ثمن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السفير أحمد المريخي الدور الإنساني المتميز الذي تضطلع به دولة الكويت تحت قيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ومساهمتها الدائمة في دعم الاستجابة للحالات الإنسانية في كل الأزمات والكوارث العالمية.
وقال المريخي لـ”وكالة الأنباء الكويتية” (كونا) بمناسبة ذكرى مرور ثلاثة أعوام على تكريم الأمم المتحدة سمو أمير البلاد بتسمية سموه “قائداً للعمل الإنساني” ودولة الكويت “مركزاً للعمل الإنساني” التي تصادف اليوم السبت: إن دولة الكويت تتعاطف على الدوام مع الشعوب حول العالم.
وأضاف أن دولة الكويت أثبتت قيادتها الإنسانية في دعم الاستجابة للحالات الإنسانية تحت القيادة الحكيمة لسمو أمير دولة الكويت ما أدى إلى إنقاذ المئات من الأرواح وتحفيز آخرين على المشاركة في العمل الإنساني المنسق.
وأوضح أن من أمثلة ذلك ما قدمته الكويت للشعب السوري في أصعب الأوقات وهو دعم “جدير بالثناء” لافتا إلى استضافة الكويت أول ثلاثة مؤتمرات دولية متتالية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا لجمع تبرعات من أجل القضية السورية تم خلالها جمع أكثر من سبعة مليارات دولار من المتبرعين كما تعهدت الكويت بتقديم نحو 1.3 مليار دولار في هذه المؤتمرات.
وأشار المريخي إلى مشاركة الكويت في رئاسة النسخة الرابعة للمؤتمر المذكور وكان مؤتمر (دعم سوريا والمنطقة) الذي عقد في لندن عام 2016 حيث تعهدت فيه بتقديم 300 مليون دولار فضلا عن مشاركتها في رئاسة مؤتمر (دعم مستقبل سوريا والمنطقة) في بروكسل هذا العام والذي تعهدت فيه بتقديم 100 مليون دولار.
وذكر أن الكويت استضافت عشرة اجتماعات متتالية لمجموعة كبار المانحين للقضية السورية وخمسة مؤتمرات سنوية حول (الشراكة الفاعلة وتبادل المعلومات من أجل تحسين العمل الإنساني) وكلها ساعدت في تعزيز سبل التعاون محلياً وإقليمياً وعالمياً.
ولفت إلى دور الكويت السخي في الاستجابة للحالات الإنسانية على مستوى العالم عن طريق مصادر مختلفة منها منشور مفوضية الأمم المتحدة لعام 2016 (استجابة الكويت).
وقال المريخي: إن هذا كله لم يكن ليتحقق دون إشراف وتوجيه من سمو أمير دولة الكويت فضلاً عن مشاركة سموه في رئاسة أربعة مؤتمرات من المؤتمرات الخمسة التي خصصت لمناقشة الأوضاع في سورية وقضية اللاجئين السوريين.
وبين أن “هذا كله يدل على تفاني سمو أمير دولة الكويت وحرصه على المساعدة في تخفيف معاناة المحتاجين في جميع أنحاء العالم”، مبيناً أن الكويت تعرب دائماً عن ثقتها في النظام الإنساني متعدد الأطراف وتقدم دعما ماليا لنداء الاستجابة الذي تقوده الأمم المتحدة.
وعن دور الأمم المتحدة في مجال تنسيق المساعدات الإنسانية في دول العالم أوضح المريخي أن للأمم المتحدة دورا رئيسيا في تنسيق الاستجابة الإنسانية الجماعية مضيفا أن منظمة (أوتشا) وهي منظمة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة تعد مسؤولة عن التنسيق وجمع الجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني لضمان أفضل استجابة ممكنة للحالات الطارئة.
وأضاف أن منظمة “أوتشا” تؤدي دوراً رئيساً في تنسيق العمليات خلال الأزمات ويشمل ذلك تقييم الحالات والاحتياجات ووضع استراتيجيات مشتركة لمعالجة مختلف المعضلات مثل التفاوض للحصول على موارد إضافة إلى التمويل الكافي وموارد أخرى.
وذكر أن “أوتشا” تطلق كل عام بالنيابة عن الأمم المتحدة ومئات الجهات والمؤسسات الضالعة في العمل الإنساني حول العالم نداء من أجل خطط الاستجابة الإنسانية مضيفا أن الاحتياج للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم بلغ حاليا مستوى لم يسبق له مثيل.
وأفاد بأنه منذ يناير 2017 ارتفع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى 141.1 مليون شخص في 37 بلداً وقامت الأمم المتحدة وشركاؤها بإعطاء 101 مليون شخص الأولوية لتلقي المساعدة نظرا إلى سوء حالتهم مضيفا أن المبلغ المطلوب لتقديم المساعدات والاستجابة الإنسانية عام 2017 والبالغ 23.5 مليار دولار يعد أعلى نداء إنساني تم إطلاقه.
وقال المريخي: إن من شأن الأموال التي تدعم خطط الاستجابة أن تحدث فرقاً جوهرياً في حياة الملايين من البشر وبصورة خاصة إنقاذ أرواح الأشخاص الذين هم على وشك المجاعة وحماية أشد الناس ضعفاً وتعليم الأطفال.
وعن الأزمات التي تشهدها المنطقة بين أن بعض الدول العربية شهدت خلال الأعوام الأخيرة أزمات إنسانية عديدة بسبب الصراعات المختلفة مشيرا إلى أن هناك على سبيل المثال منذ عام 2011 أكثر من 5.1 مليون نازح من سوريا بحثوا عن ملاذ آمن في لبنان وتركيا والأردن وبلدان أخرى ناهيك عن الملايين المشردين في الداخل السوري.
وذكر أن اليمن يواجه أكبر حالة طوارئ من انعدام الأمن الغذائي في العالم وتعد أولوية قصوى للأمم المتحدة وشركائها في مجال العمل الإنساني كما تم تقديم مساعدات إنسانية إلى 4.8 مليون شخص في العراق في النصف الأول من العام الحالي.
وكللت الجهود الإنسانية لدولة الكويت في التاسع من سبتمبر عام 2014 حين أقام الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون في مقر المنظمة بنيويورك احتفالية لتكريم سمو أمير دولة الكويت بتسمية سموه “قائداً للعمل الإنساني” تقديراً لجهوده وإسهاماته الكريمة في مجال العمل الإنساني كما تمت تسمية دولة الكويت “مركزاً للعمل الإنساني”.
وجاء التكريم الأممي عرفانا بالدعم المتواصل لدولة الكويت وقائدها للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة الهادفة إلى الحفاظ على الأرواح وتخفيف المعاناة حول العالم.