهم ضمن صفوف الحشد الشعبي الذي يدار من قبل الحكومة المركزية في بغداد.
وقالت المنظمة الحقوقية الدولية في تقريرها الصادر، اليوم الأحد: إن قوات الإقليم الكردي رحّلت ما لا يقلّ عن 4 أسر أيزيدية قسرًا، وهددت أخرى بالترحيل، منذ يونيو 2017م، بسبب انضمام أقارب لهذه الأسر إلى قوات الحشد الشعبي.
وقالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط ضمن التقرير: على سلطات الإقليم التوقف عن ترحيل الأسر الأيزيدية بسبب أفعال أقاربهم؛ لأن ذلك يُشكّل عقابًا جماعيًا، ويحق لهذه الأسر المهجّرة ألا تُعاد قسرًا إلى قُراها المدمرة.
وأضافت أنه رغم اختلاف الإقليم الكردي مع قوات الحشد الشعبي، فإن عقاب أسر مقاتليها طريقة خاطئة وغير قانونية للتعامل مع المشكلة.
ووفقًا للتقرير، فإن القوات الأيزيدية أُدمِجت في الحشد الشعبي تحت مُسمى “كتائب أيزيدخان”، وهي تسيطر على مواقع في 4 مناطق من سنجار التي تقع رسميًا تحت سيطرة قوات حكومة بغداد، لكن قوات الإقليم تنشط في المنطقة وتسيطر على الطريق الرئيسة بين سنجار والإقليم.
ونقل التقرير عن أحد قادة كتائب أيزيدخان (لم يذكر اسمه) أنه في 24 يونيو تم استدعاء أسرته من قبل عناصر من الأسايش (قوات الأمن الداخلي بالإقليم) قرب دهوك إلى مكتبهم في المدينة، وأجبروا زوجته على توقيع التزام بمغادرة الإقليم الكردي مع ابنتيها خلال 7 أيام بسبب دور زوجها في الحشد الشعبي.
وقال التقرير: إن “هيومن رايتس ووتش” تلقت تقارير من ناشط حقوقي أيزيدي حول 15 أسرة أيزيدية أخرى طُردت وأعيدت إلى سنجار على يد الأسايش، لكننا لم نتمكن من التحقق منها.
وأرسلت المنظمة مجموعة من الأسئلة حول هذه الاتهامات إلى ديندار زيباري، رئيس “لجنة التقييم والرد على التقارير الدولية” التابعة لحكومة الإقليم، لكنها لم تتلق ردًا بعد.
من جهته، قال رئيس حزب التقدم الأيزيدي سعيد بطوش لـ”الأناضول”: إنه منذ دخول قوات الحشد الشعبي وتحريرها للقرى الأيزدية لم تحدث أي خلافات مع قوات البيشمركة الكردية، لكن بعد أن تم دمج المقاتلين الأيزيديين بقوات الحشد الشعبي بدأت القوات الكردية بمعاقبة المكون الأيزيدي.
وأضاف بطوش أن قوات البيشمركة الكردية منعت دخول وخروج أي عائلة أيزيدية ينتمي أحد أبنائها أو أقاربها إلى قوات الحشد الشعبي، وهذا المنع ليس في المناطق الكردية فقط، بل أيضًا شمل المناطق الأيزيدية ومنها باب شلو التي تتواجد فيها قوات البيشمركة.
وتابع أن نحو 20 عائلة أيزيدية نازحة تم طردها من محافظة دهوك في الإقليم الكردي، واضطر العشرات من المقاتلين الأيزيديين إلى ترك الحشد الشعبي كي يتم الإبقاء على عوائلهم في أراضي الإقليم الكردي.
والأيزيديون مجموعة دينية، يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل (شمال)، ومنطقة جبال سنجار في العراق، فيما تعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسورية، وإيران، وجورجيا، وأرمينيا.
وسيطرت قوات البيشمركة، التابعة لحكومة إقليم شمال العراق، بشكل كامل على قضاء سنجار الذي تقطنه أغلبية أيزيدية، يوم الجمعة الماضي، ورُفعت أعلام الإقليم على المباني الحكومية، بعد أن كان تنظيم “داعش” قد سيطر عليه، يوم 3 أغسطس 2014م.